-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صار خامس الهدافين وأول الممررين الحاسمين

آندي ديلور أحسن لاعب في الدوري الفرنسي حاليا

الشروق الرياضي
  • 1069
  • 0
آندي ديلور أحسن لاعب في الدوري الفرنسي حاليا
ح.م

لا يمكن لأي متابع لكرة القدم أن يشاهد ما قدّمه المهاجم الجزائري آندي ديلور أمام فريق براست عشية الأحد، من دون أن يرفع له القبعة ويضعه كأحسن اللاعبين في الدوري الفرنسي وربما في مختلف الدوريات الكبرى في أوربا، ليس بسبب الهدف الجميل الذي سجله من خارج منطقة العمليات ولا بسبب التمريرة الدقيقة الحاسمة لزميله، وإنما بسبب اللعب الهجومي الحماسي الذي يقدمه هذا النجم، الذي ربما من أكبر أخطائه أنه لم يغادر الدوري الفرنسي ولم ينضم مبكرا للمنتخب الجزائري.

آندي ديلور الذي بلغ في التاسع من أكتوبر الماضي التاسعة والعشرين من العمر، هو بصدد تقديم واحدة من أكبر مواسمه الكروية، حيث بلغ رقم سبعة أهداف، بالرغم من غياباته الكثيرة بسبب إصابته مرتين بفيروس كورونا، وكان ديلور قد سجل في الموسم الماضي تسعة أهداف، وسجل في الموسم الذي قبله 14 هدفا، ويبقى أحسن موسم بالنسبة إليه عندما نشط في الدوري الفرنسي الثاني حيث سجل منذ سبع سنوات 24 هدفا بألوان فريق تور، وببلوغه سبعة أهداف قفر آندي ديلور إلى المركز الخامس ضمن الهدافين، لا يتفوق عليه سوى أربعة لاعبين وهم الفرنسي مبابي نجم باريس سان جيرمان، والسنغالي يولا يديا لاعب رامس، ولاعبي ليون، الفرنسي ديباي والكامروني إيكامبي، ويمتلك النجم الجزائري كل الحظوظ لأجل منافسة مبابي في لقب الهداف.

ولا تكمن قوة آندي ديلور في تسجيل الأهداف فقط، وإنما في الصناعة حيث صار المحرك الأساسي لفريقه المتواجد حاليا في المركز السادس، إذ يحتل مقدمة الترتيب في الدوري الفرنسي في صانعي فرص التهديف بست تمريرات حاسمة مناصفة مع نجم ليل اللاعب الفرنسي بومبا ولاعب مارسيليا الفرنسي توفين، وهو حاليا متفوق في صناعة الأهداف على نجوم عالميين في صورة لاعب ليون ديباي الذي سينتقل إلى برشلونة في الميركاتو الشتوي، ومبابي والأرجنتيني ديماريا، حيث يجمع كل واحد منهم أربع تمريرات حاسمة.

وتُعتبر المساهمة في 13 هدفا لناديه الذي سجل لحد الآن 27 هدفا في 16 مباراة، رقم محترم ومن الأحسن في أوربا، أي أنه ساهم في نصف أهداف فريقه بالرغم من غيابه، بدليل أن آندي ديلور لم يلعب سوى 1148 دقيقة وبذلك كانت بصمته قوية في 13 مناسبة.

ما يقدمه آندي ديلور في الفترة الأخيرة هو إبداع وإرادة من لاعب وجد شبابه منذ أن انضم إلى الخضر، حيث نال ثقة جمال بلماضي وصار ضمن المتوّجين بلقب كأس أمم إفريقيا، وكان في آخر مواجهة للمنتخب الجزائري في زيمبابوي قد لعبها أساسيا وأبلى البلاء الحسن في قلب القارة السمراء وسجل هدفا جميلا، وبالتأكيد هو ينتظر فرصا أكبر ويستحقها خاصة إذا واصل على نفس الحماس، ففي المباراتين الأخيرتين لفريقه شبهت الصحافة الفرنسية آندي ديلور بالدبابة التي تطحن أرضية الملعب وتدوس المدافعين، فهو آلة لإنتاج التمريرات الكثيرة والتي تظهر فيها الحاسمة والقذفات القوية التي ينتج منها الخطر، حيث ارتطمت إحدى رأسياته القوية بالعارضة الأفقية لحارس براست، كما تعطي محاولاته أهدافا ناهيك عن دوره الدفاعي القوي، الذي يُمكنه من الحصول على الكرة ومدّ زملائه بالرغبة في المقاومة، وللأسف فإن فريقه افتقده في مباراة القمة التي خسرها على أرضه أمام الرائد باريس سان جيرمان، وإلا كان مصير المباراة دون الذي حدث، خاصة أن ديلور في مواجهة باريس سان جيرمان في الموسم الماضي، قد أثار ضجة خلال صراعه مع البرازيلي نايمار.

كسبت الجزائر بانضمام آندي ديلور لصفوفها لاعبا بميزات مختلفة عن بقية مهاجمي الجزائر، فهو يملك الروح القتالية التي يلعب بها غالبية الجزائريين، إضافة إلى النضج التكتيكي وتنويعه في التسجيل بكل الطرق الممكنة من القدمين إلى الرأس، كما يتميز برؤية جيدة للملعب وقوة في الاقتحام، وإرادة كبيرة وتحمّل والفوز بالثنائيات سواء على الأرض أو في الكرات الطائرة، وعندما يلعب جمال بلماضي من دون رأس حربة يمكنه توظيفه، وعندما يلعب بالهجوم المعاكس يجد فيه السرعة والقوة، وأكيد أن آندي ديلور بإمكانه أن يلعب مع نادي أكبر من مونبيليي ولكنه أضاع سنواته مع أندية فرنسية متوسطة أخذت منه ولم تعطه شيئا، ولم تسمح له أبدا بالمشاركة في المنافسة الأوروبية، وإلا لكانت الأندية الإنجليزية التي خطفت ثلاثين لاعبا من الدوري الفرنسي، قد التفت إليه وصار حديث العالم.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!