-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بين الحاضر والماضي

بحث في فائدة مقابلة لا تنسى

الشروق
  • 890
  • 1
بحث في فائدة مقابلة لا تنسى
أرشيف

إلى غاية الجولة الثانية من دور المجموعات من مونديال روسيا، مازال عشاق كرة القدم يبحثون عن مباراة يتذكرونها كما كان يحدث في زمن الكرة الجميل، حيث السوسبانس والأهداف الكثيرة التي تسيل عرق المشاهد قبل اللاعبين على طريقة أفلام هتشكوك، ويمكنهم إعادة مشاهدتها مرات عديدة.
ولكن انتظارهم طال ولن يجدوا غير العودة إلى زمن مضى، كما كان الشأن في مونديال المكسيك 1970 في مباراة إيطاليا وألمانيا في الدور نصف النهائي في مقابلة بسبعة أهداف ووقت إضافي، ومشاهد درامية قاوم فيها اللاعبون في وقت إضافي رهيب سجل فيه خمسة أهداف في ظرف نصف ساعة، وشارك في المقابلة كبار العالم وأسماء خالدة من المنتخبين العملاقين، الذين تحدوا الرطوبة والحرارة ومحاولة أمريكا اللاتينية الفوز باللقب، وقدموا عرضا وصف بالأسطوري ومازال إلى حد الآن نموذجا من المباريات الخرافة التي لا تنسى.
كل الظروف كانت مواتية، ومنها عدد المتفرجين الذي بلغ 102 ألف متفرج، وتحكيم نمساوي جيد، وحضور كل كبار المنتخبين ومنهم الثنائي الإيطالي الرهيب ريفا وريفيرا وكبار ألمانيا من الحارس سيب مايير إلى المدافع بيكنباور وبخاصة المهاجم ميلر، كان البرازيل قد اقتطع تذكرة النهائي الأولى بثلاثية مقابل واحد في مرمى أوروغواي، وبصم بيلي على لقطة تاريخية، لم تتوج بهدف عندما ترك الكرة تمر أمامه وأوهم الحارس المنافس لاديسلاو بالمراوغة، ولكن كرة بيلي مرت جانبية وبقيت الأنظار تترقب ما سيقدمه الألمان والإيطاليون.
بادر بونيسينيا التهديف للإيطاليين في الدقيقة الثامنة، ووضع الألمان في مشكلة الجري من أجل هدف التعادل وتفننوا في إضاعة الأهداف حتى يئس الألمان، من تحقيق التعادل، ولكن آخر ثانية من المباراة حملت لهم البهجة بهدف من شينيلنجر توجت السيطرة الألمانية، وبقي أكثر من مائة ألف متسمّرين في مكانهم، ليشهدوا وقتا إضافيا سجل فيه الألمان في الدقيقة 94 هدفا من غيرد ميلر هداف الدورة، ولكن تارسيسيو بارنيش المدافع الإيطالي الذي لم يسبق له أن سجل في حياته هدفا مع الإيطاليين عدّل النتيجة، وأضاف زميله ريفيرا في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الأول هدفا ثالثا، ورجع الألمان إلى الكفاح من أجل التعديل، وتمكن ميلر في الدقيقة 110 من بلوغ المرمى، وبينما كان الألمان يفرحون والتلفزيون يقدم إعادة الهدف، تألق ريفيرا بهدف رابع بعد أن صار وحده في منطقة العمليات، وحمّل الألمان القيصر بيكنباور المسؤولية، بالرغم من أنه كان على التماس يتلقى الإسعافات حيث أصيب بكسر في الذراع ولكنه قرّر المواصلة بيد مربوطة، لأن مدرب ألمانيا هيلموت شون كان قد أجرى كل التغييرات. وفي اليوم الموالي لهذه المقابلة، تفننت الصحف العالمية في تسمية المباراة بين مقابلة القرن والتحفة، وعصارة لعبة كرة القدم، ومازلنا إلى غاية 2018 نمنّي النفس بمباراة مماثلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مجبر على التعليق - بعد القراءة

    أي فريق يلعب جماعيا تحصل الفرجة
    النجوم تفرق اكثر مما تجمع ............. نادرا ما تجمع