-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سفينة لوح

عمار يزلي
  • 3486
  • 9
سفينة لوح

ما يخيفني، هي وضعية حالة المريض الذي نحن عليه، والذي يناولونه منذ 20 سنة حقن المورفين والتخدير الموضعي بغية إطالة مرحلة انتقال، إلى أن ينتقل صناع القرار إلى الضفة الأخرى، تاركين وراءهم حملا ومسؤولية قد لا تغتفر، لأنهم منوا الناس بالمن والسلوى ثم تركوهم وهربوا بلا سمن ولا عسل، تاركين لهم سما في دسم. تهريب الأموال وبيع الأملاك هنا وشراؤها في الخارج، يعطي انطباعا بأننا صرنا نخاف من المجهول.

 نمت لأجد نفسي “حراڤا” وقد جاءني الحدس أن طوفانا قد يحل بالبلاد قريبا لا قدر الله، فقررت أن أصنع الفلك! كان اسمي في المنام “لوح الطيب”، فسمي قاربي “سفينة لوح”، رحت أجمع فيه من كل زوجين فردا (وبقرة)! بدأت بالحيوانات البشرية أولا ثم الحيوانات غير”العليفة”، أخذت عنزة وتيسا وديكا ودجاجة ومؤونة شهر. (زوجتي؟”البحر” على يماها!)، المشكلة أن الوعد الحق قد بدا لي في الحلم حقيقة! فقط صار المطر ينهمر طوفانا من السماء وبحرا يزخر وأمواجا تمخر، وغدرانا تكبر وأنهارا تعمر! لم أشعر إلا والشعب قد هجم من كل حدب وصوب يرومون النجاة! العجب الأكبر أن الكبار من ساسة، ووزراء وقواد وصناع وبارونات و”قزادرية” ونخاسة، وكمامير النحس والنجاسة، في السياسة، من البؤساء، في “الإضارة” والرئاسة، وكبار البزناسة، والتعساء، من طواغيت المؤسسة، وأصحاب الأموال المهربة والمفسدون من الخماسة، هم من جاؤوا يشترون فلكي، أولاد الحرام، وجوه “الحلاسة”! ثم لما رفضت، هددوني بالتصفية وأخرجوا السلاح المباح وغير المتاح، وركبوا الفلك بقليلهم على كثرتهم وثقل أجسامهم وبطونهم الخلفية والأمامية: 20 واحدا مقابل 200 كنت سأقلهم بنفس الوزن، لكن الشعب الغاضب، هاج مع البحر وماج، وارتج وهاج، وجاء الصقيع والليل داج، والسماء ترعد من فوق سبعة أبراج ومياه تعلو من تحت الفجاج، وهجموا على السادة ومسكوهم من الأوداج، وأخرجوا عيونهم من جحورها العواج، شنقوهم حتى نهاية النفس انتقاما من “الخماج”، وركبنا البوطي كالسردين في “قوطي” بعد أن آوى أبناء آوى، إلى جبل غير معصوم الأرتاج! البعض على هبل والبعض دعا الله، بعدما جن وهبل، وطلع لرأسه الزبل، والبعض قال: لا طائرة اليوم ولا بابور غدا.. فما العمل؟ اليوم جبل الجودي، وغدا سطوح عمارات فلان ولد اليهودي!

وأفيق وقد غرق بيتي في مياه المرحاض الذي انفجر تنوره! (خدمة العرب! اللي خدمه تحسب هو اللي صنع الأوطوروت إست ـ وست!)!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • masso bla douzane

    كثر الله أمثالك يا سي عمار ، عندك الزهر راك تشفى على منامك وتحكيه ، أنا راني يفوماتيو لي مخي قبل ما نفيق من الرقاد وكل مناماتي * ما شي بيجاما * راهي تروحلي من الزعاف .

