-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المهاجرون.. مصدر أمل!

المهاجرون.. مصدر أمل!
الأرشيف

مادامت البلاد لم تبدأ في التحول إلى قطب جاذب لأبنائها في الخارج، فإنها ستبقى بالضرورة مَرْكَزَ طردٍ لِمَن هم في الداخل. لن يُقنِعَ شبابنا اليوم بالبقاء في بلدهم وخِدمتها سوى أن يروا رأي العين أنها أصبحت تَستقطب مَنْ سبقهم للهجرة وتُوَفِّر لهم الامكانيات اللازمة للبقاء ولو لفترات محدودة…

هناك مشكلة كبيرة لدينا اليوم بهذا الصدد وينبغي التفرغ لبحثها ورصد كافة الوسائل لإيجاد حل لها إذا أردنا أن نُعيد بناء الأمل في قلوب ملايين من الشباب أصبحوا قاب قوسين أو أدنى من حالة اليأس وفقدان الثقة في إمكانية حدوث إصلاح حقيقي من شأنه أن يُصحِّحَ الأوضاع. ولا يوجد مؤشر أفضل على نجاحنا أو فشلنا في هذا المجال من طرح السؤال التالي: هل نحن قادرون على استقطاب كفاءاتنا المهاجرة وإدماجها ضمن مسار التنمية الوطنية تدريجيا أم لا؟

إذا ما استمر الجواب بالنفي، فإن كافة المزاعم بتوفير المحيط الملائم لأبنائنا للعمل والبقاء والعطاء في بلدهم تُصبح بلا معنى، ذلك أننا اليوم لم نعد نعيش في عالم أطرافه معزولة عن بعضها البعض، أو في دول مُغلَقَة لا يعلم مَن بداخلها ما يحدث بالخارج، بل في عالم كل المعلومات فيه متاحة، والمُهندس الجزائري أو الطبيب أو الأستاذ أو العامل اليدوي بالساعة أو اليوم يعرف بالضبط قيمة الجهد الذي يبذله وكيف يُقيَّم في أكثر من بلد وأي الحقوق يستفيد منها نظيره سواء في السكن أو الضمان الاجتماعي أو إعانات الدولة المختلفة، كما يعرف طبيعة حقوقه وواجباته ومدى الحرية التي يتمتع بها.. لم يعد هناك ما يُمكِن أن يُخفَى في هذا العالم المُتَّصل مباشرة ببعضه البعض.

لذا، فإنه لا بديل من العمل على أن نكون في مستوى التطورات الحاصلة عالميا أو سنندثر تماما كدولة ومجتمع، ناهيك عن أن يبقى لدينا ذلك الشعور بأننا نملك شخصية ومكانة بين الأمم.

إن شبابنا في الهجرة لم يتنكر أبدا يوما لبلده، ومازال في كل لحظة يحن للعودة إليه، بل ويُتابع ما يجري به أحيانا بالساعة والدقيقة، ويتحسر أنه مُنِع مَنعا من أن يخدم شعبه ووطنه ومواطنيه الذين يتألم لألمهم ولا يرضيه أن يبقوا على الحال التي هم عليها. وليس أمامنا سوى الاستثمار في هذا الحب منقطع النظير لهؤلاء الأبناء لبلدهم والذي وَقفتُ عليه بنفسي في أكثر من مناسبة ومع أكثر من  فرد، جميعهم يؤكدون أنهم اضطروا اضطرارا لترك بلدهم وهاجروا على مضض، ويتأسفون أنهم لا يرون في الأفق ما يشجعهم على العودة  للتوقف عن خدمة شعوب أخرى او اقتصاديات دول أخرى، وهم يُدركون حق الإدراك أن شعبهم بهم أولى…

مَن يستطيع تصحيح هذه المعادلة، ويغير سهم اتجاه الهجرة بصيغة أو بأخرى؟ الجواب على هذا السؤال هو مقياس ما إذا كُنَّا نسير باتجاه صناعة أمل جديد في هذه البلاد أم نعمل خلاف ذلك تماما…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    اللي راح و ولى واشمن بنة خلى

