-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لعلكم تتقون:

افتحُـوا قلوب النّاس بدل خلْع أبواب بيوتهم

أبو جرة سلطاني
  • 1188
  • 4
افتحُـوا قلوب النّاس بدل خلْع أبواب بيوتهم

خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من مكة المكرّمة ليلة 27 صفر سنة 14 من البعثة، متخفيّا خائفا على دينه من بطش قريش، وليس معه سوى صاحبه أبي بكر الصدّيق (رضي الله عنه)؛ اثنان مختفّيّان عن أعين القوم أقاما في غار مهجور تسكنه العقارب (غار ثور) ثلاث ليال، وعيون الشّرك تطاردهما!! وبعد 08 سنوات عاد المصطفى (ص) نهارًا ليدخل مكّة فاتحا صبيحة 20 من رمضان بجيش قوامه 10.000 مقاتل، وهو يردّد قوله تعالى: “وقلْ جاءَ الحَقُّ وزَهقَ البَاطلُ إنّ البَاطلُ كانَ زَهُوقًا” الإسراء:81، فيُسْلم كبراء قريش ومن بقيّ من سادتها، ويعلن 2000 مشرك توحيد الله (جل جلاله)، ويدخل أزيد من 5000 في دين الله أفواجا، وتسمع أذن الزّمان أوّل إعلان عالمي لعفو شامل: “اذهبوا فأنتم الطّلقاء”، ويصبح أمثال أبي سفيان وسُهيْل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل.. من الصّحابة، وهم الذين قادوا معارك الشّرك ضدّ الإسلام 21 عاما من يوم: “اقرَأ باسْمِ ربّك” العلق: 1، إلى يوم: “إذَا جَاءَ نصْرُ الله والفَتْحُ” النّصر: 1.

ما الذي غيّر حركة التّاريخ؟ وكيف نفقه أسرار “الانقلاب الإيماني” الضّخم الذي ربط بين ليلة خروج رجليْن من مكّة تحت جُنح الظّلام وعودة حامل لواء الرّحمة بعد ثماني سنوات ليدخل مكّة من أبوابها الأربعة فاتحا منافذ القلوب قبل فتح أبواب البيوت؟

خلال السّنوات الثّماني، الرّابطة بين ليلة الهجرة ويوم الفتح، أنجز رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشرة مشاريع هي مقوّمات النّصر الكبرى التي أقلبتْ موازين حركة تاريخ العرب في شبه الجزيرة رأسًا على عقب، وأعادت كتابة تاريخ الإنسانيّة في أرقى مدارجه وأنصع صفحاته.

 1 ـ أعاد تشكيل الإنسان؛ قلبا ونفسًا وعقلا وأخلاقا وسلوكا وعلاقات..

 2 ـ أشاع روح الأخوّة بين النّاس على أساس عقيدة التّوحيد.

 3 ـ أنهى النّزاع بين القبائل المجاورة له وجسّد وحدة الأوْس والخزْرج.

 4 ـ كتب أوّل دستور سيّاسي للمدينة ينظّم العلاقات بين المتساكنين على أساس الحقّ والواجب والولاء والنّصرة.

 5 ـ أبطل حميَّة الجاهليّة وفكّك أنماط العشيرة والقبيلة.. ووضع لبنات “الدّولة المركزيّة” في المدينة بفرض سلطة السّلم مقابل الأمن.

 6 ـ عامل أعداءه بالمثل؛ فقطع طريق رحلتيْ الشّتاء والصّيف على قوافل قريش لشلّ شريان حياتها الاقتصادية والتّجارية وعلاقاتها بالعالم الخارجي.

 7 ـ أمّن حدود دولته بمدّ عمقها الإستراتيجي بين 350 كلم تجاه مكّة بعد غزوة الأحزاب، إلى 700 كلم على تخوم الرّوم بعد غزوة مؤتة.

 8 ـ وقّع معاهدات السّلم ومواثيق الصّلح والموادعة مع كلّ راغب في مسالمة المسلمين وأحلافهم بشرط الحريّة وحقن الدّماء وحفظ الأموال والأعراض..

 9 ـ حرّك القوّة العسكريّة تجاه الخصوم في شكل سرايا لجسّ النّبض، ومناورات عسكريّة للإعلان عن ميلاد قوّة جديدة تحسن الكرّ والفرّ وتتقن إدارة الموازنة بين قوّة الحقّ وحقّ القوّة بدءًا بجهاد الدّفع  لحماية البيضة قبل “غزوة الخندق” إلى جهاد الطّلب بعدها لتأديب المارقين.

