-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الطريق إلى الكوثر

الشروق أونلاين
  • 4040
  • 10
الطريق إلى الكوثر

عندما أعطى الله للإنسان الكوثر كأرقى ما يمكن أن يحلم به، أمره أن يُصلي لله، وأن ينحر ضمن شعيرتين تلتقيان في عيد الأضحى المبارك، الذي هلّ هذا الموسم مختلفا شكلا ومضمونا عن أعياد النحر السابقة، في غياب عدد من زعماء الدول العربية، بين مقتول ومسجون وهارب، من الذين ظن بعض الشعب أنهم خالدون إلى يوم الدين أو يوم الكوثر، وفي حضور واقع عالمي وإقليمي وداخلي جديد، يختلف عن كل أعياد النحر السابقة.

  • الصلاة أقيمت هذه المرة في الميادين التاريخية في عدد من العواصم العربية، إذ كانت لأول مرة في الأضحى حرة في ميدان التحرير بالقاهرة، بعد قرابة الستين عاما من الديكتاتورية، التي خلفت ديكتاتورية مملكة فاروق، وكانت في ميدان التغيير في اليمن، حيث أصرّ مؤدوها ألا تكون مستقبلا في حضرة علي صالح، ولكنها لم تكن في القدس، حيث غابت الصلاة الحرّة، وحضر النحر من الجانب الإسرائيلي، وحضر النحر في أسواق بغداد، التي هزتها أربع عبوات ناسفة، وحضر النحر في أفغانستان، وكان كالعادة الضحية سبعة مصلين، ذنبهم الوحيد أنهم أدوا صلاة العيد، وبدلا من أن يعودوا إلى بيوتهم لنحر أضاحيهم، نحرهم إنتحاري، لا أحد يعلم لماذا فجّر نفسه في المصلين؟
  • العراقيون نحروا صدام حسين منذ خمس سنوات في عيد الأضحى، ومازالت صلواتهم مستحيلة، بسبب العبوات الناسفة التي حوّلت أعيادهم إلى أحزان، والليبيون نحروا معمر القذافي قبيل عيد الأضحى، ونأمل ألا تكون أعيادهم القادمة على شاكلة أعياد العراقيين، الذي صاروا يحلمون بأيام البعث الديكتاتوري، التي حرمتهم من الحرية، على أن يبقوا في السنوات العجاف التي حرمتهم من الحياة.
  • أن يحل عيد الأضحى المبارك من دون حسني مبارك وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي، فذاك حدث جليل، سيضمن على الأقل انقراض نتائج الانتخابات الكاريكاتورية، التي يحصل فيها الحاكم على الأرقام التسعينية من المئة في كل الدول العربية من دون استثناء، لكن ما نخشاه، أن يتم تبادل السلطة وتغيير الزعامات وتقديم صور عن ديموقراطية شكلية وتعددية، تؤدي إلى مزيد من التفرقة والتطاحن، كما حدث في العراق الذي وحدته الديكتاتورية، ووأدت الفتنة فيه، وفرقته الديموقراطية القادمة عبر الدبابات الأمريكية وزرعته بالفتن.
  • صحيح أن عمر الثورات العربية مازال فتيا خارج مجال التقييم، خاصة أنها لم تنتخب مؤسساتها الحاكمة بعد، لكن الثورات الأوروبية الكبرى التي أسست للديموقراطية، لم تكن لتحقق أهدافها من دون ثورات صناعية وعلمية وتربوية، بعيدا عن الشعارات وتصفية الحسابات، لأن الحرية بأيدي الجهلة تقتل الأمة ولن تحييها، وإذا توالت الأعياد وتشابهت وبقيت الصلوات في ميادين التغيير والتحرير، وليس في  القدس الشريف، وبقي سكين النحر في أيدي الأمريكيين والفرنسيين والإسرائيليين والناتو ومشتقاته، فإن الكوثر سيظل بعيدا، وحينها سنكون في حاجة إلى ثورات أخرى، وربيع عربي آخر!
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • Akli

