-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القدس: الصلاة والدفاع عن النفس..

القدس: الصلاة والدفاع عن النفس..

في نفس اليوم الذي يَمنَع فيه الاحتلال الصهيوني الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى، يَحمِل شبابهم السلاح ويُنفِّذون عملية فدائية في غور الأردن.. في نفس الوقت الذي يُدنِّس فيه جنوده المسجد الأقصى ويُنَكِّلون برجاله ونسائه، يقوم رجال أفذاذ آخرون في شمال وجنوب فلسطين المحتلة بعمليات فدائية وداخل تل أبيب ذاتها ويرشقون مستوطناته بالصواريخ..

هكذا هو الوضع اليوم.. ظلم موصوف، مُقابل دفاع عن النفس مشروع..

عصابة صهيونية مُحتَلة مُدَجَّجة بالسِّلاح، مليئة بالتطرف والحقد، لم تعد تعرف ما تَعمل سوى صب جام غضبها على أبناء شعب أعزل، كل الشرائع والقوانين الدولية تُعطيه الحق للعيش في أرضه بسلام… تَقتل مِنه مَن تقتل وتَأسر مَن تأسر، وتَقذف العُزَّل في ديارهم بالصواريخ والطائرات المُحَمَّلة بعشرات القنابل المُحرّمَة دوليا…

ومع ذلك، كُلَّما اعتقدت هذه العصابة أنها انتصرت، وأن الصَّف الفلسطيني قد انقسم، وأن الأمة الإسلامية قد نَسَتْ فلسطين والقدس، وأن بعض القيادات العربية قد دانت لها بالولاء، كُلَّما حَدَثَ عكس ذلك،

زاد التحام الفلسطينيين حول هويتهم، وازداد شعورهم بالوحدة، وزاد تعاطف كل المسلمين ومختلف شعوب العالم معهم، وقُبِرت إلى الأبد اتفاقيات أبراهام المزعومة، ومعها كل أشكال التطبيع المفروضة والمرفوضة..

وفي جانب آخر كلما اعتقد هذا الكيان المُحتَل أن الولايات المتحدة الداعمة للظُّلم الذي يمارسه ستبقى سَندها، كلما وجدت هذه القوة العظمى نفسها في حالة إنهاك استراتيجي، لا تدري أتُواجه الصين في تايوان، أو روسيا في أوكرانيا، أو كوريا الشمالية التي يتم استفزاز قواتها النووية باستمرار… وفي آخر المطاف لا تجد هذه “القوة الكبرى” سوى إعلان عقوبات لا طائلة من ورائها، أو تُعبِّر عن ذهولها من اصطفاف كافة شعوب العالم مع الشرق ضدها وضد أوروبا الغربية حليفتها المُثْقَلَة هي الأخرى بجرائم استعمار في إفريقيا وآسيا، على شاكلة الصهيونية في فلسطين وأكثر.

ولعل هذا ما أصبح يُثلج صدورنا ويَفتح باب الأمل واسعا أمامنا: أَنْ بدأ العهد الأمريكي الصهيوني الغربي يدخل مرحلة الأفول. وبات التوجه نحو القائد الصيني العالمي الجديد “شي” والفوز بمقابلة معه من قبل قادة أوروبيين “كِبار”، يُعَدُّ بمثابة فرصة لحفظ ماء الوجه وإنقاذ القارة العجوز من الغرق..

لقد انتهى عهد القوة الواحدة التي تَقْهَرِ النّاس وتَستعبدهم بالسلاح والدولار.. كلاهما اليوم (السلاح والدولار) على المِحك، وكلاهما يفقد مكانته في عالم بدأ يأخذ طابعا آخر. ونحن الآن نسير باتجاه بناء نظام عالمي أكثر عدلا، يُعطي لكل ذي حق حقه، وعلى رأسهم الفلسطينيين.
هي ذي نتيجة نظام الجور والظلم العالمي الذي قادته الولايات المتحدة طيلة عقود، وبرزت صورته البشعة على حقيقتها أكثر ما برزت في فلسطين، قهر ما بعده قهر، واعتداء على حقوق الآمنين المُسالمين ومنعهم حتى من الصلاة، بل والزَّج بهم في السجون والمعتقلات، والتَّنكيل بهم وتعذيبهم والتعبير عن الاستعداد للقيام بأسوأ من ذلك تجاههم وتجاه أُسَرِهم وأقاربهم.

لقد بلغ السيل الزبى، وكمشة من الصهاينة يشنون حربا دينية تلمودية تستهدف هوية المسجد الأقصى، كما قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، لن تنتصر أبدا على أصحاب الحق الذين هُجِّروا قسرا من ديارهم ومُنعوا من إعادة إقامة دولتهم المستقلة بعاصمتها القدس الشريف..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!