-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

من المنتصر في الحرب الأمريكية – الصينية؟

من المنتصر في الحرب الأمريكية – الصينية؟
أ ف ب
علما الولايات المتحدة الأمريكية والصين قبل اجتماع في قنصلية هيوستن يوم 30 جوان 2017

دخلت الحرب الأمريكية – الصينية بوتيرتها المتصاعدة في جبهات مواجهة اقتصادية اليوم أخطر مراحلها التنفيذية، بانتظار الوصول إلى الزمن الكفيل بانتهائها والتفرغ لإحصاء خسائرها.

وبات السؤال: من المنتصر في الحرب الأمريكية – الصينية؟ يطرح بقوة في أوساط سياسية واقتصادية، فهي حرب شاملة، لكن بسلاح اقتصادي – تجاري يبلغ مداه العالم الكوني برمته.

تتعادل القوتان الأمريكية – الصينية في قدراتهما التأثيرية، وامتلاكهما لمنافذ الاقتصاد العالمي، أو هكذا يخيل لنا إزاء استمرار الحرب بنفس متصاعد، فالانتصار في الحرب، أي حرب، تعني امتلاك المنتصر سلاحا تعجيزيا لا يقوى الخصم على امتلاكه معلنا خسارته.

الحرب الصينية – الأمريكية الدائرة في جبهات مواجهة تجارية، ما هي إلا شكل ظاهر لحرب عالمية شاملة تضرب أوروبا في العمق، وتشغل آسيا عن التواصل في مسارها التنموي المتصاعد، وتلقي بآثارها على القارة الإفريقية سياسيا واقتصاديا وأمنيا.

أطلقت الحكومة الصينية آلية تسمح لها بالحد من نشاطات الشركات الأجنبية، في إجراء يعتبر بمثابة رد على العقوبات الأمريكية القاسية على الشركات الصينية وفي مقدمتها كبرى الشركات العملاقة هواوي التي دخلت حيز التنفيذ.

وزارة التجارة الصينية وهي تعلن عن آلية الرد التجاري، وسط التصعيد الجاري بين بكين وواشنطن، لم تحدد أي شركة أجنبية تنوي استهدافها، في مجموعة من العمليات التي يمكن أن تعرِّض هذه الشركات لعقوبات تتراوح بين الغرامات والقيود على أنشطتها واستثماراتها في الصين وعلى إدخالها موظفين أو تجهيزات إلى البلاد.

الصين حدَّدت بشكل عامّ أن قائمة العقوبات ستضمّ الشركات التي تقوم بنشاطات وصفتها بأنها “تسيء إلى السيادة الوطنية للصين وإلى مصالحها على صعيد الأمن والتنمية” أو تنتهك “القواعد الاقتصادية والتجارية المرعية دوليا”.

جاء الرد الصيني سريعا في الوقت الذي حظرت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تنزيل تطبيقي “تيك توك” و”وي تشات” المملوكين لشركتي “بايت دانس” و”تينسينت” الصينيتين.

هكذا تتصاعد الحرب في شكلها التجاري، وبكين ترى أدوات الحرب التي تستخدمها واشنطن بأنها “ممارسة للترهيب” متوعِّدة “إذا ما استمرت الولايات المتحدة في تحرُّكاتها الأحادية، فستتخذ الصين التدابير الضرورية لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية بشكل حازم”.

شهد العالم تصاعد حدة التوتر بين أمريكا والصين منذ أوت حين حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة لـ”تيك توك” لبيع عملياتها في الولايات المتحدة لاتهامها بالتجسُّس الصناعي لحساب بكين، وإدراج مجموعة هواوي الصينية للاتصالات على قائمة سوداء أمريكية، ما يحرمها من دخول السوق الأمريكية ومن الحصول على التكنولوجيات والمكونات الأمريكية المهمة لهواتفها، كما تضغط واشنطن على الأوروبيين لحملهم على إقصاء “هواوي” مستقبلا من شبكات إنترنت الجيل الخامس “5 جي”.

الحرب الأمريكية – الصينية مازالت تجارية، رغم خسائرها الأكبر من خسائر حرب عسكرية، مع أمنيات عالمية بأن تبقى تجارية في طريق انحسارها وفكِّ أوزارها، فالكل يدرك أن أيًّا من القوتين لن تسلِّما بقواعد قدراتهما الكونية في مجالات الحياة كافة، وقد تندفعان نحو حرب أشمل في بحر الصين الجنوبي المشتعل ومحيط دولها الآسيوية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • ابا قيس

    يا كناني ان المنتصر من هذه الحرب بين امريكا والصين هم العرب لان الاعراب والعربان سيستغلون الفرصة لتحرير فلسطين من الصهاينة وطردهم بلا عودة
    العرب هم الفائزون في هذه الحرب لان الاعراب والعربان سيضربون امريكا ويكسرون شوكتها وبالتالي ضربة قاصمة للصهااينة