-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حروب دونكيشوتية بين الفاعلين وكراس فارغة في الندوات

إقصاء ومصالح ولوبيات.. لهذه الأسباب فشل أهل الثقافة في تكوين جمهور

صالح سعودي
  • 301
  • 0
إقصاء ومصالح ولوبيات.. لهذه الأسباب فشل أهل الثقافة في تكوين جمهور
أرشيف

يتساءل الكثير من المتتبعين عن أسباب ومخلفات الوضع المتردي الذي وصل إليه المشهد الثقافي، في ظل طغيان منطق الاتهامات المتبادلة والحروب الافتراضية بين الناشطين في الحقل الثقافي، ما جعل اهتمامهم يتحوّل من مجال الإبداع إلى تقاذف التهم بحجة الإقصاء والتهميش وحب الزعامة وأشياء أخرى، في الوقت الذي وقف الكثير على غياب الجمهور الثقافي عن مختلف الأنشطة والندوات والملتقيات العلمية والثقافية.
لم يخف الكثير من العارفين بالشأن الثقافي في الجزائر استياءهم من الحروب الدونكيشوتية التي باتت تتزعم المشهد العام، وفي الوقت الذي كان يفترض حسب البعض أن يتم التركيز على تفعيل الجهود من أجل تقديم ندوات وملتقيات تكون في مستوى تطلعات جمهور المتتبعين والمهتمين، إلا أن الذي يتابع الأجواء العامة يرى بأن الخارطة الثقافية حوّلت المجال لتبادل التهم وتحميل المسؤوليات لأطراف معينة على حساب أخرى، ما يجعل منطق المحاباة والتكتلات يفرض نفسه دون جدوى.
وإذا كان بعض من تحدثوا لـ”الشروق” قد أشادوا بعديد الأنشطة التي تقوم بها بعض الجمعيات الثقافية وأطراف فاعلة في هذا الحقل، من خلال اللجوء إلى عقد ندوات فكرية أو نقدية، وأخرى عبارة عن لقاءات مفتوحة في الهواء الطلق لكل شرائح المجتمع، من باب إلقاء الثقافة في الشارع حتى يلتقطها الشعب، إلا أنه في الوقت نفسه، كثيرا ما يقع المثقفون والفاعلون في الحقل الثقافي في شطحات إعلامية وافتراضية، بشكل يخلف صدمات وسط المواطن البسيط، ناهيك عن المهتم بالشأن الثقافي، وهو ما يجعل عديد الأطراف تقع في حرب دونكيشوتية يفهم من ورائها وجود خلفيات على وقع الصراعات واللوبيات مصحوبة بحملات إقصاء وتهميش وغيرها من الممارسات التي تسيء إلى الثقافة والمثقفين.
وفي هذا المجال يقول الشاعر إسماعيل غربي إنه ما لم ينتصر الشعراء والكتاب إلى الفعل الثقافي لن يكون هناك جمهورا للثقافة، معترفا أن هذا النضج لم نصل إليه بعد، ولا بشائر تدل على إننا سنصل يوما ما، فيما سار آخرون على خطى مقولة مولود قاسم الذي اعتبر مفهوم الثقافة لدى غالبية الشعب العربية هو “الشطيح والرديح”.
من جانب آخر، يطرح بعض المتتبعين تساؤلا حول مدى وجود جمهور ثقافي في الجزائر، وفي هذا الجانب يقول الكاتب المخضرم بشير خلف بأن الملتقيات الثقافية والندوات الفكرية يغيب عنها الجمهور الثقافي، والأمر لا يتعلق حسب قوله بالملتقيات التي ينظمها القطاع الثقافي أو الجمعيات الثقافية أو جهات أخرى محلية، ولكن حتى ما ينظم بالجامعة، إذ أن جمهور الأساتذة والطلبة موجود، لكن هذا الجمهور لا يهمّه ما يجري من حوله، مضيفا أن بعض الأساتذة يقاطع الندوة لأنه على خلاف مع بعض أعضاء اللجنة المنظمة، والطلاب لا علاقة لهم إلا بالدروس للحصول على العلامات، وخلص بشير خلف إلى القول بأن الفاعلين في المحيط الثقافي قد فشلوا في تكوين جمهور ثقافي يهفو إلى المعرفة، ويبحث عنها، معتبرا أنّ هذا المرض ليس في الجزائر فحسب، بل تفشّى في كل الجسم العربي.
وفي السياق ذاته، تؤكد “نبيلة. ع” أن المشهد الثقافي صار عبارة عن لوبيّات، فكثر الصّراع والتّراشق.. وعوض التّنسيق بين الجمعيّات أو الجامعات تجد الكلّ يبرمج في نفس التّوقيت لضرب الآخر… وحسب قولها من المفروض يقع التّسويق لمشهد ثقافي راق.. يكون فيه المثقفون يدا واحدة…
هكذا يبعثون رسالة طمأنة للشباب الجامعي فيحرصون وقتها على الحضور الفعّال.. لكن طالما هم يرون سياسة المدّ والجزر والصدّ والنّفور فحتما سيتغيّبون عن مواكبة النّدوات والأنشطة الثّقافيّة، أما “نور الهدى. ب” فتقول: “لا نجد في أسواقنا الكتب تباع بكل تلقائية كما تباع الخضر والفواكه.. نحن بحاجة إلى من يأخذ بأبنائنا ويشجعهم على القراءة ولو قصة صغيرة… وعلى ضوء ذلك يمكن بناء جمهور مستقبلي يتطلع إلى المعرفة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!