-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“المزلوط” و”المزهور”!

جمال لعلامي
  • 655
  • 1
“المزلوط” و”المزهور”!
أرشيف

..في تصوّري لو تمّ صرف المبالغ الخاصة باستيراد أو تصنيع موانع الحمل، في مشاريع استثمارية في جنوب البلاد، ويتم توظيف المواطنين بها، لكان ذلك أجدر من منع الحمل والخوف من زيادة السكان!

..المشكل ليس في أعداد الولادات، وليس في تحسين النمو الديموغرافي، وليس في تحديد النسل… لكن المشكل في أعداد المسؤولين الذين لم يقدموا شيئا لهذا البلد!.. ورغم ذلك لم يتزحزحوا من مناصبهم.. المسؤولون الفاشلون يتهرّبون من فشلهم.. وإذا كان الإعدام لكل ولود ودود، فإن هذا الإعدام يجب أن يتجه إلى كل مسؤول فاشل في منصبه، وكذا إلى كل من صرف أمولا ضخمة دون أن يكون لها أي أثر في الميدان!

..لأنهم لا يرون الاستثمار خارج المحروقات، وأن المحروقات صار مردودها مسقفا، والمواليد الجدد ينغصون عليهم حياة البذخ والتبذير، فالأولى لهم أن يمنعوا النسل على العامة، حتى يتفرّدوا بالريع وحدهم، إذن، القرار لا يخلو من مصلحة، فالبقاء للأقوى على ما يبدو!

…هذه، بعض تعليقات القرّاء، على عمود “الإعدام لكلّ ولود ودود”، الذي تناول “قرار” وزارة الصحة والسكان، بمنع الحمل أو “قطع النسل” لتفادي قنبلة الانفجار الديمغرافي للجزائريين، والظاهر، أن تفاعل وردود هؤلاء وأولئك، مردّه إلى الرغبة السرية والعلنية، لكلّ جزائري “فحل” وكلّ جزائرية “فحلة”، في مواصلة “معركة” الولادات، اعتبارا أن رزق كلّ مولود جديد، مضمون ومحمي من عند الرزاق الكريم!

أحرجني أحد المواطنين البسطاء بسؤال لم أجد له إجابة مقنعة، فقال: لماذا يصرّ المزلوطون على عقلية “الأرنبة” في ولاداتهم؟ وبالمقابل لا يلد أغلب المحظوظين والميسورين والأثرياء سوى ابنين أو ثلاثة “في أسوأ الحالات”، وقد يتوقفون بأمر من الله عن “الولد الوحيد” أو “البنت الوحيدة”؟

تلعثمي وصمتي، دفع صاحبنا إلى الإجابة مكاني، وقد ابتسمت والتزمت الصمت لأسمع باهتمام ردوده: أقول لك أنا لماذا؟.. النوع الأول، ليس له ما يخاف عليه، فيترك أمره لخالق السموات والأرض، ويلد بدل الواحد عشرة، ومنهم يخرج بقدرة قادر وبركاته، الطبيب والمهندس والضابط والصحفي والطيار والأستاذ والإطار، وغيرهم، بينما يسكن النوع الثاني، الهلع، من “زوال الثروة والنفوذ”، فيحدّد نسله، ليرث في أغلب الحالات “الوريث” أو “وليّ العهد”، شركة أو مصنعا أو رصيدا بالملايير!

هذا هو الفرق، بين “المزلوط” الذي يحسبها بالخلف الصالح، و”المزهور” الذي يحسبها بالآلة الحاسبة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • علي لطرش

    سألني يوما شخص عن أحواله، فقلت له بخير، أما أنتم، نعلم أننا بخير ، و لكن الأمور في مجملها ليست على ما يرام، و لكن لو عرفنا السبب بطل العجب، فقلت لماذا ، أو ماذا ، حكاية ، يحكى أن، لكن السبب يقى على الدوم مبهم.