    إلى الأخ فيصل الصلاحي من مصر.
    اعلم يا أخي أن الحرية هي الحل الذي لا مفر منه لمشاكلنا. من ظن أن تحقيق قفزة اقتصادية و اجتماعية في مصر ممكن دون وضع حد للسيل اليمغرافي الجارف فهو مجنون أو أحمق جاهل . كل محاولة جادة للخروج من التخلف و تصنيع البلاد تبدأ بالتحكم في النسل و تبني سياسة عائلية تضمن للطفل عيشا كريما و تعليما ذا نوعية عالمية، فتنشأ بعد هذا طبقة متوسطة متنورة كبيرة تقود البلد إلى الرقي في كل المجالات. أما بدو الريع البترولي فعقولهم عاطلة و لا يساهمون في الحضارة المعاصرة إلا بالاستهلاك.

  • بدر الدين

    السلام عليكم

    على حد علمي فإن الله سبحانه و تعالى أعطى الكوثر للرسول محمد صلى الله عليه و سلم،أم أن معلوماتي خاطئة؟

  • jamal

    الكوثر هي فاطمة الزهراء عندما كان أعداء رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يندنه بلأبتر فنزل الوحي بأن أعداءك هم الأبتر يعني أب جهل وأتبعه (انا شنءك هو للأببتر )

  • pusso

    و لكن لم توضح ماهي الأسباب و المعطيات التي جعلتك تحكم على الواقع الليبي و إن كانت الحرية و الحياة من أعظم النعم بعد الإسلام فإن الإعتداء على الأعراض هو إزالت للحرية و قتل في حد ذاته!!!

  • laouini mesbah

    كل عام والشروق واقلامها بخير الله يهديك تصف الناس بهدا الوصف - النحر- ولا يقاس الشهيد صدام بهؤلاء المفسدين وشكرا

  • فيصل الصلاحى

    من هاب يوماً صعود الجبال عاش أبد الدهر بين الحفر, دفعنا الضريبة وننتظر التغيير وفي كل الاحوال هنا في مصر لسنا متطلعين لحرية بقدر ما نحتاج لانتعاشة اقتصادية وانا شاهد ان مبارك كان يعطي حريات نادراً ما تجدها فى دولة عربية ولاكن لم يعطي للشعب العيش الكريم ولا العدالة الاجتماعية لهذا كان شعار ثورتنا .عيش وحرية وعدالة إجتماعية ,وفيه مثل مصري بيقول (إطعم الفم تستحي العين) فلننظر لاغلب دول الخليج لا توجد حريات ولاكن لن يقومو بربع ثورة لان البطون مملوءة فلماذا الحرية يذهب سياحة لاى دولة متحررة ويعيشها!

  • عبد الله

    عيدكم مبارك
    ...ولكن انتخابات الجزائر زورت مسبقا بالكوطة المفتعلة
    ولنفرض جدلا أن النسوة تغلبن على الرجال بقانون النسوة الذي ينسب للرئيس بوتفليقة.هل سيأتي اليوم الذي يسن قانون جديد من أجل كوطة الرجال ، وإن لم يحدث هل معنى هذا أنه في موطن ما يترشح فقط النساء فهل يعني أخذ نسبة الناجحين في قانون الكوطة وهي مثلا 30 بالمئة والباقي يبقى شاغر أم السؤال يبقى مطروح
    نشوفوا الاجابة عند السي العزوني
    لأن المخالفة هنا خطيرة وتتطلب صب التراب على النار قبل ما يسيح الزيت ويشتعل مع الغاز الي طالع
    شكرا للشروق

  • أحمد

    تمنينا أن يتنناول الموضوع الجانب الديني فقط ، وبتعمق. لأن الجانب السياسي
    الذي حشر هنا قد أخذ أكثر من حقه.
    دعوا الأموات ينامون واذكروهم بخير ودعوا الأحياء المرضى يتألمون ، فيكفيهم ماقيل فيهم.

  • ghoroubiste

    الكوثر نهر أهداه الله لرسوله محمد صلى الله عليه و سلم لا لغيره من الانس فصحح زلتك سيدي مشكورا.

  • بدون اسم

    سبحان الله تعرفوا كلش يا الخاوة لكنكم تنافقون العدو الوحيد للأمة الجهل، أمريكا و اسرائيل و فقط