  • بلقاسم علالي

    الى الاستاذ سليم : اعلم انك صاحب فكر نير وقلم صائب ورؤية مستقبلية استشرافية لا تخيب ولكن كتاباتك تنقصها الجراة وتحليل الواقع كما تنظر اليه بحرية دون مراعاة لرضى احد او لجهة
    كتباتك يطغى عليها العموم كانك على الهامش ومثلك يجب ان يكون في قب لمعركة ب
    اين انت ااستاذ؟ انت ااكبر من مجرد عمود في جريدة
    يجب ان تدخل الاعلام بفكرك الاسللامي ومن يقف للزاوي وبوجدرة وغيرهم من الملاحدة والتغريبين ؟

  • Hamid

    Les Algériens àl'étranger sont une valeur sûrepour les pays qui les a accueillis. Dans mon cas je fais du 150% dans mon travail dans le milieu médical. Chaque jours je me pose la question pourquoi je ne le fais avec nos enfants malades en Algérie. !!!!!!!!!!

  • ابن الشهيد

    كان حلما وأندثر يادكتور ؟ رجال ما بعد الأستقلال كان لهم الأمل في بناء أمة وخاصة الدفعات الأولى التي أرسلوها للتكون في الخارج ،من بقي منهم في الخارج فاز فوزا عظيما ومن عاد الى البلد عاش يتيماومات فقيرا،مشكلتنا يادكتور يتحملها المرحوم عبد الرحمان فارس رحمه الله يوم سمح وأقنع لأقدام السوداء أن تستفتى في 1 جويلية 1962 ويبقون في الجزائر لبنائها ،هؤلاء مخططهم الأول محاربة المتعلمين بأن لا يكون لهم قرارا ولا دورا في الحياة ثانيا اخراج كل من يحمل شهادة باجباره على المغادرة بشتى الطرق ،حصار وابعاد كل من يملك درة من الوطنية ،خلق التفرقو وسياسة فرق تسد المستعملة خلال الأحتلال الأستعماري

  • الطيب ــ 2 ــ

    و التأسيس المشترك لشرعية جديدة شرعية العلم و الكفاءة ...الكفاءة في التفكير و الكفاءة في التسيير و الكفاءة في استعاب بعضنا لبعض و الكفاءة في مناقشة الآخر و مناقشة رأيه و احترامه و الحجة بالحجة في شفافية تامة أمام الأمة ...على الأقلية احترام أغلبية الأمة و نصرتها و على الأغلبية احترام الأقلية و حفظ حقوقها كاملة بما في ذلك مشاورتها في الكبيرة و الصغيرة ....هذه أحلامنا للنهوض بوطننا الغالي أما عن إضافة إخواننا في الغربة بكفاءاتهم في كل التخصصات فهي رأسمال جزائري نعتز به و لن تقوم لنا قائمة إلا به .

  • الطيب ــ 1 ــ

    بالأحلام الجميلة يا أستاذ نقول أنّ خللنا سياسي بالدرجة الأولى و علينا بالتحرر من عقلية التمسح بالشرعية الثورية و الاسترزاق منها لدرجة الميوعة التي نراها و شبعنا منها ..أمة الشهداء تلك أمة قامت بما كان يجب أن تقوم به و هنيئًا لها فما بال هؤلاء الذين يعيشون اليوم باسمها شكلاً و يعرضون عن مضمون رسالتها التي زينتها بدمائها الزكية ( الدراهم و الكراسي إيه و مضمون رسالتهم لا لا !!! )...الشهداء اشتروا الجزائر بدمائهم و منحوها للشعب الجزائري كله و لو كان لهم قصد غير هذا القصد ما وفقهم الله بنصره .علينا يا أستاذ التحرر من الأنا النتنة التي تنخر وطننا ثم القبول بالتصور المشترك الجماعي للحل دون إقصاء ..