-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

باطلٌ أريد به حق!

عمار يزلي
  • 1359
  • 3
باطلٌ أريد به حق!

ككل سنة ميلادية جديدة، تسارعت الأفواه والأجساد وحتى القلوب والعقول، مجذوبة بحبل من مسد اسمه شهوات الاحتفال بالعام المسيحي الجديد قبل ثلاثة أيام. طقس صار أكثر منه وثنيا صنميا تجاريا تربحيا مجونيا جنونيا أكثر ما يكون احتفالا بمناسبة دينية لم يبق فيها شيءٌ من الدين.
المصيبة أننا كمسلمين، صرنا نتبع كل ما هو قادمٌ من الشمال والغرب ونستهلك ونسرف فيها كإسرافهم هم أو ألعن، وكأنَّ السنة الميلادية سوقنا، رغم أنه لكل ملة ودين وأقوام سوقهم..
أعجبني مقالٌ لنصرانية عراقية بالمناسبة “إيزابيل بنيامين ماما آشوري”، يغني عن كل شطط وجدل.. أنقله إليكم كما جاء، والعبرة لمن اتقى من المسلمين ومن المسيحيين. إنها شهادة شاهدٍ من أهلها، لا يوافق الشاهد عليها ويشهد أن الاحتفالات برأس السنة بدعة مسيحية تحولت إلى بدعة لدى المسلمين ما أنزل الله بها من سلطان..
كتبت إيزابيل بنيامين ماما آشوري تقول:
“لا أدري لماذا يطلب بعض المسلمين من الله الرب أن يكون هذا العام عام فرح وسرور، يتبادلون فيه التهاني وينشدون الأمان؟!
أنتم أيها المسلمون تاريخكم هجري وليس ميلاديا، لماذا تتمنون على الله السلامة والأمان بهذا اليوم، الذي لا علاقة له بالله ولا بدينه؟! بل هو يوم وثني، من أعياد الأمم الوثنية التي يكثر فيها معصية الرب وسخطه، وارتكاب كل الفواحش والموبقات، والتحلل من كل القيم والأخلاق!
كيف يستجيب الرب لكم وهو غاضبٌ في مثل هذه الأيام، وما يُنفَق فيها من أموال على الحرام؟
مليارات الدولارات، فقط تُنفَق على الخمور، وما يصاحبها من مجون وفسق وتدهور أخلاقي مريع…
والإنجيل نفسه يشهد أن هذا اليوم هو عيدٌ وثني، يسجد فيه اليونانيون لإلههم (بعل)، وقد رفض يسوع أن يحتفل به.
ولكن الذي رسّخ هذا العيد هم أصحابُ الشركات والمصالح من البابوات، الذين يجْنون أموالاً طائلة خيالية، من بيع تماثيل يسوع، وتماثيل المغارة، وشجرة عيد الميلاد وأشياء الزينة، وكذلك شركات الخمور التي تبلغ مبيعاتُها في هذا الموسم الذي يمتد عدة أيام أكثر من ثمانية مليارات دولار في العالم.
هؤلاء هم الذين وراء ترسيخ هذه الجذور الوثنية في عقول الناس وإضفاء القُدسية عليها بالتعاون مع شركات الشر والرذيلة والبابوات الذين يُفتون بذلك، ولا يهمهم من أمر دينهم إلا امتلاء جيوبهم بالمال السحت.
أنا لا أحتفل ولا أفرح بأمثال هذه الخرافات التي تُغضب الرب، وربما ينزل العذاب والأمراض وتحلُّ الكوارث بسببها.
وليسأل أي مسلم أولاده عن تسلسل أسماء (الشهور الهجرية) المتعلقة بهجرة نبيِّهم التي ذكرها الرب في القرآن، هل يعرفونها؟
أليس إثم هؤلاء الأطفال يقع على أبويهم؟ ألم تكن الأشهر الهجرية هي التي أقرَّها المسلمون ابتداءً من الشهر الأول من السنة وهو شهر (محرم) اعتماداً على السنة القمرية، لقوله: “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً”، وقوله: “يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج”. والأهلّة هي بداية كل شهر بالهلال.
وبقي المسلمون يستخدمون هذا التاريخ إلى أن حل القرن الثامن عشر، وفي أواخره جلب الاستعمار معه التاريخ الميلادي وفرضه على بلاد المسلمين، فالاستعمار خرج كما يزعمون، ولكن المسلمين ما زالوا يتمسكون بمُخَلَّفاته.”
هكذا، جاء الكلام على لسان شاهدٍ نصراني، عرض القضية برمَّتها على أن الاحتفال برأس السنة الميلادية بدعة بابوية تجارية للتربُّح ترفضه كل الأديان السماوية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • bamour

    صدقت

  • نورالدين

    باطل اريد به باطل

  • مسلم و أفتخر

    قال رسول الله لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وفي لفط شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جُحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال: فمن .