-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زواج بالخسارة!

جمال لعلامي
  • 1638
  • 0
زواج بالخسارة!

أعجبتني فكرة تنظيم “دورة تكوينية” للمقبلين والمقبلات على الزواج، بدعوى تفادي أو محاربة الخلع والطلاق، وليت هذه الدورات الجديدة تعمّمّ، لتتجاوز فئة المقبلين على الزواج، لتتوسّع إلى المتزوجين أنفسهم، من أجل ضمان استمرار “الشراكة” الزوجية وإنقاذها من المشاكل التي أصبح بعضها تافها، لكنه يتسبب مباشرة في فكّ الرابطة!
لماذا لا يتوسّع “المشروع” ليشمل مثلا نواب الشعب والمنتخبين المحليين والولاة ورؤساء الدوائر والأميار والوزراء، فيخضعون بالجملة والتجزئة إلى دورات تكوينية، تجنبهم وتجنب معهم المواطنين سوء التسيير والتورّط في استغلال المنصب والنفوذ، ولجوء البعض إلى حدّ التواطؤ في التدليس والصفقات المشبوهة والمفاضلة في توزيع المشاريع!
مع “الدورة التكوينية” مثلما يقول ناس زمان، “إذا ما ربحت ما تخسر”، و”إذا ما نفعت ما تضرّ”، والأكيد، أن غياب هذه الدورات وتغييبها في أكثر من قطاع، هي التي قلبت الموازين وأخلطت الأوراق في التربية والفلاحة والسكن والتنمية والمجالس “المخلية”، وعملت الفوضى والعشوائية على تسمين الأنانية والأخطاء وفردية التسيير، أو التسيير عن طريق الجماعة لكن بواسطة “البريكولاج” وضرب خطّ الرمل!
المصيبة أن الدورات التكوينية المعترف بها والمتعارف عليها والمعمول بها واقعيا، لم يستفد منها “المدوّرون” و”المكوّنون”، سوى المشوي والمقلي والمحمّر والمجمّر، والراحة والاستجمام، وذلك سيحصل لجماعة المقبلين والمقبلات على الزواج، فسيدخل أغلبهم في ما يشبه “شهر عسل” مسبوق، من باب أن “مول الدار” أولى بالتجريب قبل أن تقع الفأس على الرّأس!
هل هناك من السابقين واللاحقين، من يقدم حصيلة دورات تكوينية ناجحة؟ هل من بإمكانه إثبات بالدليل والحجة بأنه خضع لدورة تكوينية مفيدة؟.. ثم السؤال المهم: كم صرفوا يا ترى على الدورة الواحدة؟ وهل كل ذلك الغلاف المالي لا مقابل له لاحقا سوى التكاسل والتسكع على الأرصفة وأروقة الإدارات ومختلف المصالح المرتبطة مهامها بتقديم خدمات مجانية للمواطنين؟
من اللائق أن تتوقف الدورات التي تأكل وتأخذ ولا تعطي، وتستفيد ولا تفيد، وتضرّ ولا تنفع، وتضيّع وقت المعنيين بها، وتصوّروا كم من مير ووال ومدير ومسؤول صغير وكبير، استفاد من دورة تكوينية، بالداخل أو حتى الخارج، لكن الملموس يبقى إلى أن يثبت العكس غائبا، اللهمّ بعض الحالات والنجاحات التي تبقى أفعالا فردية، وشاذة، وأفعالا شاذة، والشاذ يحفظ ولا يُقاس عليه في نماذج كهذه وغيرها من العينات المتطابقة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!