التحضير لإصدار ورقة 5 آلاف دينار والقدرة الشرائية للجزائريين في خطر
أعاب عدد من الخبراء الإقتصاديين والماليين، إصدار أوراق مالية لا تتماشى والقدرة الشرائية لأغلب الموظفين، في إطار احتمال لجوء بنك الجزائر لإصدار ورقة من فئة 5000 دينار، في الوقت الذي أعلنت فيه مؤسسة بريد الجزائر عن توزيع فئات من الأوراق المالية لفئة 2000 دينار في كل رواتب الموظفين مع جانفي القادم.
- قال الخبير المالي بن خالفة في تصريح لـ”الشروق” أن إصدار الأوراق المالية ذات الفئة المالية الكبيرة على غرار ورقة 2000 دينار، ينبغي أن يوجه لمن يملك إنفاقا أكبر، أو للذين يملكون معاملات مالية كبرى.
أما بخصوص إصدار أوراق مالية محتملة من فئة 5000 دينار، فقال المتحدث أنه لحد الساعة لم تعلمهم أي جهة بهذا القرار، غير أنه مشروع يبقى قائما بفعل التطور في المبادلات والحاجة إلى مثل هذه السيولة المالية لفئة معينة من رجال الأعمال وأصحاب المعاملات المالية الكبرى.
وقال المتحدث أن إصدار أي ورقة مالية كبيرة، لا بد أن يقترن مع القدرة الشرائية للموظفين، وربط المتحدث بين النقود والإنفاق، بعدد من القطع النقدية التي فقدت قيمتها كعملة للتبادل على غرار فئة واحد دينار، حيث أنه لم تعد هناك أي سلعة في السوق تقدر قيمتها بواحد دينار، وقال المتحدث أن القطعة النقدية من فئة 5 دنانير حلت محل الدينار، وأصبحت أكثر تبادلا من فئة دينار واحد، أو فئة نصف دينار، والتي لم يعد لها وجود أصلا في المبادلات، ولم ينف المتحدث اختفاء واحد دينار بفعل عدم استعماله كوسيلة تبادل أو إنفاق ربما في أجل أقصاه سبع أو عشر سنوات.
من جهة أخرى، قال الطاهر بولنوار، ممثل اتحاد التجار والحرفيين، في تصريح لـ”الشروق” أن إصدار مثل هذه الأوراق المالية له إيجابياته وسلبياته، فمن إيجابياته تقليل عمليات التزوير، والمساعدة على العمليات المالية ذات الحجم المالي الكبير، غير أن له سلبياته ومن بينها أنه لا يخدم إنفاق المواطنين ذوي الأجر المحدود، كما أن الكثير من التجار أبدوا تذمرهم من عدم إيجاد سيولة مالية كافية لتجزئة فئة الورقة المالية من فئة 2000 دينار، فالتاجر الذي يبيع سلعة بـ 500 دينار، ويمنحه المشتري ورقة من فئة 2000 دينار، يضطر للبحث عن تصريفها، وهو ما يعيق عملية البيع والشراء.
كما تنوي مؤسسة بريد الجزائر، ابتداء من جانفي القادم في عملية هي الأكبر من نوعها، ضخ ورقة 2000 دينار، عبر نحو 3400 مركز بريد، سيما في البلديات النائية التي لم تصلها بعد ورقة 2000 دينار، بالرغم من صدورها منذ نحو 9 أشهر كاملة.
وستكون ورقة الألفي دينار متوفرة عبر 3400 مركز بريدي بداية من جانفي القادم، حيث سيشرع البنك المركزي في ضخها ضمن رواتب أصحاب الحسابات الجارية مع بداية السنة الجديدة، وذلك ضمن رواتب 14 مليون موظف ومتقاعد يسحبون رواتبهم من مراكز بريد الجزائر.
يذكر أن عددا من المواطنين في المناطق النائية لم تصلهم بعد ورقة 2000 دينار بالرغم من صدورها منذ نحو تسعة أشهر كاملة، كما لم تسلم هذه الأخيرة من عمليات تزوير العملة الوطنية، مما جعل عملية توزيعها عبر مختلف مراكز البريد تتخذ وقتا أكبر.