-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عائلات في مأزق نتيجة تجاهل النشريات الجوية

زيارة سياحية تتحول إلى جحيم بأعالي تيكجدة

أحسن حراش
  • 4644
  • 6
زيارة سياحية تتحول إلى جحيم بأعالي تيكجدة
أرشيف

وجدت العشرات من العائلات والأطفال القادمين من ولايات مختلفة، لزيارة المنطقة السياحية تيكجدة بأعالي البويرة نفسها عالقة مساء الجمعة، وسط اختناق مروري كبير وتعذر حركة السير بسبب العدد الهائل من المركبات، ما حوّل زيارتها إلى جحيم، لاسيما بعد هبوب عاصفة ثلجية كانت مصالح الأرصاد الجوية قد حذرت منها.

ما تطلب تجند مختلف المصالح من حماية مدنية وأسلاك أمنية، في عملية استمرت إلى غاية فجر السبت، قصد فك الاختناق وتمكين العائلات من العودة بسلام. وكانت مصالح الأرصاد الجوية، قد حذرت من قدوم اضطراب جوي مصحوب بتساقط الثلوج على المرتفعات، إلا أن ذلك لم يمنع العشرات من العائلات وكذا الزوار من مختلف الولايات والوجهات من زيارة المنطقة السياحية تيكجدة بأعالي البويرة، حيث بدأ توافد المركبات والحافلات منذ الصباح الباكر إلى المنطقة.

وبدا كل شيء عادي إلى غاية المساء، أين تحولت رحلة عودة تلك العائلات إلى جحيم، جراء تشكل ازدحام وشلل مروري لعدد هائل من المركبات، على امتداد أكثر من 5 كلم بداية من المركب السياحي والرياضي بالمنطقة، ليجد هؤلاء الزوار أنفسهم عالقين لساعات متواصلة بالطريق، وسط تساقط للثلوج وانخفاض كبير لدرجة الحرارة زاد من تخوفاتهم وارتباكهم، خاصة مع تواجد عديد الأطفال الصغار في تلك الظروف المناخية الصعبة. وبداية حلول الظلام على المكان وخطر الانزلاق، ما دفع بالبعض منهم إلى إطلاق نداءات استغاثة لاسيما مع تسجيل بعض الحوادث، تزامنا مع ذلك الإرباك، على غرار حادث انزلاق وسقوط رجل وكذا دهس مركبة سيدة، تم إسعافهما من طرف أعوان الحماية المدنية التابعين لوحدة التدخل والإنقاذ بتيكجدة.

وجندت جراء هذا الوضع وقصد تجنب أي حادث أو طارئ، مختلف المصالح والأسلاك الأمنية على غرار الحماية المدنية بقيادة مديرها الولائي العقيد بوشريفي ناصر الذي تواجد بعين المكان، رفقة الدرك الوطني وكذا الجيش الوطني الشعبي والأشغال العمومية، أعوانها وإمكانياتها لفك الشلل الذي أصاب حركة سير المركبات عبر الطريق وتمكينها من العودة سالمة إلى غاية وجهتها القادمة منها، خاصة مع وجود خطر الانزلاق بسبب الثلوج، حيث بدأت بإزالة الثلوج بكاسحاتها مع تواجد العشرات من الأعوان الواقفين على تنظيم حركة السير مع تقديم المساعدة المادية والنفسية للعالقين. وجرى في هذا الإطار التكفل بـ26 عالقا، بينهم ثلاثة فلسطينيين، وإيوائهم على مستوى المركز المتقدم للحماية المدنية، أين قضوا ليلتهم هناك.

وبدأت حركة السير تعود تدريجيا وبصفة بطيئة بعد تدخل مختلف المصالح، ليستمر الوضع إلى غاية الساعة الثالثة فجرا، أين تم إخراج آخر سيارة عالقة بالمنطقة، بمرافقة مركبات الحماية المدنية والدرك الوطني، لينتهي بذلك الكابوس الذي عاشته العائلات العالقة، في ليلة لم تكن عادية كباقي الليالي، أعيدت فيها للأذهان الصورة التي لم تمر عليها سوى أيام فقط، وهي حادثة فقدان 3 أشخاص بأعالي الضاية بين المدية والبليدة، وسط عاصفة ثلجية انتهت بوفاة أحدهم، ما يتطلب التحلي بالثقافة الوقائية، واحترام تحذيرات مصالح الأرصاد الجوية، خاصة خلال التنقلات، وزيارة المناطق الجبلية في مثل هذه الأوقات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • Nassim

    لول عرفت لظا الجحيم الحقيقي....ما إستعملت هذه الكلمة إطلاقا....نقول على الأقصى...عانو الأمرين

  • مرواني

    قلنالكم اجبدو رواحكم، خاطيكم التسيير والإدارة، صبت كمية تاع الثلج احصلتوا ...........

  • المتأمِّل من بلدي

    عندما يغيب العقل عن الإنسان .. يصبح مثل الأنعام بل أظل.. مثل هؤلا ء"البشر" هم من يتسبّبون في العادة في الكوارث.. لأنّ تصرّفاتهم هي خارج دائرة العقل.. هم يتهوّورن ... فوضى في السياقة ( الاجتياز في الأمكان الخطرة، عدم احترام السلسلة، ركن السيارة بطريقة بشعة... والخلاصة هم لا يحترمون قوانين المرور)

  • Adel

    ما دور محطات الارصاد الجوي اللتي كان من المقرر ان تفيد الناس بعدم المغامرة واجتناب المخاطر ولاكن مثلها مثل الدواوين الخالية و الخاوية

  • صحراوي

    مجرد تساؤل
    لماذا يُلام الجزائري عندما يُفضل الخارج ؟؟؟
    إن عدم التكفل به في ما يسمى فنادق أو مناطق سياحية جعله يُغير وجهته نحوى الخارج والدليل ما نراه من مهازل كهذه، التي تكاد أن تؤدي إلى مخاطر لا يحمد عقباها، مما يتعين فتح تحقيق ومحاسبة المتسببين فيها.

  • حميد

    واش خرجهم حدروهم يستاهلو