الطلبة المُتغيبون معفون إداريا

تعرف المؤسسات الجامعية والمعاهد غيابا ملحوظا للطلبة المعنيين بالحضور، حسب برنامج كل جامعة، بسبب عدم توفر النقل. والظاهرة جعلت وزير التعليم العالي عبد الباقي بن زيان، يؤكد على رؤساء الجامعات، عدم احتساب الغياب الإداري لأي طالب، تعذر حضوره بسبب غياب النقل. في وقت لم يتضح بعد، موعد انطلاق رحلات القطارات للطلبة، رغم وعود مؤسسة النقل بالسكك الحديدية.

لم يتمكن الكثير من الطلبة وحتى الأساتذة عبر الوطن، من الالتحاق بجامعاتهم بسبب عدم توفر وسائل النقل بين الولايات، في ظل برمجة المؤسسات الجامعية رزنامة، تقتضي الحضور الإجباري للطلبة، ليومين على الأقل في الأسبوع.

ظاهرة الغيابات توقعتها وزارة التعليم العالي في ظل الوضع الصحي الاستثنائي، ما جعل الوزير عبد الباقي بن زيان، يصدر قرارا وزاريا رقم 633 مؤرخا في 26 أوت 2020، متعلقا بتحديد الأحكام الاستثنائية المرخص بها في مجال التنظيم والتسيير البيداغوجيين والتقييم، وانتقال الطلبة في ظل فترة الكوفيد 19، بعنوان السنة الجامعية 2019.2020.

وينص القرار في مادته الثالثة، بأن حضور الطلبة لمختلف الأنشطة التعليمية “غير إلزامي، باستثناء بعض الأعمال التطبيقية و / او التربصات التي صدر بشأنها رأي مخالف للجنة البيداغوجية”، بالاضافة إلى أسباب أخرى للغياب، لاسيما تعليق نشاط وسائل النقل وغلق الحدود.

وبخصوص موعد انطلاق الرّحلات عبر القطارات، بعد ما وعدت مؤسسة النقل بالسكك الحديدية، إتاحة عملية النقل بالقطارات للطلبة فقط، تزامنا مع دخولهم الجامعي، أكد مصدر من نقابة عمال السكك الحديدية لـ”الشروق”، بأنه لا يوجد أي قرار لإطلاق الرحلات عبر القطارات الى حد الساعة، موضحا أن “فتح رحلات القطارات، ليس بالأمر الهين في ظل جائحة كورونا، والعملية تحتاج قرارا من أعلى السلطات، وهو ما لم يحصل بعدُ، وقد تفتح قريبا للطلبة”.

وأوضح مصدرنا، أن النقل عبر القطارات “صعب جدا التحكم فيه في ظل جائحة كورونا، لأن القطارات تختلف طريقة عملها كلية عن الحافلات والطائرات وحتى عن الميترو والترامواي..”، وحسبه، تعبر القطارات، أكثر من 20 محطة في اليوم، في ظل استحالة مراقبة مئات المسافرين يوميا، ومدى التزامهم بالبروتوكول الصحي للوقاية من فيروس كورونا، مع طول الرحلات عبر السكك الحديدية، ولم يستبعد محدثنا إمكانية استئناف رحلات النقل بالسكك الحديدية، ولكن لفائدة الطلبة فقط، في حال سمحت السلطات العليا بذلك، ويُشترط على كل راكب إظهار بطاقة الطالب، ليسمح له بالصعود، لتجنب اختلاط المواطنين.