-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأديان‮ ‬في‮ ‬حوار‮ ‬والمسلمون‮ ‬في‮ ‬صراع‮!‬

الشروق أونلاين
  • 3434
  • 0
الأديان‮ ‬في‮ ‬حوار‮ ‬والمسلمون‮ ‬في‮ ‬صراع‮!‬

دولٌ كثيرة اجتمعت في نيويورك بمبادرة سعودية بهدف إرساء أرضية صلبة للحوار بين الأديان، وتمخض اللقاء الختامي عن بيان حاول فك الارتباط بين الإسلام والإرهاب، والدعوة إلى التسامح الديني واحترام قناعات وخيارات البشر

  •  ورفض استعمال العنف تحت غطاء التدين أو الوصول إلى‮ ‬أهداف‮ ‬دينية‮ ‬باستعمال‮ ‬العنف‮.‬
  • المؤتمر الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة سبقه مؤتمر آخر في مدريد، انعقد بمبادرة المملكة العربية السعودية، جمع بين أتباع الديانات السماوية وغير السماوية، بما فيها البوذية والهندوسية وغيرها،
  •  وهدف بدوره إلى الدعوة إلى إرساء معالم التآخي والتسامح ونبذ التطرف والإرهاب.
  • مشكلة فكرة “حوار الأديان” التي صارت تطرح كبديل عن “حوار الحضارات” هي أن الدعوة إليها غالبا ما تتم من الطرف الأضعف إلى الطرف الأقوى، ولهذا فإن نتائج المؤتمرات التي تتم باسمها تتمخض عن نتائج هزيلة، لا تعدو توصيات والتماسات وتقديم مزيد من “التنازلات”، بصفة تصاعدية، أي من الضعيف إلى القوي، لا العكس. وهذا مما لا يظهر خيره ولا تُرجى فائدته.
  • كما أن العامل الأساسي الثاني الذي يُفشل هذه المبادرات هو أن هذا الطرف الأضعف، أي دول العالم الإسلامي، تتسارع إلى الحديث عن قيم التسامح والحرية والعدالة، وهي قيم ـ للأسف ـ تكاد تكون منعدمة داخل دول العالم الإسلامي، بفعل التسلط السياسي والقهر الاجتماعي والتمييز الطائفي الذي تعاني منه الشعوب المسلمة.
  • ولهذا، كيف يمكن أن ندعو غيرنا إلى حوار للأديان، إذا كنّا نرفض الحوار مع المسلمين، من مختلف المذاهب والمدارس العقدية والفكرية، وننساق بدلا من ذلك في خطاب طائفي يتحول فيه الشيعة عند أهل السنة إلى عدو “أخطر من اليهود والنصارى”، في حين يكيد الشيعة للسنة ويقمعونهم أنى وجدوا إلى ذلك سبيلا، ويصبح أهل السنة كلهم مجرد “نواصب” لا فرق بينهم وبين الملاحدة والكفار!
  • إن حوار الأديان لا يمكن له أن يؤتيَ ثماره، ما لم نتصالح أولا مع أنفسنا، ونرسّخ قيم العدالة والحرية والإخاء في دولنا العربية والإسلامية، بعيدا عن قمع الساسة وجور السلاطين، وعندها يمكن لنا أن نتحدث عن حوار فعّال يجمع بين طرفين قويّين: لا حوار بين طرف ضعيف يتنازل عن مبادئه، وطرف قوي لا تهمّه القيم إلا بقدر ما تخدم مصالحه.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!