-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتفاضة أم بركان في‮ ‬فلسطين

صالح عوض
  • 2724
  • 0
انتفاضة أم بركان في‮ ‬فلسطين

لم‮ ‬يدرك الصهاينة أن الوضع العربي‮ ‬الرسمي‮ ‬القائم،‮ ‬ليس هو قدر الأمة،‮ ‬ولذا فلن‮ ‬يعطي‮ ‬الفرصة لكي‮ ‬يقوموا بما تملي‮ ‬عليهم‮ ‬غرائزهم العنصرية‮.. ‬فالمسجد الأقصى ليس في‮ ‬معرض الصيد السهل للمشروع الصهيوني‮ .. ‬أغرهم أن الوضع الفسطيني‮ ‬مرهق وأن القيادات الفلسطينية تحت ضغط القرارات الدولية وجنوح الإقليم نحو التفتت والمكونات الاثنية‮.‬

في‮ ‬هذه المرحلة التي‮ ‬كاد البعض أن‮ ‬يبدأ في‮ ‬إقامة المراثي‮ ‬للمسجد الأقصى،‮ ‬كان أبطال القدس من المرابطين الذين أصبح كل واحد منهم مشروع شهادة‮ ‬يعطون الدرس البليغ‮ ‬في‮ ‬الحفاظ عن المسجد الأقصى باللغة التي‮ ‬لا‮ ‬يفهم العدو سواها‮.. ‬فكان المرابطون في‮ ‬الأقصى جيلا فريدا من أبناء فلسطين،‮ ‬ورغم كل الممارسات التي‮ ‬حاولها العدو في‮ ‬اختراق المجتمع المقدسي‮ ‬بشتى الوسائل،‮ ‬إلا أن هؤلاء الشباب الذين‮ ‬ينتمون لكل الفصائل الفلسطينية ومن‮ ‬غير المنتسبين‮ ‬يتوحدون في‮ ‬هيكلية واحدة باسم المرابطين حماة الأقصى ويحدثون توازن الردع من جديد مع سياسات العدو العنصرية‮.‬

اجترح هؤلاء الشباب أسلوبا في‮ ‬المقاومة عرف بهم واختصوا به أنه الارتكاز إلى الرجولة والإقدام والفدائية والهجوم على المستوطنين الغزاة وجنود الجيش الصهيوني‮ ‬وقادته بقوة واقتدار،‮ ‬مستخدمين في‮ ‬ذلك أبسط الوسائل من سكاكين وسيوف وسيارات ليوقعوا في‮ ‬العدو الرعب والفرار من القدرة على الاقتراب من المسجد الأقصى‮.‬

في‮ ‬القدس تتشكل إرهاصات بركان فلسطيني‮ ‬في‮ ‬كل مكان من الوطن فلسطين في‮ ‬الضفة الغربية وفي‮ ‬العمق الفلسطيني‮ ‬وفي‮ ‬غزة،‮ ‬حيث وصلت فصول المعركة إلى أخطرها إنه القدس‮.. ‬وما العدوان الصهيوني‮ ‬الذي‮ ‬يستهدف الشباب الفلسطينيين في‮ ‬أم الفحم والمثلث عموما وكل أماكن التواجد الفلسطيني‮ ‬في‮ ‬الداخل الفلسطيني‮ ‬إلا عاملا إضافيا لتسخين فوهة البركان‮.. ‬كما أن الفشل الذي‮ ‬حكمت به القيادة الصهيونية على المفاوضات مع السلطة الفلسطينية أوصل الرسالة البليغة للكل الفلسطيني‮ ‬بأن لا فائدة في‮ ‬المفاوضات المراطونية وأن قيادة الحكومة الصهيونية ما أرادت من تلك المفاوضات إلا الاستفادة من الوقت في‮ ‬إرساء واقع استيطاني‮ ‬يلتهم أرض الضفة والقدس الشريف بمشاريع القصد منها تغيير معالم فلسطين لكي‮ ‬لا‮ ‬يبقى لفلسطين شيء إن سارت الأمور في‮ ‬المفاوضات لتسوية ما‮.‬

إن الشعب الفلسطيني‮ ‬يشعر في‮ ‬هذه المرحلة بمظلومية عليا بعد أن عاش مجزرة‮ ‬غزة خلال‮ ‬51‮ ‬يوما هدمت فيها ثلث مباني‮ ‬قطاع‮ ‬غزة‮.. ‬وقتل وجرح أكثر من عشرة آلاف فلسطيني‮ ‬انتهت بإحكام الحصار على‮ ‬غزة‮.. ‬ثم جاء الجنون الصهيوني‮ ‬بالاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى دونما أي‮ ‬رد فعل عربي‮ ‬وإسلامي‮.. ‬فكان لهذه الأسباب جميعا أن‮ ‬يأتي‮ ‬رد الفعل الشعبي‮ ‬بصورة لم‮ ‬يتوقعها أحد‮.‬

إن الأمور لن تقف إلى هنا‮.. ‬إن العدو سيصعد من عدوانه على المقدسات والإنسان‭..‬‮ ‬ولكن الشعب الفلسطيني‮ ‬الذي‮ ‬يتوحد كما لم‮ ‬يفعل من قبل سيملي‮ ‬على العدو لغة جديدة تضطره إلى إعادة حساباته ومن ضمنها أنه سيعرف أن الأقصى خط أحمر‮.. ‬تولانا الله برحمته‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!