-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الهروب إلى الأعلى

عمار يزلي
  • 2728
  • 0
الهروب إلى الأعلى

قلت في نفسي: “لماذا لم يعد الوزراء والرؤساء والملوك ينزلون ليعيشوا بين هموم الشعب الذي حولوه إلى “أشعب”، ولو ليوم واحد ليعرفوا أي شعب يحكمون! لماذا لا ينزلون يوما في السنة متنكّرين ليروا “الإضارات”، ويقفوا على معاناة الناس بين مكتب وبيرو، وبين مدير وموظف ما يسواش زيرو! السبب في رأيي أنهم لا يريدون أن يكسروا رؤوسهم المكسرة بهموم أخرى غير هموم الشعب! أمور يرونها أكبر وأضخم، ويرى فيها الشعب هروبا إلى الأعلى، بعدما انتهى عصر الهروب إلى الأمام!

وجدت نفسي أنا الرئيس، وقد قررت هذه المرة أن أتنكّر في لباس “عروبي” بلحية شهباء ورزة بيضاء وجلابة صوف بالية ونعالة بلاستيك قهوية! دخلت إحدى المراكز البلدية لأستخرج ريزيدانس!: المرة الأولى، قيل لي: رانا نخدموا، رانا نبنتروا، ماراكش تشوف؟ راك أعمى؟! راك شايف الغبرة وخلادار جدنا، ما تحسنوش العون؟! تركته وانتقلت إلى مركز آخر: هناك قيل لي: أرجع إلى حيث مقر سكناك بالحي الذي تسكن فيه! قلت لهم: راه مبلع، راهم يبنتروا! ردوا عليّ: يزعقوا عليك، غير باش ما يخدموش! نورمالمان..راهم حاللين.. روح عندهم، كل هاو والسيكتور نتاعه! قلت لهم: وعبد القادر، حتى هو عنده السيكتور نتاعه؟ وأنتم عندكم السيكتور نتاعكم؟ رد عليّ أحد منهم: الحاج، روح طنز على اللي قدك، رانا نقولوا لك، هذا مش السيكتور نتاعك.. هيا كملنا معك.. يالله جمع جلالبك! تركتهما ورحت للدائرة أشتكي: قال لي العساس: اليوم ما يستبقلوش، أرجع نهار الحد صباح، بصح الحد الجاي، حتى واحد ما يكون هنا، كاين ماتش! قلت له: باغي نشتكي برئيس البلدية لمن نروح؟ قال لي: هاهاهاها..روح عند بوتفليقة خير! يا والله الوالي وما يسلكهاش! تساعفني؟ روح أدي شمعة لسيدي الهواري واشتكي بالاك الولي هذا ينفع أما الوالي أو رئيس الدائرة، غير كونك هاني! ثم سألني: أنا غير “أجا دسيكيريتي” هنا، بصح باغي نعرف: علاش باغي تشتكي بالمير هئهئ؟ قلت له: ما بغاوش يخدمولي الريزيدانس! كل واحد يرميني لجهة! حسبوني كرة! قال لي: تساعفني؟ أنا نرسلك عند وحدة تقضي لك الغرض بصح راك عارف.. تتهلى فيها راها أختي، قل لها راني جاي من عند حميطوش! قلت له:  شحال نعطيها؟ دي ميل؟ (ضحك حتى قريب يموت): ديميل؟ كاران؟ هئهئ. أعطيها على الأقل ماية! هذه ريزيدانس مش شهادة ميلاد!

وأفيق: آآه! عليها ما يروحوش برجليهم، باش يشوفوا بعينيهم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!