 10 ـ راسل ملوك الأرض وقياصرتها وأكاسرتها.. ودعاهم للإسلام لإقامة الحجّة وإبراء الذمّة والمعذرة إلى الله: “أسلِم تسلَم يُؤتك اللهُ أجرَك مرّتيْن..”

كان فتح مكّة خاتمة مسيرة دعوة لفتح القلوب؛ فقد استثمر رسول الله “صُلح الحُديبيّة” المقرّر عشر سنوات؛ فنشر الدّعاة في الآفاق، وأمّن غرب المدينة وجنوبها الغربي، وأوغل في ترتيب حدودها الشّمالية بـ”غزوة خيْبر” لتصفيّة اليهود وبـ”سريّة مؤتة” لتأديب عملاء الرّوم ( قبيلتا كلب وقُظاعة وعرب دومة الجندل). ثم فتح للدّعوة منافذ جديدة فأوفد الدّعاة والقرّاء.. فأسلم نخبة من صفوة المجتمع على غرار خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعثمان بن طلحة.. مما شجّعه على جسّ نبض البيزنطيّين على الحدود الفاصلة بين الشّام والمدينة (بمدينة معان الأردنيّة حاليا) في غزوة مؤتة التي استشهد فيها قادة الجيش الثّلاثة (زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة) واستلم خالد بن الوليد الرّاية فناور نهارًا وانسحب ليلا، وحقّقت الغزوة أهدافها.

وظّف رسول الله (ص) كفاءة خالد القتاليّة ودهاء ابن العاص السّياسي في “سريّة ذات السّلاسل” لتأديب قبيلة قظاعة لتشفّيها بما حدث للمسلمين في مؤتة بمدد أبي عبيدة بن الجراح. ثمّ بدأ التطلّع تلقاء البيت العتيق، لكنْ منعته معاهدة الحُديبيّة، كان يمكن أن يتأخّر فتح مكّة إلى سنة 16 هـ وفقا لشروط العقد، لو أنّ قريشًا لم تنقض عهدها مع رسول الله بنقضها بنود صلح الحُديبيّة وانتصارها لحلفائها من بني بَكْر على حلفاء الإسلام من خزاعة؛ فقتلوا 23 رجلا منهم، فاستنجدت خزاعة برسول الله (ص) فخيّر قريشًا بين البراءة من نصرة البَكْريّين ودفع الدّية لقتلى خزاعة، أو إنهاء حالة الصّلح معهم وإعلان الحرب. فاختارت قريشٌ الحرب. وحاول أبو سفيان رأبَ الصّدع ولكنْ سبَق السّيل العذل؛ فقد تقرّر تأديب قريش على خرْقها ميثاق الصّلح واعتدائها على أحلاف الإسلام. ولكيْ يكون فتح مكّة حدثا سيّاسيًّا مدويّا ضمن له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قوّة الإعداد، وضخامة العدد، وسريّة التّحرّك، وتكتيك الاستعراض. وتعدّد الرّايات بقيّادة مركزيّة تولاّها بنفسه في كتيبة “كومندوس” حملت اسم الكتيبة الخضراء.

قبل أن يتحرّك الجيش من المدينة إلى مكّة ليلة 10 رمضان، شلّ رسول الله (ص) نشاط الجواسيس، فمنع الحركة من المدينة باتّجاه مكة وأغلظ على من حاول تسريب خبر الغزوة (حاطب بن بلتعة والمرأة التي أخفت رسالته لأهل مكّة فيها خبر الفتح)، وأعاد ترتيب العلاقة بين المؤمنين والمشركين ولو كانوا ذوي قربى: لا مودّة بين مؤمن ومشرك. فجاهر العبّاس بن عبد المطلب وأسرتُه بإسلامهم بعد كتمان، فلم يبقَ من سادة قريش سوى أبي سفيان وحكيم بن حزام وسهيْل بن عمرو (كبير المفاوضين يوم الحُديبيّة)، فلما عسكر الجيش على مشارف مكّة أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأن يوقد كلّ مقاتل نارًا فرأى المشركون 10.000 نار، فجاء أبو سفيان فأسلم. فاستعرض رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قوّة الجيش وعقد الألويّة للكتائب: عقد لواء الميْمنة لخالد بن الوليد، وأمره بأن يدخل مكة من أعلاها. ولواء الميْسرة للزّبيْر بن العوّام، وأمره بدخول مكّة من أسفلها. وأمّر سعد بن عبادة على كتيبة الأنصار. ولواء المُشاة لأبي عبيْدة يتقدّم رسول (الله صلى الله عليه وسلم)، وعقد لواء الفدائيّين للأنصار. وقاد بنفسه “الكتيبة الخضراء” ليكون الدّخول كاسحًا من الجهات الأربع بتهليل وتكبير وتحميد..

