-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أيهما أكثر، تسعة أم ألف؟

أيهما أكثر، تسعة أم ألف؟

يزعم الغربيون – متدينون ولائكيون وملحدون – ويتّبعهم منا الغاوون والإمّعيّون أنهم موضوعيون وعقلانيون، وحياديون في تناول القضايا الفكرية والاجتماعية.. فإذا كتبوا أو تحدثوا عن الإسلام وما جاء فيه عن هذه القضايا الفكرية والشئون المجتمعية في شتى الميادين رأيت بعينيك وسمعت بأذنيك العجب العجاب الذي يشيب الغراب، حيث توأد الموضوعية، وتقبر العقلانية، وتزهق الحيادية، ويركن إلى الأهواء، ويستعلن التعصب المقيت، وتسفه العقول، وتسفل الأخلاق.
من القضايا التي يطنطن حولها الغربيون وينقنقون، ويتلقفها عنهم بادي الرأي منا وأراذلنا من النسوان والذكران قضية تعدد الزوجات الذي أباحه الإسلام لموضوعيته وواقعيته لحل قضايا ومعالجة مشكلات، فينهالون عليه ثلبا وعلى المسلمين قدحا.
إن الإسلام لم ينشئ التعدد في الزواج، ولكنه وجده أمرا سائدا في أكثر المجتمعات “المتحضرة” وغير المتحضرة، كان ذلك بتشريع سماوي وأرضي أم بغير تشريع، فخطا الإسلام الحنيف خطوة هامة إذ حدده بأربع، مشترطا شروطا لا تتوافر إلا في النادر من الناس.
لقد أعجبني قول القائل إن التعدد في الإسلام كدواء في صيدلية إن احتيج إليه استعمل، وإن لم يحتج إليه ترك في مكانه، فهل من “العقلانية” أن نستغني عن ذلك الدواء إن لم يحتج إليه الناس في فترة زمانية أو في منطقة جغرافية؟ لا يقول بهذا، ولا يدعو إلى هذا إلا سفيه لا يعقل.. ثم هل يظن هؤلاء الغربيون السفهاء أن الناس في العالم كله عمي لا يبصرون ما عليه هؤلاء الغربيون من تعدد واقعي، وإن منعوه قانونا؟ حيث لكل غربي خليلات، ولكل غربية أخدان.
لقد نال سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام- من هؤلاء الغربيين- رجال دين، ولائكيون، وملحدون، نسوان وذكران – ناله منهم أذى كثير لأنه عدّد، ولكنهم لا يدرسون بعقلانية أسباب ذلك التعدد ودواعيه، ولا مقاصده الشريفة. إنهم لا يرون ذلك إلا انغماسا في شهوة، واقتناصا للذة ولكنهم لتعصبهم المقيت وحقدهم الدفين لا يرون العمود في أعينهم ويرون الشعرة البيضاء في الليل من ذلك ما جاء في كتابهم “المقدس” في عهده القديم الذي يزعمون أنه توراة، وماهو إلا ما كتبه أحبارهم ثم نسبوه إلى الله، وبعض ما فيه لا يقوله سفهاء، جاء في سفر الملوك الأول، في الإصحاح الحادي عشر، الجملة الثالثة والرابعة عن سيدنا سليمان – عليه السلام – أنه “كانت له سبع مئة من النساء السيدات، وثلاث مئة من السّراري، فأمالت نساؤه قلبه، وكان في زمن شيخوخة سليمان أن نساء أملن قلبه”. (دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط. ط 1996. ص 553). ولو جئنا إلى القرن العشرين لوجدنا أن أحد “التقدميين” وهو جوزيف بروز تيتو، رئيس يوغسلافيا السابقة له ست عشرة امرأة ولكنه – لجبنه- لم يكن يظهر إلا مع واحدة (أنظر: جريدة المساء الجزائرية في 9/10/1989. نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية) فلماذا أيها السفلة تعمى أعينكم عن ألف امرأة وتبصر تسع نسوة هن أشرف نساء لأشرف وأكرم زوج؟ ألا إنكم من إفككم وسفاهتكم لمحجوجون، وحتى من تزعمون أنهم “قديسون” هم أفسد من أفسد الشياطين، واقرأوا فضائحهم في كتاب: “تاريخ الكنيسة الأسود” للقسيس بيتر دوروزا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!