-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشعور بأنّك “طلياني..!؟”

الشروق أونلاين
  • 4213
  • 0
الشعور بأنّك “طلياني..!؟”

مباشرة عقب حادثة الضرب التي تعرض لها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني من طرف مواطن قيل أنه مضطرب عصبيا، -وهو التعبير الذي يقابله عندنا وصف مجنون أو مختل عقليا-، طرح البعض سؤالا غريبا بعض الشيء، يقول: “ماذا لو كنت مواطناً إيطالياً ليوم واحد، أو فقط لساعة، أو حتى لدقيقة واحدة، وأتيحت لك فرصة ضرب مسؤول على المباشر، فمن ستختار.!؟” الأكيد أن هنالك المئات بل الآلاف، من المسؤولين، يستحقون الضرب، وأحيانا السحل في الشوارع، أوبصق وجوههم، وذلك أضعف الإيمان. والقوائم جاهزة ولا تنقصها إلا جرأة التنفيذ والاتكال على الله.. هو مولانا، “فنعم المولى، ونعم النصير..”

  • الشعور أنك مواطن إيطالي حقيقي، وليس إيطالياً مزورا “على شاكلة رضا الطلياني”، لا يناقض وطنيتك، ذلك أن أكثر المتمسكين بجزائريتهم هم أولئك السائرون برا وبحرا وجوا نحو الخارج، المضطرون لتجريب محنة الغربة ومجابهة ظروفها، ولعل آلاف الحراڤة الذين يواجهون الموت في كل مرة بعيدا عن البلاد، ليسوا بأقل وطنية من أولئك الذين استمروا بالبقاء فيها، وان كانوا في الوقت ذاته، جميعا وبلا استثناء، مشاريع حراڤة..!
  • مجرّد ضرب مسؤول صغير، وليس حتى في مرتبة وزير أول على شاكلة ما وقع في إيطاليا، يعدّ في عالمنا العربي، وليس الجزائر وحدها، عملية انتحارية من الدرجة الأولى، فما بالك بـ”ترعيفه” وإسالة الدم من أنفه وتقطيب جبهته أو خديه..!؟
  • ألا يؤشر ضرب الوزير الإيطالي ثم تبرئة الفاعل هناك واعتبار ما ارتكبه مجرد جنحة، على أن بلاد المافيا تنعم بديمقراطية حية وحقيقية..!؟ مثلما تدّل أيضا محاكمة النوايا في عالمنا العربي، وتصنيف الدعاء السري على الأنظمة المستبدة أنه جناية، بأننا موتى يمارسون فناءهم فوق سطح الأرض وليس تحتها..!؟
  • لو سألت مواطنا عربيا واحدا عن سبب تقليده الغرب في كل شيء، ما عدا في ضرب رؤسائه ووزرائه بالطماطم والبيض تعبيرا عن حالة الغضب أو الاحتجاج، سيجيب قائلا بلا شك: “أعطني البيض والطماطم أولا لأسدّ جوعي، قبل التفكير في استعمالها بالضرب..”ولن يقول لك أبدا، مثلما أوهمنا أحد الشعراء يوما ببيته الذي سكنته العناكب: “أعطني حريتي، أطلق يداي”، فالحرية تؤخذ ولا تعطى، سواء في الحب أو في الحرب؟ !
  • المواطن الإيطالي ضرب رئيس حكومته لأنه مختل عقليا، أما المواطن في عالمنا العربي، فلا يضرب حتّى أصغر مسؤوليه، لأنه متعقل بالفطرة، ولذلك نرى أنه في الوقت الذي تحترم فيه معظم الأنظمة الديمقراطية عقول شعوبها، فإننا في العالم العربي، ومع كل موجة نضالية لطلب الحقوق أو هبّة شعبية لانتزاعها، تدعونا الأنظمة المستبدة لممارسة التعقل “بصيغة الأمر” وليس احترام العقل بالطلب..! ومن لم يفده التعقل، أفاده الاعتقال..!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!