-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بين الأمس واليوم

عمار يزلي
  • 2648
  • 2
بين الأمس واليوم

52 سنة على الاستقلال، بدت لي”غير البارح”: “ذكرتني بأغنية الراحل ڤروابي”البارح وأنا في عمري 20″! فقلت في نفسي: من كان عمره عشرون يوم الاستقلال، هو بالتأكيد اليوم عمره 72 سنة! وهذا يعني أن من عمره 20، هو من عليه اليوم أن يكون”مستقلا” أي في الحكم، وليس من عمره 72! جيل الثورة كان جيل العشرين وأقل، فلماذا يبقى نظام ما بعد الاستقلال يمشي بنفس العجلات القديمة رغم أننا نملك محركات وديزاين جديد، وقوة أحصنة تتماشى والمرحلة؟

 لهذا نمت وأنا صائم لأجد نفسي”فائق وأنا فاطر”! وجدت نفسي قبيل 62 وعمري 72  سنة! وأنا أقول لهؤلاء الشباب الثوري الذي ترك الجامعات وصعد للجبال وهؤلاء الفلاحين والعمال والفتيات والشباب بدون عمل: “ياواش راكم باغيين تخرجوا مولاتنا فرنسا من هذا البلاد؟. شكون اللي رباكم وشكون اللي قراكم وشكون اللي بنى وعلًى…ياوحد المهابيل! روحوا وليوا لدياركم..!” كنت أعرف أن رأسي قد يقطع ذات ليلة، ولكني كنت أعتقد كل الاعتقاد أن فرنسا لا يمكن أن ترحل لأن خلفها 132 سنة من القوة ومن العمل والتضحيات لكي تبني هذا البلد الذي كان متوحشا وخرابا، لم أكن وحدي، كنا جيلا بكامله نفكر بهذه الطريقة! أبناؤنا الشباب المتهورون هم من “نوضوا علينا الحايحاية وداروا الفوضى”..وإلا لكنا بخير والحمد لله على نعمة فرنسا، كنا نقول لهم ولأبنائنا المغرر بهم: عليكم احترام النظام والقانون، لا تخرجوا عن قانون الدولة والديمقراطية والحريات العامة التي منحت لكم من طرف فرنسا، ديغول سوف يعطيكم مزيدا من الحريات والمكاسب! ثم، واش يخصكم، راكم تاكلوا، راكم تشربوا، راكم تروحوا لبيت الماء..واش باغيين تزيدوا أكثر من هذا؟ باغيين تطيروا؟، كان أبناؤنا وأحفادنا يسخرون منا ولا يبالون بنا! البعض وصل إلى حد أنه قتل أباه لأجل هذا الكلام، البعض منا باع أبناءه لفرنسا، نعم ضحى الكثيرون منا بأبنائهم وباعوهم للعسكر الفرنسي حتى لا تستقل الجزائر، دافعنا عن الراية الفرنسية بكل حزم وقوة، لأن مصلحتنا كانت مرتبطة بوجود فرنسا في هذا البلد، هكذا كنا جيلا قديما ندافع عن القديم، كما اليوم الجيل القديم يدافع عن القدم، فيما الجيل الشاب، يحلم بجيل استقلال جديد.

عندما أفقت، كان الآذان يقول”الله أكبر”، لم أعرف أين أنا، فقلت في نفسي: شكون هذا المصيبة اللي عاااود أعلنوا الجهاد؟ خلينا مع فرنسا رانا غاية هكذا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Abdellah France

    Bravo toujours en formeيعطيك الصحة

  • اسحاق

    ربى يرحم جميع الشهداء ماتو من اجلنا يا للعار والحشمة عندما نسمع اختلاسات ورشاوى ومعارف و عمليات الاغتصاب ضد الاطفال والفتيات و سقى المحاصيل الزراعية بالمياه الملوثة كل هذه الاشياء الشنيعة تجعلنى اخجل من عزيزا مقتدر ومن شهداء الثورة. ربى يرحمهم