-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ثقافة.. “احترام الإنسان”

حسن خليفة
  • 122
  • 0
ثقافة.. “احترام الإنسان”
ح.م

لا تخطئ عين أي واحد منّا لإدارة أو مؤسسة لقضاء مصلحة، أو حتى بمرور عابر عليها، لا تخطئ في التقاط مشاهد “مؤذية” تُسقط الاحترام وتملأ القلب غمّا وهمّا بخصوص ما يحدث في المؤسسات والهيئات والإدارات. ولنعط أمثلة على ذلك: (إدارات البريد، البلديات، الولايات، المستشفيات، البنوك، المديريات المختلفة الخ ). لا يمكن استيعاب ذلك الأداء الرديء الذي يؤدي به العاملون والعاملات أعمالهم اليومية، ولا يمكن فهم تلك الأساليب القبيحة في معاملة المواطنين والمواطنات بذلك القدر الكبير من الاستهتار وعدم المبالاة.

لست أشك في أن كل واحد منا له قصة في هذا السياق، تبدأ بتسجيل البطء الشديد في تصريف الأمور من أولئك العاملين والعاملات (الأكثرية منهم على الأقل)، مرورا بطقوس الكسل والإهمال، وعدم الإحساس بالناس وخدمة الأصدقاء والأقارب وتقديمهم على غيرهم….وللعلم كثيرا ما تنتهي الأمور بـشجار وتشنجع و”عياط” وفوضى …وقد يمعن العامل أو العاملة في السلوك الخاطئ فيقسم أنه لن يقدم تلك الخدمة لذلك المواطن.(ة).

إن الشعور بالقهر والعجز والغضب ومشاعر أخرى سلبية كثيرة لا يمكن تجنّبها، تنمو في نفس كل من “وقع ” في مطب الإدارة. ولا يمكن أيضا تجنّب الانفعالات الحادة والتعبير عن الحال (الوضع) بالتأسف حينا، والسباب والشتم حينا، وربما وصل الأمر إلى إدانة الوضع برمته بالقول على نحو لطيف “أين الدولة “؟ وربما بإقرار حاد واستنكار “ما عند ناش دولة “. !!

إن الواجب الأخلاقي يقتضي الإشارة إلى هذا الخلل الكبير البادي في إداراتنا؛ حيث يعاني الناس أشد من التراخي المفرط للموظفين، والإهمال القبيح، وعدم الانضباط، وسوء المعاملة (ولو بالسلوك السلبي”الصماتة)، فضلا عن التأخر في أداء المهام ..وهو ما يدعونا إلى التساؤل هنا:

* هل المسؤولون على علم حقيقة بما يجري في مصالحهم وإداراتهم؟

* هل يعلمون مدى الإحباط الذي تنشره تلك التصرّفات في نفوس الناس والتي تؤثر على نفسياتهم ووضعهم العام؟

* هل لدينا جهات وأجهزة تعمل على رصد تلك التصرّفات المشينة وتحليلها والعمل بجدية على محاربتها بكل الوسائل؟

* هل لدينا ما يمكن أن يردع هذا النوع من الموظفين والموظفات ممن أوغلوا في “التهوّر” والإسفاف في المعاملة الخاطئة والتعامل الازدرائي للناس؟

* هل نعلم مدى التأثير السلبي لكل ذلك؟ وهل نعلم ما يشيعه في المجتمع من روح العدوانية والعنف والسلوكات غير المنضبطة وردود الأفعال الحادة؟

* هل نجهل إلى هذا الحد أهمية أن يتسلح الموظفون بالحد المطلوب من ثقافة الاحترام وحسن التواصل مع المواطنين، وأن تعمل مختلف الإدارات والمؤسسات على تكوينهم في هذا الباب، بل وتدريبهم أحسن التدريب ليكونوا واجهة مؤسساتهم الجميلة والمحبوبة؟

إنني أدعو بصراحة وزارات مثل الداخلية والبريد والمالية والتجارة إلى الاجتهاد الجاد في وضع خطط وبرامج عمل لإعادة “رسلكة” موظفيهم وتأهيلهم بالحد الأوسط من المعطيات والمعارف ومبادئ التواصل الإنساني الجاذب، مع الأخذ في الحسبان للجوانب القانونية التي تردع وتعاقب من أساء.

إن الدولة تبدأ من هنا… وهيبتها تصنعها الإدارة الجيدة والجودة في الإدارة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!