-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قراءات مع الدكتور فاضل السامرّائي

الحلقة الرابعة والعشرون: الإفراد والتثنية والجمع (3)

الحلقة الرابعة والعشرون: الإفراد والتثنية والجمع (3)

قد تقول: إنك ذكرت أن كلمة (طفل) قد تكون للجمع، فلماذا كانت كلمة (أطفال) أنسب ههنا؟ والجواب أن كلمة (طفل) قد تكون للمفرد، وهي في المفرد أشهر منها في الجمع، في حين أن سياق آية النور ليس فيه احتمال إفراد، فناسب التعبير موطنه من كل ناحية.

وأما قوله تعالى: ((أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)) (النور)، فيتضح سببه من السياق أيضا. قال تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)) (النور). ونود هنا أن نسجل الملاحظات الآتية:

  • أن كلمة (الطفل) اسم جنس، فهو يشمل كل الأطفال. تقول: (الطفل لا يعي) وتقصد به عموم الأطفال، وبهذا المعنى يكون أشمل من الجمع، فإنك إذا قلت: (لا أطفال في الدار) لا تنفي أن يكون طفل أو طفلان، فإن قلت: (لا طفل في الدار) نفيت عموم الجنس: الواحد والاثنين والجمع.
  • أن كلمة (طفل) قد تصف بها العرب الواحد والمثنى والجمع، المذكر والمؤنث كما ذكرنا. فبهذا المعنى تشمل الواحد والاثنين والجمع، المذكر والمؤنث.
  • أن كلمة (طفل) في الآية أشمل وأعم من جميع المذكورين، ذلك أن البعل مختص بالمرأة، فهو يخص واحدا بعينه والآباء كذلك، وكذلك أبو البعل وأبناء البعل وأبناء المرأة وكذلك الباقي، فإنه إما مختص بأقارب المرأة أو ملك يمينها.

أما الطفل فهو عام غير مختص بقرابة، بل يشمل جميع الأطفال، فناسب استعمال الجنس، لأنه يراد به العموم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!