-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بل أحياءٌ يرزقون!

الشروق أونلاين
  • 5732
  • 3
بل أحياءٌ يرزقون!

الإرهاب الأسود الذي ضرب أكاديمية شرشال ليلة أول أمس، أثبت للجميع أنه إرهاب مُبصر جدا، وواعٍ بدمويته المفرطة، فهو اختار بعناية شيطانية وتخطيط تآمري، النواة الصلبة للتكوين العسكري بالجيش هدفاً، كما أنه يأتي ضمن سلسلة عمليات همجية، تم إحباط بعضها وتنفيذ أخرى خلال الشهرين الفارطين…

  • وهو لم يجد غير ليلة القدر، في العشر الأواخر من رمضان، كتوقيت يدلّ على إستقالة هذا النشاط الإجرامي من كل مضمون ديني، حاولت بعض قياداته في السابق الاستناد عليه زورا وبهتانا، أو اتكأت عليه مرجعيات مشبوهة، لشرعنة الحقد الأعمى وتبرير طوفان الكراهية الذي لا يتوقف.
  • أيّ مبرّر لهؤلاء من أجل ممارسة القتل في ليلة هي عند الله خير من ألف شهر؟ ألا يدل ذلك، على أن هؤلاء المحسوبين على البشر ظلما وعدوانا أسوأ من كل الشياطين المصفّدة في الشهر الكريم، وأن استعمال بعض المراهقين المترددين، أو تجنيدهم للقيام بمثل هذه العمليات العدوانية ضد جميع فئات الشعب، يعدّ آخر سبل التواجد على قوائم القتلة والسفاحين والمجرمين العالميين والانتحاريين؟!
  • عملية شرشال تدلّ كذلك، على أن الجماعات الإرهابية الناشطة، تبحث عن إيقاظ خلاياها النائمة مجدّدا، لاستعادة مواقعها إعلاميا عبر مزيد من العمليات الاستعراضية، وهي تفتش عن موطئ قدم دولي في خضم التحولات الخطيرة التي تقع بالمنطقة، والتي جعلت الارتدادات السريعة تظهر بشكل واضح على الوضع الأمني بالجزائر.
  • مفعول الصدمة وقع، وخصوصا أن العملية الجبانة استهدفت ضباطا من خيرة شباب الجزائر، لكنها صدمة توّحِد ولا تفرق، وتزيد معركة مكافحة الإرهاب قوة وصلابة، ثم أنها وعلى عكس نيّة فاعليها، تحيي الموتى ولا تقتلهم، أليس الشهداء عند ربهم أحياء يرزقون.. أليست أرواح هؤلاء الذين استشهدوا ساعة الإفطار بشرشال، ومثلما يخبرنا ديننا الحنيف، في حواصل طيور خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة تحت العرش.
  • ألم توقظ العملية وعي الشعب بأن معركة الإرهاب لم تنته بعد، ولابد من ملاحقة من فجّر هذا الحقد الأسود في أجساد شبابنا، جاعلا من سيرة الجزائر مرتبطة في الإعلام بالموت والدمار والتقتيل المجاني.
  • نقول لمن خطط ودبر ونفذ مثل هذه العملية: لقد نجحتم فعلا، وعليكم أن تسعدوا كثيرا بمثل هذا الإنجاز الدموي الفاخر. نجحتم في تحطيم قلوب الأمهات، وفي كسر ظهر الآباء، نجحتم في تيتيم عشرات الأطفال قبل العيد، وترميل مزيد من النساء، نجحتم في جعل الدم عنوانا جديدا للصحف ونشرات الأخبار، ومادة دسمة للمحللين وأشباه المنظرين، وجيوش التقنيين.. نجحتم في العودة لواجهة الوجع الوطني، وتصدّر الألم القومي المشترك، وفي فتح النار على ملايين الجزائريين بلا سبب، نجحتم، لكنه نجاح ملوّث بالدم، منبوذ في كل الشرائع والأديان، مدان من جميع القلوب والضمائر، متابع حتى يوم الحساب العسير، بدعاء الثكالى واليتامى والأبرياء.   
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • بدون اسم

    لا حول و لا قوة الا بالله

  • هشام

    صدقت يا اخي بن عمار قولك في هؤلاء المجرمين، لا مبدا لهم و لا دين، فاخواننا المرابطون من الجيش الوطني و الدرك و الامن الوطني و الحماية و الجمارك، هم دائما متيقضون للسفاح الخونة، و هم لهم بالمرصاد الى ان يمحوا هؤلاء السفلة نهائيا من الجذور المتكدسة في قعر المحيط المملوءة بالحقد و السموم، فلتحيا الجزائر الى الابد امنة مستقرة بالرغم من كل الحاولات الجبانة الفاشلة،وان شاءالله لن يصلوا الى مبتغاهم،ام شهدائنا اذا لم يحيوا في الدنيا اكيد سوف يحيوا في الجنة عند ربهم يرزقون....حسبنا الله و نعم الوكيل....

  • حياة

    حسبنا الله و نعم الوكيل