-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

إنسانية الإنسان

إنسانية الإنسان

هذان كتابان يحملان عنوانا واحدا هو “إنسانية الإنسانّ، أما أحدهما فهو للكاتب رالف يارتون بري، وقد عرّبته الأستاذة سلمى الخضراء الجيوسي، التي عملت فترة من الزمان أستاذة في كلية الآداب بجامعة الجزائر في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وأما ثانيهما فهو للدكتور رينيي دوبو الفرنسي الذي تأمرك واستقر في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد نال جائزة نوبل في العلوم في سنة 1976، وكان أستاذا في جامعة روكيفلر في نيويورك، وقد عرّب كتابه الأستاذ نبيل صبحي الطويل.

ذكرني بهذين الكتابين، خاصة عنوانيهما، ما انحط إليه “إنسان الغرب”، حتى صار “عقلاؤه” ومفكروه يتساءلون عن “إنسانية الإنسان” ويبحثون عنها، وقد لا يجدونها، لأن قلب هذا الإنسان الغربي قد تحجر، وأن عينه قد عميت، وأن أذنه قد صمّت، وفقد الوعي إلى درجة أنه صار “يرى حسنا ما ليس بالحسن”، ويعمل على “إجبار الإنسانية كلها على الاهتداء بهديه، ولو كان في ذلك حتف أنفه..

ومما انحط إليه هذا “الإنسان الغربي” هذه “المثلية” اللعينة، التي أوحى بها اللعين، وتقبلها “هذا الإنسان الغربي”، ونشرها، ودافع عنها وهو يعمل على فرضها على بني البشر ممّن لم تقبلها آدميتهم وفطرتهم وكرامتهم.. وهو ما أدى بأحد عقلاء الغرب، وهو الفيلسوف الفرنسي روجي قارودي بقرع جرس الإنذار قائلا: “إن الغرب أخطر عارض طرأ في تاريخ الكرة الأرضية، وقد يقود اليوم إلى فنائها”، (روجي قارودي: حوار الحضارات. ص 93).

لقد قرأت منذ بضعة أيام أن “معلمة” كندية انتقدت بشدة التلاميذ المسلمين الذين منعتهم فطرتهم من أن يتردّوا إلى دركة “الحيوانية”، ورفضوا أن يشاركوا فيما سمعته هذه “الحيوانية” – إن صح التعبير- “فعاليات دعم المثليينّ.. وتوقحت هذه “الشيطانة” فدعت هؤلاء التلاميذ إلى ما دعته “الاحترام المتبادل”، وإلا فما عليهم إلا “مغادرة البلاد”. وقد وقعت هذه الحادثة في إحدى مدارس إدمونتون، في ولاية ألبرتا الكندية. (انظر جريدة الخبر ليوم 2/6/2023 ص 16).

إن مانراه في الغرب – فضلا عما نسمعه – من انحلال خلقي، تردّت إلى قاعه حتى الكنيسة ورجالها ونساؤها، وما يسمونه “النخب” يؤكد ما كان يؤكده الإمام الإبراهيمي في أربيعينيات القرن الماضي من أن “في أوربا – وهي أم الغرب – كل شيء إلا الخير”. (آثار الإمام الإبراهيمي ج3/ ص447). لا يماري عاقل فيما وصل إليه “الغرب” من فتوحات علمية، جعلته يغتر فيظن أنه استغنى، وطغى، وأعرض عن أن يلجم شهواته، فلا يأتيها إلا طبقا للفطرة الإنسانية..

إن “الغرب” بما أشاع من فواحش يندى لها جبين الإنسانية السليمة، وما اجترحه من منكرات أهله لينال عن جدارة واستحقاق ما سماه الفيلسوف جارودي: “وسام نذالة الغرب”. (حوار الحضارات ص 54).

فيا عقلاء العالم اتحدوا، وقفوا في وجوه “شياطين الإنس”، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!