-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يريدون من الجزائر بلد التاريخ والحضارة السيْر في ركب التطبيع

بقلم الكاتب الفلسطيني: جلال نشوان
  • 2070
  • 1
يريدون من الجزائر بلد التاريخ والحضارة السيْر في ركب التطبيع

أن يقوم وزير جيش الكيان الغاصب بزيارة إلى المغرب وعقد اتفاقيات أمنية مع المغرب، فهذا تطور خطير، وهذا يعني أن الاحتلال بات على الحدود، وهو استهداف لجزائر الأمة، جزائر الشرف والكبرياء، جزائر المليون شهيد

ونقولها بالفم المليان ( إلا الجزائر ) فالجزائر هي فلسطين، وفلسطين هي الجزائر.

وفي الحقيقة تأتي زيارة بيني غانتس وزير جيش الكيان الغاصب للمغرب لتقويض الجزائر، خاصة بعد توقيع الاتفاق الأمني بين غانتس وعبد اللطيف الوديى، وزير الدفاع المغربي.

إن الاتفاق الأمني الذي تم توقيعه في العاصمة المغربية الرباط، يستهدف تسهيل حصول المغرب على صادرات عالية التقنية من الكيان الغاصب في أحدث خطوة بين البلدين لتعميق اتفاق تطبيع العلاقات المبرم العام الماضي.

وكانت الصحف الصهيونية قد أعلنت أن بيني غانتس، وزير جيش الكيان الغاصب وقع على اتفاقية شراء أسلحة مع المغرب، وخاصة استيراد أسلحة صهيونية.

إن هذا التطور الخطير، يستدعي من شعبنا الجزائري الأبي ومن قيادته الشجاعة، مزيداً من اليقظة، لأن دولة الجزائر هي الدولة الوحيدة التي لم يتوقف بها قطار التطبيع، وهنا نناشد كل الشرفاء والأحرار من شعبنا المغربي بالوقوف ضد هذه الممارسات الشائنة والتي لا تمت إلى أمتنا العربية، صاحبة الأمجاد، أمتنا التي قاتلت الغزاة الاستعماريين الذين جاؤوا من وراء البحار لأكثر من مئة عام.

لن تنسى فلسطين وقوف الجزائر شعبا وحكومة وقيادة، مع قضيتنا، حيث انفردت الحبيبة الجزائر في احتضان القضية الفلسطينية بكل طاقاتها وإمكانياتها خاصة إذا علمنا أن هذا الاحتضان يمتد في جذوره في أعماق التاريخ، هب الجزائريون العظماء، للمشاركة في معركة حطين التي قادها البطل صلاح الدين لتحرير بيت المقدس من الصليبيين وفي هذه المعركة، بالأمس احتفل أبناء شعبنا في محافظات الضفة بافتتاح النصب التذكاري لشهداء الجزائر، تكريماً بأرواحهم الطاهرة، ولعل تخصيص القائد صلاح الدين الأيوبي حارة، سُميت حارة المغاربة للأخوة الجزائريين الذين شاركوا في معركة حطين حيث قام العدو الصهيوني عام 1967 بعد احتلاله للقدس الشرقية بهدم هذا المعلم التاريخي وذلك لتفكيك عرى الروابط العربية والإسلامية في القدس الشريف، وكثيرا ما كان الجزائريون ما يزورون القدس بعد مكة بهدف التعبد في المسجد الأقصى حيث يعتبرون أن الصلاة فيه تعادل خمسمائة صلاة وكانوا يقيمون في الحارة المغاربية.

