-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأهمّ في المهمّ!

جمال لعلامي
  • 517
  • 0
الأهمّ في المهمّ!
ح.م

الأغلبية الساحقة و”المسحوقة” سابقا، من الجزائريين، لم تعد تنتظر تحليلات وتفسيرات الطبقة السياسية، لفهم ما يجري من تطورات ومستجدات، فقد حوّل الحراك السلمي، كلّ مواطن إلى سياسي بطبعه، ورئيس حزب قائم بذاته، ليس بحاجة إلى رؤساء الأحزاب التقليدية لتشكيل أفكاره، وإعلان مواقفه، ونظرته للواقع المعاش، وكذا استشراف المستقبل!

الحقيقة، أن الثمانية أشهر الماضية، أثبتت أن الجزائري “كائن سياسي” بفطرته وغريزته، على المخضرمين من جموع السياسيين، الاهتمام بأفكارهم وتوقعاتهم ومقترحاتهم لحلّ المشاكل والمعضلات، والحال، أن إخفاق السياسيين، في الموالاة والمعارضة، على مدار العشرين سنة الماضية، حرّض عموم المواطنين، على “تعلّم” فنون السياسة وإتقانها بكلّ لغاتها، بعيدا عن نظريات النصب والكذب، التي كرّهت البسطاء فيها!

بكلّ المقاييس والمعايير، رئاسيات 12 ديسمبر 2019، لن تكون بأيّ حال من الأحوال، ولا بأيّ شكل من الأشكال، كسابقاتها من الرئاسيات لعدة اعتبارات وأسباب، وسكون حملتها كذلك مغايرة شكلا ومضمونا، سواء من حيث الخطابات والوعود والعهود، أو من حيث النشاطات والتحرّكات، في ظلّ معطى “استمرار الحراك”، وانقسام فئات المجتمع بين واقف مساند لجدوى وضرورة الانتخابات، وبين معارض أو متحفظ لها!

كلّ الشارع هذه الأيام يتكلّم سياسة، بالعربي والدارجة والأمازيغي، بالفرنسي والانجليزي والصيني والهندي والاسباني، وبكلّ لغات العالم.. الجميع يعطي رؤيته وتخمينه، وهذه واحدة من المؤشرات التي تعكس مدى وعي الجزائريين، بمن فيها تلك الأغلبية التي ظلت صامتة خلال المواعيد الانتخابية السابقة، برئاسياتها وتشريعياتها ومحلياتها!

حتى السياسيين، لا يريدون أن تتوقف أحلامهم وآمالهم وآلامهم، عند رئاسيات “الشتاء”، وإنّما جمع واسع منهم، وبينهم الراغبون الذين أسقطهم غربال السلطة المستقلة للانتخابات، يُريدون “مواصلة المسيرة” و”الطموح” بعد 12 ديسمبر، لتكون “المنافسة” القادمة، سباقا مفتوحا على البرلمان والمجالس المحلية، البلدية الولائية، وكذا الحكومة، و”معركة الإصلاحات” وتغيير القوانين وتعديل الدستور، والتدابير الشعبية التي قد تكون مفتاح الحلّ التدريجي!

مرحلة ما بعد 12 ديسمبر، قد تكون برأي نبهاء أهم مما يسبقها، فهناك جزء من السياسيين ينتظرون “التغيير” بعد الرئاسيات، مهما كان الرئيس القادم.. تغيير في الحكومة، وتغيير في البرلمان، وتغيير في المجالس “المخلية”، وتغيير في الدستور، وتغيير في القوانين، وتغيير في الخطابات، والأهمّ من ذلك، تغيير في الذهنيات والعقليات وخطة العمل!

قادم الأيام، ستفكّ عقدة لسان هؤلاء وأولئك، ويتضح الخيط الأبيض من الأسود، ويُظهر المتسابقون الخمسة “حنة يديهم”، ومدى قدرتهم على التجنيد والحشد والإغراء والاستدراج والإقناع.. وهذا هو الأهم في المهم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!