-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

FIFA.. عبدو

عمار يزلي
  • 1014
  • 0
FIFA.. عبدو

العرب لا يتغلبون إلا على بعضهم، إما بالصرعة وإما بيعا وشراء في كل شيء. والمشاركة العربية في مونديال 2018، توضح ذلك، حتى إن البعض شكك حتى في مصداقية تغلُّب السعودية على مصر وقيل إنه ماتش مبيوع.. بعدما ما باعت مصر السيسي كل شيء: جزرها وحتى سيناءها في نظر البعض من طويلي الألسن، التي يراد لها أن تُقطع أو أن تُقصّ، باعتبارها زائدة دودية، على رأي الشاعر أحمر مطر.
لست أدري، لماذا تصرُّ مصر في كل موعد كروي على اصطحاب “الفنانات” وليس الفنانين بالضبط؟.. وأيّ فنانات؟ حتى إن الكثير في التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا أن هناك فنانات متعوِّدات.. يعني.. يرافقن الفريق المصري أينما حلَّ وارتحل. كما أن البعض، ومنهم “فنانات”، راقصات يعني.. مادام أن هزّ البطن صار فنا في عالم تفنن فيه الكل في فناء الفن، ادّعين وادّعوا أن “الفنانات” والوفد المرافِق، هن سبب خسارة الفريق المصري بسبب السهر مع الرقص والغناء والفن.. القبيح، ما أثر على مردودية الفريق، حتى لو أن هزيمة الفريق لا علاقة لها بالأمر. قد تكون تهمة وتهكما، تماما مثل تهمة وتهكُّم إحداهن في تونس لما أرجعت سبب هزيمة تونس إلى قراءة لاعبي الفريق للفاتحة، وهي فضيحة أكبر من أختها..
ما قيل ويقال وسيقال في خسارة العرب في المونديال يجب ألا نستسهله ونستصغره، لأن الهزائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دولنا هي عنوان الهزائم الأخرى الثقافية والرياضية والفنية…
سنرى مع “الثعلب”، إن صحَّ له دجاج “الفاف”، إن كان سيفعل أكثر مما فعله ماجر، مع أني لست متحمسا لا لماجر ولا “لهلم جرا”، لأني أؤمن بأن من يخلف ماجر سيكون مثل ماجر أو أتعس، لأن المشكل هيكلي وفي الذهنية والثقافة والعقلية والطينة التي نعيش فيها كعرب وكجزائريين: طينة مهزوزة غير منسجمة، مسكونة بالثقب والضغائن والأحقاد والشعور بالهزيمة والرغبة في النجاح بسرعة البرق والتفوُّق في 24 سنة، دون أن نعدّ العدة لذلك كله: نحن شعبٌ، في حاجة إلى أن نستعيد الثقة بأنفسنا سياسيا واقتصاديا وعلميا عن طريق أخْلَقة الحياة كلها من السياسية إلى الفن ومن الاقتصاد إلى الرياضة ومن الأدب إلى الزراعة.. هناك هوة بين الشعوب وتصوُّراتها وطموحاتها المحلية الوطنية والدولية. هناك حنقٌ وتذمُّر واحتقان وجودي عندنا في العالم العربي، حتى إنه عوض أن نوجِّه قوتنا وطاقتنا نحو العدو الذي هو التخلف والكسل والعدو الصهيوني، حوَّلنا طاقاتنا نحو إخوة الدين والوطن الواحد والقومية الواحدة والدين الواحد والمذهب الواحد، طبقا لما يقوله المثل الشعبي العامي: “شكون تغلب؟ نغلب طاطا أختي”. لهذا ليس مجحفا ذلك التوصيف فينا الذي يقول علينا كمسلمين: “أشداء علينا رحماء على الكفار”.. إنه الضعف والخواء الروحي والعقائدي والأخلاقي الذي انغرس فينا.. نحن من أنبتنا هذه الشجرة الملعونة في أنفسنا. نحن من حوَّلنا أنفسنا إلى مهزومين، ضعفاء، نتفاتن على الفتات في ما بيننا وننسى ما يدور حولنا من مكائد ودسائس وبيع وشراء وكيد وتفنُّن في صناعة الفتن، ما ظهر منها وما بطن. وعلى رأي مالك بن نبي، هذه “القابلية للاستعمار” فينا، وهذا اللهث وراء السراب والرغبة في تبنِّي قيم الغرب الغريبة الرخيصة السلبية، عوض قيم الغرب في قيمة العمل والعلم والصدق والحق والعدل والمساواة، هو سببُ الاغتراب الذي نعيشه الذي نبني عليه الأوهام بأننا خير أمة أخرجت للناس. باش؟ بفيفي عبدو أم بالشاب عبدو؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!