-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

…تستهلوا!

جمال لعلامي
  • 1220
  • 2
…تستهلوا!
ح.م
وزير الصحة مختار حسبلاوي

يحقّ لنا الآن أن نقتحم “سيرك عمّار” وحدائق الحيوانات وزيارة الغابات التي تأوي الوحوش المفترسة، فهي كلها “أليفة” و”صديقة” ولا خوف منها ولا هم يحزنون، بل هي التي يجب أن تخافنا نحن معشر البشر من الجزائريين، فقد تورطت أستاذة رحمة الله عليها في “إيذاء” عقرب، قبل أن تلجأ هذه الأخيرة إلى لدغها وقتلها تحت تأثير الاستفزاز والترويع!

لا تخافوا، فوزير الصحة، أصدر “فتواه” في علم الحيوانات، وقال بالفمّ المليان، أن الحيوان لا يؤذي الإنسان ولا يضرّه إلاّ إذا شعر بالخطر، وهو ما فهم منه أن “البروفيسور” يتهم الضحية بإيذاء العقرب، وبالتالي فإن التهمة موجهة أيضا إلى نحو 50 ألف ضحية للدغات العقارب!

حتى وإن تراجع “صاحب المعالي” واعتذر، في تصريحات إعلامية معزولة، فإن المثل يقول “الكلام الأوّل ما يتحوّل”، والدليل ليس “ألولو” مثلما ورد في مشاهد “شاهد ما شافش حاجة”، ولكن الدليل هو شريط فيديو موثق بالصوت والصورة، لا يختلف كثيرا عن الفيديو الذي أطاح بوالي البليدة، ومع ذلك، فإن الوزير “يمسح الموس” في الإعلام ويقول بأن كلامه تعرّض للتأويل!

لا تخافوا، أيها الخوافون، فالنمور والأسود والفيلة والتماسيح والعقارب وحوت القرش، وحتى الديناصورات، لن تقتلكم إلا إذا اعتديتم أنتم عليها، فهي مسالمة و”حشيشة طالبة معيشة”، ولا داعي للافتراء عليها، وبطبيعة الحال إذا شعرت بالخطر، فمن الطبيعي أن تقضي عليكم، أو تحاول.. “تستهلوا”!

تصريح وزير الصحة، يبقى عجيبا وغريبا، طالما أنه يُحاول تغيير نظام الكون، وتحويل أدوار الكائنات والمخلوقات، فتبعا لهذا الاختراع الجديد، لا تتعجّبوا لو سمعتم مثلا بأن سائحا “أكل” تمساحا في مستنقع بأدغال أفريقيا، أو أن تائها قتل دبّا في القطب المتجمّد، أو أن صيّادا التهم قرشا وسط البحار!

إنها الطامة الكبرى، عندما يصبح الإنسان “خطرا” على الحيوان، ويا ريت كان حيوانا أليفا وليس متوحّشا، فهناك شيء ما ليس على ما يرام، أو أن المفاهيم انقلبت رأسا على عقب، وفي كل الحالات، فإن تصريح وزير الصحة، ليس سوى شجرة تغطي غابة الأخطاء المتكرّرة، المتوالية على ألسنة مسؤولين لا يعرفون ما يقولونه فيثيرون الزوابع ورياح السيروكو!

على الكثير من الوزراء والولاة والأميار وصغار المسؤولين وكبارهم، وكذا النواب ورؤساء الأحزاب، أن يحسبوا جيدا لكلامهم، قبل إطلاقه، حتى لا ينقلب السحر على الساحر، ولا تتحوّل بعض تصريحاتهم وخرجاتهم، عفوية كانت أم استعراضية، إلى عود كبريت يشعل نار الغضب والاحتجاج، لتنتهي القصة، أو تبدأ بإقالتهم، بتهمة تهديد النظام العام!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • TOUFIK

    افهم ما بين السطور قبل ان تعلق.

  • مصطفى

    لا تقل أن صيّادا التهم قرشا وسط البحار، ولكن قل أن حراقا استفز قرشا في البحر مما دفع الأخير للدفاع عن نفسه فالتهم الحراق