ودوّت أزقّة مكّة بعشرة آلاف مهلّل ومكبّر، فاستسلمت قريشٌ دون مقاومة ولا فرار، عدا بضعة شباب حرّضهم حمّاش بن قيس وعكرمة بن أبي جهل وانضمّ إليه سُهيْل بن عمرو وصفوان بن أميّة، فقادهم سوء طالعهم إلى اعتراض كتيبة خالد بن الوليد فطوّقهم وقتل منهم 12 متمرّدا وأخذ البقيّة أسرى، وفرّ بعضهم واختفوا وهم يسمعون صوت المنادي يصدح: “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. ومن أغلق عليه بابه فهو آمن. ومن دخل المسجد فهو آمن”.

دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مكّة ساجدا على ظهر ناقته يحمد الله (جل جلاله)، فلما سمع سعد بن عبادة يقول: “اليوم يوم الملحمة” نهاه بأدب صارم وقال له: “هذا يوم المرحمة”، وأخذ منه الرّاية وسلّمها لولده قيْس بن سعد، ولم يسمح بإراقة دماء ولا بقطع أعناق سوى من وُضعوا على لائحة سوداء تضمّنت 12 اسما فقط استُثنوا من قرار العفو لفداحة ما صنعوا بالإسلام والمسلمين، ولم يأتوا مسلمين وهم: عكرمة بن أبي جهل، عبد الله بن أبي السّرح، وحشي بن حرب، هبار بن الأسود، مقيس بن صبابة، الحارث بن طلال الخزاعي، الحويرث بن نقيْد، كعب بن زهير، عبد الله بن الزّبعرَى، عبد العزّى بن خطَل ومغنّيتاه (فرتنة وقريبة). ووراء كلّ اسم من هذه الأسماء قصّة مكر وخسّة وخداع. لما دانت مكّة طلب رسول الله (ص) مفتاحَ البيت من مالكه عثمان بن طلحة (ولم يكن قد أسلم)، فتلكّأ في الإجابة فلوّى عليّ بن أبي طالب ذراعه وانتزعه منه وفتح البيت وتمّ تطهيرها مما كان فيها من تماثيل وصور، ودخل (ص) جوف البيت يرافقه أسامة بن زيد وبلال بن رباح، فنزل عليه جبريل (ع) في جوف البيت بقوله تعالى: ” إنّ الله يأمرُكم أنْ تُؤدّوا الأماناتِ إلى أهْلِها وإذا حَكمْتم بين النّاس أنْ تَحكموا بالعَدل” النّساء: 58.  فلما خرج نادى عثمان بن طلحة فسلّمه المفتاح وبشّره ببقائه في نسله إلى ما شاء الله، فأسلم طوعا وقد علم أنه رسول الله حقّا.

قبل أن يعيد تنظيم العلاقات بين الناس في مكّة وما حولها، أمر بتطهير البيت من الأصنام، وبدأ بأكبرها؛ فكان يشير إليها ويقرأ قوله تعالى: “وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا” الإسراء: 81. فتتهاوى. وأمر بلالا بالصّعود فوق سطح الكعبة ليرفع الأذان حتّى يسمعه سادة مكّة الذين أسلموا اليوم: سُهيْل بن عمرو. وصفوان بن أميّة. وعكرمة بن أبي جهل. أبو قحافة والدُ أبي بكر الصدّيق.. ومن خلفهم 2000 من الطّلقاء.

في هذه الأجواء المفعمة بالسّرور خطب رسول الله (ص) في النّاس فلما سمعته هندُ زوج أبي سفيان قالت لزوجها: لقد أبرّ بوعده؛ فلم يزهق نفسا ولم يُكسر بابا ولم يقتحم بيتا.. قال لها زوجها: إنّ محمّدا يفتح أبواب القلوب، وقد كنّا على باطل يا هند!! وتسامع الناس بعفو الإسلام فجاءَ من يشفع للمارقين، بمن فيهم الذين أدرجت أسماؤهم على القائمة السّوداء واستُبيحت دماؤهم هدْرًا، فجاءُوا صاغرين يطلبون الصّفح والعفو عما مضى، فعفا عنهم رسول الله (ص) حالة بحالة، إلاّ من فرّ منهم وتوارى عن الأنظار. فآمنوا وشهدوا أنّ الرّسول حقّ، وعمّت الرّحمة كلّ من طلب العفو والجيرة حتّى أنه (ص) أجار رجليْن من المطلوبين للقتْل فرّا إلى بيت أمّ هانئ، أخت علي بن أبي طالب، واختبأ عندها فحاصرهما عليٌّ، فشكته إلى الرّسول فعفا عنهما وقال لها: “أجرنا من أجرت يا أمّ هانئ”.

