المثقفون مترددون إزاء الحوار خوفا من التخوين
غاب صوت الطبقة المثقفة عن لجنة الحوار ولجنة العقلاء المنبثة عنها رغم أن المثقفين كانوا السابقين إلى إطلاق عدد من المبادرات والمقترحات الرامية إلى الخروج من الأزمة منها المجلس الثقافي الانتقالي الذي أطلقه خبير السياسيات الثقافية عمار كساب.
قال عمار كساب إن غياب الطبقة المثقفة عن لجنة الحوار هو امتداد للتغييب الذي مورس على المثقف منذ العهد البوتفليقي حيث عانت الطبقة المثقفة الويلات إذ عمل هذا النظام على تهميشها وإضعافها وعلى إفشال تجسيد مشاريعها الفكرية والفنية والأدبية. وذلك مما أدى إلى عدم إمكانها من لعب دورها داخل المجتمع خلال فترة قاربت العشرين سنة، ما جعل المواطن الجزائري لا يعرفها جيدا ويكاد لا يعرف الدور الذي يمكنها أن تلعبه في فترة الانتقال الديمقراطي، وأضاف كساب في اتصال مع “الشروق”، أنه، لذلك، فصوت هذه الطبقة غير مسموع يطغى عليه الحذر والريبة. وحاول بعض المثقفين والفنانين والأدباء الأخذ بزمام الأمور أياما بعد انطلاق الحراك في الثاني والعشرين فيفري بنشر عدة بيانات يعبرون من خلالها عن مساندتهم المطلقة للحراك الشعبي ولمطالبه، وذلك أظنه كان منهم محاولة لإشهاد الرأي العام ولإبعاد أي شبهة عن المثقفين حتى يسجل التاريخ موقفهم الصريح ضد النظام السابق، خاصة أن منهم من تورط مع رموز النظام السابق الذي اشترى ذممهم بأموال الريع”.
وأضاف المتحدث أن بعض المثقفين ذهبوا أبعد من ذلك حين أطلقوا بعض المبادرات تأهبا واستعدادا للمشاركة في الحوار وإسماع أصوات المثقفين والمساهمة في إنجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي. من بين هذه المبادرات، التي انخرطت فيها أنا شخصيا، إطلاق المجلس الثقافي الوطني للانتقال الديمقراطي، الذي يتكون من أكثر من خمسمائة عضو من الطبقة المثقفة الذي يحاول أن يخلق له مكانا في الساحة الوطنية”.
وقال عمار كساب إن تردد المثقفين للمشاركة في لجنة الحوار يعود إلى تخوفهم من التخوين وضغط الشارع رغم المبادرات الشاملة التي أطلقها العديد منها في الكثير من الفضاءات والجمعيات المستقلة، وأضاف كساب قائلا إن المثقف عاني طويلا من التخوين، ولا يريد التورط في مبادرات حوار ربما تكون منصة لعودة رموز النظام السابق. والمثقف إذا اليوم يلاحظ، يحلل ويحاول أن يفهم قبل أن يقرر ماذا يجب عليه أن يفعل، وبالتالي هو لم يأخذ بعد قرار المشاركة في مبادرات الحوار التي تطلق هنا وهناك، وضعية المثقف اليوم صعبة، حيث إنه لم يكن له الوقت الكافي حتى يعد استراتيجية تسمح له بالحضور القوي في الساحة العامة، وذلك نتيجة لسنوات التهميش والقمع التي عاشها، التي أفقدته للأسف قدرته على الاحتواء، وبسرعة، للمسائل والقضايا المهمة لاقتراح حلول ناجعة. أظن أن المثقف الجزائري يحتاج وقتا أكثر لينظم نفسه ويرتب أمور منزله حتى يكون، أتمنى ذلك، فعالا في السنوات القادمة.
من جهة أخرى، كشف عمار كساب أن هيئة المجلس الثقافي الانتقالي عقدت أول اجتماع لها منذ شهر في محاولة منها لإيجاد طرق ناجعة للتفعيل في ظل التجاذبات التي تحدث، وعلى بعد ستة أشهر بقيت للهيئة المنتخبة يرمي المجلس إلى إيجاد أرضية شاملة لعقد لقاء جامع للمثقفين.
من جهة أخرى، كشفت الإعلامية حدة حزام أنه تم توجيه الدعوة لعدد من المثقفين للانضمام إلى اللجنة منهم المسرحي سليمان بن عيسى وعبد الله حمادي ونوفل الميلي والدكتور عبد الغني مغربي.