قالها ذات يوم الرئيس الشهيد والقائد ياسر عرفات رحمه الله، إذا ضاقت بكم الدنيا فعليكم بالجزائر، حقاً لقد شكل انتصار الثورة الجزائرية مشعلاً منيراً، وحافزاً كبيراً، لدى قادة الثورة الفلسطينية، وأمدهم بحتمية النصر وأعاد الاعتبار لفكرة الكفاح المسلح كونه الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى التحرير، من هنا درست القيادة الفلسطينية التجربة الجزائرية بعد أن فتحت لها أول مكتب بقيادة القائد الشهيد البطل خليل الوزير أبو جهاد حيث حضر أبو عمار وأبو جهاد قبل إطلاق الرصاصة الأولى لمقابلة قيادة الثورة الجزائرية وقد حظيا لمقابلة الزعيم القائد الخالد هواري بومدين وقال له أبو عمار نحن نفكر أن نسير على خطاكم وعلى منهج ثورتكم المنتصرة ونخوض كفاح مسلح بعد أن نطلق ثورتنا ثورة الفتح فرد عليه مبتسما قائلا له اذهب يا أبا عمار وأطلق رصاصتك الأولى وعد إلى الجزائر وستجد عقولنا وقلوبنا ومخازن أسلحتنا وقادتها تحت تصرفكم وفعلا ذهب القائد أبو عمار وفجّر الثورة الفلسطينية المعاصرة في 01/01/1965 بعد أن قامت مجموعات العاصفة بتدمير نفق عيلبون وبدأ الكفاح المسلح الفلسطيني بعمليات يومية مستمرة حيث كان أول شهيد لقوات العاصفة (أحمد موسى) حيث امتزجت دمائه بتراب الوطن الفلسطيني المقدس وعادت قيادة حركة فتح وهي تحمل البشرى إلى قيادة الثورة الجزائرية التي أعطتها كل إمكانيات وسخرت كل طاقاتها خدمة لهذه الثورة الفتية حيث وبصدق منطقي وبتجرد أقول دعم الجزائر اللامحدود واللامشروط لفلسطين.

هل ينسى شعبنا عندما استضافت الجزائر الفريق القومي الفلسطيني لكرة القدم؟، ويومها شجع الجزائريون فريق فلسطين ضد فريقهم، إنها مشاهد قومية أصيلة نابعة من العلاقة القومية والعربية الأصيلة.

هل ننسى مقولة الزعيم الراحل الرئيس هواري بومدين رحمه الله في قمة الرباط عام 1974 “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة؟”.

إن قوة الجزائر قوة للأمة بأكملها، وأي عدوان عليها، هو عدوان على فلسطين والأمة بأكملها، والجزائر الحبيبة تدفع ثمن وقوفها ضد التطبيع مع الكيان الغاصب

إن المواقف الجزائرية الواضحة والمبدئية والثابتة أدت إلى تكالب كل قوى الشر والعدوان عليها، والمطبخ الصهيوني يحاول حصارها والعبث في ساحتها الداخلية ووحدتها الوطنية، ولكن الشعب الجزائري واع ومستيقظ ومدرك لمخططات هذه المشروع الصهيوأمريكي وللأسف معها بعض الدول العربية الشقيقة التي ارتمت في أحضان الكيان الصهيوني وأصبحت تقف إلى جانبه في عدائها للجزائر ولوحدة الجزائر وقوتها.

إنهم يريدون من الجزائر هذا البلد صاحب التاريخ والحضارة أن يسير في ركب التطبيع لكن الله مع الجزائر ومع الشعب والجيش وقيادته الحكيمة الثابتة التي لم تبع دماء شهدائها ولم تساوم على أرواحهم، بل كانت ومازالت وفية لهم ولدمائهم الزكية الطاهرة وأرواحهم التي مازالت ترفرف فوق سماء الجزائر لتحميها من عبث الحاقدين الصهاينة والمتصهينين ويقف معها كل قوى العالم من روسيا إلى الصين والنصر حليفها بحول الله ستكون الجزائر قائدة هذه الأمة ولها شأن ومكان كبير في عالم المستقبل القريب عالم تتلاشى منه أمريكا وترتفع فيه الصين.

ونحن في فلسطين نتطلع إلى مؤتمر القمة القادم، الذي سينعقد في الجزائر، نأمل أن يكون العرب قد تعلموا الدروس من الربيع الأمريكي الذي دمر العرب وأعادهم سنوات إلى الوراء، وأن التطبيع خطر عليهم قبل أن يكون خطراً على قضيتنا وأن يلتزموا بقرارات القمة السابقة، خاصة بتسديد ما التزموا به من أموال لدعم قضيتنا وشعبنا.

حما الله الجزائر الحبيبة شعباً ورئيساً وحكومة

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • كلمة حق ببلاش؟

    لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ،؟ فالحيلة في ترك الحيل ،؟ وكل شيء زاد عن حده انقلب الى ضده، وما حك جلدك مثل ظفرك،؟