كذب من قال: إنّ الإسلام انتشر بالسّيف، ودليل كذبه: أنّ كلمة “سيْف” لم ترد في القرآن البتّة، وأنّ عدد الشّهداء في كلّ معارك الإسلام، بين بدر وتبوك، لم يتجاوز 700 شهيد. ولم يتجاوز قتلى المشركين ضعف هذا العدد. ويوم الفتح لم يسقط من الطّرفيْن سوى 14 نفرًا، بينما دخلت مكّة في الإسلام من كُديّ إلى محبس الجنّ.. وسجّل تاريخ الفتح دروسا كثيرة لا يحصيها كتابٌ، لكنّ درسيْن لا يجوز القفْز عليهما بحال من الأحوال؛ الأوّل كذْبة انتشار الإسلام بالسّيف؛ فأين موضع السّيف يوم الفتح لولا تمرّد معتوه قاد عصابة من 300 مقاتل ضدّ 10.000؟ فقد دخل النّاس في دين الله أفوجا من غير إراقة دم، حتّى الذين تمرّدوا بقيّادة حمّاش بن قيس تمّ ردْعهم بالمجنّ فقُتل منهم 12 نفرًا واستشهد مُسلمان فقط من كتيبة خالد بن الوليد. وأسلمت مكّة على بكرة أبيها، وكان تعداد سكّانها يومئذ أزيد من 5000 مواطن أسلموا جميعا، وشارك 2000 منهم في غزوة حُنيْن بعد شهر واحد من فتح مكّة (أيْ في شهر شوّال سنة 8 هـ).

والدّرس الثّاني هو درس الرّحمة والعفو والوفاء وردّ الأمانات إلى أهلها؛ لم ينتقم رسول الله (ص) من الذين أخرجوه، ولم يسمح لأحد بالانتقام، وعندما سمع قائدا يقول: “اليوم يوم الملحمة!!” نهره ونزع منه الرّاية (عزله عسكريّا) وسلّمها لولده للتّوريث القيّادي لجيل الشباب. ولما أحسّ أن آل هاشم يريدون مفتاح الكعبة ردّه يدا بيد لصاحبة عثمان بن طلحة وطمأنه وبشّره بالقول: “هاك مفتاحك ياعثمان، اليوم يوم برّ ووفاء، خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلاّ ظالم”، كما في الطّبراني والبيهقي وغيرهما. ومازال المفتاح حتّى اليوم في حيّازة آل طلحة. والحمد لله ربّ العالمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • صالح/ الجزائر

    بماذا تقترح ، "افتحُـوا قلوب النّاس بدل خلْع أبواب بيوتهم" ، بالرقية الشرعية المدفوعة الثمن ؟ .
    أو بواسطة ال"مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء "، "... كمثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة ، وإلى هذه مرة ، لا تدري أيهما تتبع! ".

  • ابن محمد

    بوركـت،
    يا حبذا، فضيلة الأستاذ، لو شفعت المقال القيّم بإحالات إلى المصادر التي تتضمن تفصيل ما تفضلت بذكره من وقائع، كـــــــ:
    - دستور المدينة (المصادر المتضمنة نصه)؛
    - المعاهدات (المصادر المتضمنة نصوصها)؛
    - واقعة نصرة قريش لبني بكر على خزاعة، أسباب الخلاف والحرب بينهما؛
    - قصص المكر والخسة والخداع المنسوبة الى الاثني عشر متمردا المذكورين.
    فان كان في مقدور فضيلتكم إعادة نشر المقال مع الإحالات المرجوة، فسنكون لكم من الشاكريـــن، داعين الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

  • نحن هنا

    كلمة سيف مجاز على استعمال القوة المادية والآن تستعمل كلمة دبابة أو الكلانشكوف رغم أن وسائل استعمال اقوة المادية متعددة فلا تكن من الجاهلين

  • سليم الجزائر

    اذا لم تستحي فقل ما تشاء
    كم من اية ذكر فيها القتال في القران ام تريد ان تحذف هذه الايات ايضا زكيف فتحت كسرى