  • Abdellah

    يعطيك الصحة يا خويا
    و الله ضحكت حتى دمعت
    كثرة الهم تضحك
    واصل بارك الله فيك

  • عبد الحي

    الكارثة التي حلّت بالشعوب العربية أنّ القوة يملكها من لا يعرفون للعدل سبيلا . فأمر خطير جدا ، كإزاحة المنتخبين عبر الصندوق في انتخابات أشرف عليها " الحاكم" تغض عنه الدول المالكة للقوةطرفها . بينما لوحصل عكس ذلك فمثلا لو كان المنتخبون عبر الصندوق ، هم ممن ينالون رضا هذه الدول وحدث وأن أزيحوا فإنّ الدول المالكة للقوة تقيم الدنيا ولا تقعدها . فلو كانت هذه الدول عادلة وتستعمل قوتها للخير لقالت للمحسن أحسنت وللمسيىء أسأت . القوة أداة تركيع للمجتمعات كما هي كذلك بالنسبة للأفراد

  • عبد الحق صبيان

    كلمة دسمة فيها ما فيها من الابتسامة المرَّة ظاهرها يضحك وباطنها عذاب . لقد جمعت بين الجد والهزل ، ثنائية تميزت بها فأضحكتنا على أنفسنا . أبتسم -أنا شخصيا - حين أقرأ لك ولكنّني أشعر بأنَّ ضحكي كبكاء غامض وحامض المذاق بل كنحيب بلا صوت لا أسمعه إلا أنا فأتذكر العشر العجاف وأخاف من الأتي ومن الرابعة لأنها قد تكون هي القاضية . أخاف رغم أنني من الحراقين القدامى الذين غادروا وهم ينظرون خلفهم أملين أن يتخلص الوطن من العلفاء . أشكرك عمار لأنك تبكيني لأفرح .

  • محمد ب

    يقول من يداوون المهابيل أن الإنسان السوي الفاشل يرى في منامه ما عسر عليه الوصول إليه أو تحقيقه وكأني أراك تكتب بقلمك وفكرك ما لم تستطع تنفيذه أنت ولا قومك من قبل هذا.فاصبر إن العاقبة للخائفين الذين يستنجدون بالأطلسي أو برفعون يدين إلى العلي القدير ولم يعرفوا من الدين سوى التوسل واستعطاف من ماتوا وأقاموا بالأضرحة.لكن سفينة لوح ليست كسفينة نوح الذي صنعها بيده وقضى أياما وليالي لتوفيرها وأنت أردت بفعل نومك دون كد ولا جد وحلمت بأن توفر لك السفينة بلا تعب لتنجو من معاناتك.عليك إذن بالانتظار ونم هنيئا

  • بدون اسم

    السلام عليكم

    بارك الله فيك......نمت....ف
    كتبت وابدعت وعبرت وبسطت واوضحت فصدقت...وفي نفس الوقت اصطدمت...شكراا لك يا...لوح

  • mouloud

    tres tres bien fait
    merci mon prof

  • naim

    بارك الله فيك و زادك ابداعا على ابداعك من حيث الفكرة و الطرح ....وهل لك في الشعر نريد منك محاولة على الاقل.

  • بدون اسم

    كلمة دسمة فيها ما فيها من الابتسامة المرَّة ظاهرها يضحك وباطنها عذاب . لقد جمعت بين الجد والهزل ، ثنائية تميزت بها فأضحكتنا على أنفسنا . أبتسم -أنا شخصيا - حين أقرأ لك ولكنّني أشعر بأنَّ ضحكي كبكاء غامض وحامض المذاق بل كنحيب بلا صوت لا أسمعه إلا أنا فأتذكر العشر العجاف وأخاف من الأتي ومن الرابعة لأنها قد تكون هي القاضية . أخاف رغم أنني من الحراقين القدامى الذين غادروا وهم ينظرون خلفهم أملين أن يتخلص الوطن من العلفاء . أشكرك عمار لأنك تبكيني لأفرح .