الذبح .. بوكوحرام!
لست أدري ماذا سيأكل الجزائريون بعد 19 مارس 2015، أي بعد “وقف إطلاق النار” (على الدواجن والحيوانات الحلال!). أكيد أن اللغط سيكون أكبر بعد دخول قرار ”تدويخ” الحيوانات والدواجن القابلة للذبح حيز التنفيذ ابتداء من هذا التاريخ.
فتوى وزارة التجارة وعلى رأسها “الشيخ عمارة بن يونس”، كانت واضحة الغموض: هناك فرق بين ”التدويخ” و”الصرع” الذي ستطبقه الدولة في مجال ”الذبح”. وكلامه الذي قاله في 23 جويلية من هذه السنة بهذا الشأن، يؤكد أنه لا فرق بين فتوى وزارة الشؤون الدينية التي حرمت “الصرع”، وبين وزارته التي أحلت “التدويخ”! وما بين المفهومين، دوخة كبيرة ستدوخ الجزائريين مرتين: الأولى في تحديد طريقة التدويخ هذه التي دوخت البلاد والعباد، والتي ما زالت تدوخنا جميعا، والثانية في لماذية هذه المبادرة؟ هل هي رضوخ للسنة الأوروبية “غير الشريفة” التي تتعامل مع حقوق الحيوانات على أنها فوق حقوق الإنسان والأديان؟ أم هي بدعة إسلامية لنا كمسلمين “ذباحين” لكي نحسن الذبح ونرفق بالحيوان بجاه “السيدا بريجيت باردو”؟
نمت لأجد نفسي كأني أعيد ذبح كبش العيد من جديد، على ضوء فتوى وزارة التجارة. قلت لأبنائي: هاتوا الكبش هنا قدامي! سأدوخه عملا بفتوى الشيخ عمارة بن يونس! أدوخه، ليس معناه أن أصرعه بأن أهوي على أم رأسه بـ”ماصيطا” حتى يطير مخه! بل سأذبحه دون أن يطير عنقه، بعد أن أناوله حبة “ترانكسين”. ليس معي مخذر “لوكال” (ولا آنبورتي!)، لهذا، سأدوخ جد أمه، بحبة مهلوسة منومة. ناولتها إياه مع كأس ماء قبل صلاة العيد. عندما عدت لأطبق الفتوى التي ركز عليه الخطيب في خطبتي العيد، واعتبرها حلالا طيبا، لأنها تعمل على “إحسان الذبحة والقتلة” كون أن تذبح خروفا مهلوسا، أرفق من أن تذبحه وهو “في كامل قواه العقلية والبدنية”! (ضحكت من عبارة الإمام هذه حتى كدت أنقض وضوئي!). لما عدت، وجدت الكبش ملقيا على ظهره وقوائمه إلى الأعلى، وهو يضحك حتى وسخ فراشه: كهههه.كككهههه. قاهههه. قههه..هئهئهئهئ…! قلت لأبنائي: “واش به؟ الراصة نتاع والديه؟ يضحك؟ ضروك نوريه الزنباع وين ينباع”! قالوا لي: “راه يضحك عليك! قال لك: ما تدوخنيش..أنا اللي ندوخك”..! قلت له: “كيفاش؟ لسانه طوال؟” قالوا لي: قالها بعظمة لسانه..وبفصيح العبارة..”أنا اللي ندوخه مش هو”! قلت لهم: “وين راه الموس؟ درك نشوفوا! بغينا نديروا فيه بليزيز نتاع عمارة بن يونس، ساعة ما يفوتش فيه شفاعة بريجيت باردو”. وتقدمت منه بالسكين وهو مربوط من خلاف! وما إن اقترب السكين من حلقه، حتى انتفض، وقام بقرونه المعقوفة ونطحني بين العينين، لأفيق بعد 4 ساعات في “ليرجانس”.
راني عاد “دايخ” من ذاك الوقت!