الحليب ”الرّايب”.. مقابل التوقيع ضد مقال ”الشروق” والتكتم عن الفضائح
أكد الناطق باسم موزعي الحليب في العاصمة، صديق ترباح، في تصريح لـ”الشروق” أمس، أن الموزعين يتعرضون لمساومات وضغوط لا يتقبلها عقل بمصنع الحليب في بئر خادم، وذلك بهدف الانتقام من المضربين الذين كشفوا فضائح تسيير المصنع للصحافة الوطنية وعلى رأسها جريدة “الشروق”.
حيث يلزم كل موزع يرغب في الحصول على الحليب إمضاء وثيقة ضد مقال جريدة “الشروق” الصادر يوم الجمعة 10 أوت الجاري، تحت عنوان “90 شاحنة تحاصر مصنع الحليب ببئر خادم بسبب تحول الحليب إلى رايب”، وهذا ما أزعج مسؤولي المصنع الذين شرعوا في تصفية حسابهم مع الموزعين المضربين بمبدأ الحليب مقابل الاعتذار، والإمضاء ضد مقال ”الشروق” الذي تحدث عن أهم مشكل يعاني منه المصنع وهو عجزه عن تأمين برودة مثالية لحفظ الحليب “6 درجات”.
.. مما خلق موجة تذمر واسعة للمستهلكين الذين انتقدوا بشدة نوعية الحليب غير قابل للاستهلاك بعد تحوله إلى رايب، وهذا ما دفع الموزعين إلى تنظيم إضراب لمدة 5 أيام بهدف دفع المصنع نحو إصلاح مشكل المبردات، وأضاف السيد ترباح، أن الديوان الوطني للحليب ومشتقاته توصل إلى اتفاقية مع الموزعين تقضي بإمداد مصنع بودواو لموزعي العاصمة بـ40 ألف لتر، وإرسال موزعي العاصمة أيضا إلى مصنع أعريب في عين الدفلى، بالإضافة إلى تزويد مصنع بئر خادم بعتاد خاص، لكن القائمين على المصنع لم يعيروا اهتماما هذه المقترحات واهتموا بتصفية حساباتهم مع الموزعين الذين أرغم بعضهم على الإمضاء ضد مقال “الشروق” من أجل لقمة العيش، في حين رفض 40 موزعا الإمضاء على هذه الوثيقة، مطالبين بلجنة تحقيق في هذه الخطوة الغريبة التي أقدم عليها المصنع لإذلال الموزعين الذين طالبوا بحقهم وحق المستهلك بحليب وفق معايير أمنة.