-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دافعها الميراث و"الشرف" والحقد..

جرائم نائمة أحياها الضمير وكشفها الطب الشرعي!

وهيبة سليماني
  • 7148
  • 6
جرائم نائمة أحياها الضمير وكشفها الطب الشرعي!
ح.م

كثيرا ما تتلقى مصالح الأمن شكاوى تتقدم بها عائلات جزائرية تفيد بأن أحد أفرادها اختفى.. فتيات، أطفال ومسنون وشباب، طال غيابهم من المنزل، وعثر على جثثهم في ما بعد مرمية أو مخفية في مكان ما بعد قتلهم.. لكن المفاجأ تأتي عندما يكشف التحقيق أن العائلة التي سارعت قلقة وحزينة على اختفاء فرد من أفرادها، هي التي قتلته أو تسترت على قاتله!..

جرائم قتل بشعة انتشرت مؤخرا في الوسط العائلي، ومنها ما حاول مرتكبوها طمس معالم فعلتهم الشنيعة وإخفاء الجثة بالحرق أو الدفن أو رميها بعيدا عن مقر السكن، إلا أن التحقيق ورغم العراقيل والصعوبة في تحديد الجاني، كشف وبمساعدة الطب الشرعي، عن تفاصيل قضايا قتل طمست لسنوات تعدت الـ20 سنة.

15 جريمة قتل معقدة في العاصمة تمت داخل الوسط العائلي

أكد رئيس الأكاديمية الجزائرية للطب الشرعي، البروفسور رشيد بلحاج، أن أغرب جرائم القتل ارتكبت مؤخرا في حق البنات والأطفال وكبار السن، ومرتكبها أحد أفراد العائلة، موضحا أنه في الكثير من الأحيان تتواطأ العائلة كلها لقتل أحد أفرادها، ما يصعب على الطب الشرعي والمحققين تحديد الجاني.

وقال بلحاج إن شابة عثر عليها مؤخرا مرمية على قارعة الطريق في ناحية من نواحي العاصمة، وتبين للطب الشرعي أنها قتلت، كانت عائلتها قد بلغت الشرطة عن اختفائها.

لكن تشريح الجثة حدد الوقت الذي كانت فيه الضحية في بيت عائلتها ومن خلال العمل المتكامل مع الضبطية القضائية، توصل التحقيق إلى أنها قتلت وسط عائلتها، ومن طرف أحد أفراد العائلة تسترا على قضية شرف.

وكشف البروفسور رشيد بلحاج، عن تشريحه 15 جثة ما بين 2017 و2018 لضحايا جريمة قتل في الوسط العائلي من بينهم أطفال ومراهقات، وقال بلحاج إن الوسائل الحديثة والتقنيات الرقمية التي تستعملها الضبطية القضائية، سهلت عمل الطب الشرعي الذي يعتبر حلقة هامة في التحقيق.

جرائم نائمة أحياها الضمير وأكدها الطب الشرعي

وتطرق رئيس مصلحة الطب الشرعي لمستشفى مصطفى، البروفسور رشيد بلحاج، في تصريحه إلى “الشروق”، إلى جرائم قديمة ارتكبت في الوسط العائلي، ولكن الزمن كشف عنها، وأكدها التشريح بعد استخراج الجثة من القبر بعد مرور ربع قرن أحيانا.

وأكد استخراج 20 جثة منذ 2010، لإعادة تشريحها حيث تبين الكثير من الجثث أن أصحابها قتلوا بالخنق، أو بالضرب والجرح، وأشار بلحاج إلى قضية وقعت في برج البحري شرق العاصمة سنة 2007 متعلقة باستخراج جثة رجل مر على دفنه 15 سنة وهذا بعد تصريحات أدلى بها شاب مراهق يتعاطى المخدرات إلى مصالح الدرك تفيد بأن والدته قتلت أباه ودفنته رفقة عشيقها في محيط البيت، حيث أشرف هو على تشريح الجثة.

وكشف البروفسور رشيد بلحاج عن قضية أخرى لعجوز تقدمت إلى مصالح الأمن بعد أن أنبها ضميرها، واعترفت بقتل زوجها خنقا بالوسادة بعد أن مضى على دفنه 25 سنة، الأمر حسب ذات المتحدث أدى إلى استخراج الجثة من مقبرة القطار بباب الوادي. ولكن حسب بلحاج فإن الجثة تحللت ولم يستطع التشريح إثبات أن الضحية مات بالخنق.

الميراث والشرف والحقد.. ثلاثية وراء جرائم القتل في العائلة

في السياق، أكد الدكتور عبد الكريم عثماني، خبير الطب الشرعي وأستاذ بجامعة قسنطينة في الأدلة الجنائية، أن الجريمة في الوسط العائلي تعتبر من أصعب الجرائم التي يواجهها الطب الشرعي والتحقيق الأمني، بالنظر إلى طبيعتها ونوعها، وقال إنها تتعلق في الغالب بالشرف حيث إن الكثير من الفنيات وحتى النساء قتلن بعد وقوعهن في حمل غير شرعي أو علاقة غير شرعية. كما أنه- بحسبه- أصبحت قضايا الميراث في العائلة وراء عشرات القضايا المتعلقة بالقتل العمدي، إضافة إلى الصراعات والخلافات بين الأزواج والحقد بين أفراد الأسرة الواحدة والأقارب.

وهذا ما أكده البروفسور رشيد بلحاج، الذي اعتبر أن الجرائم الجديدة المتعلقة بالجريمة الجنسية والمخدرات والأموال والميراث ساهمت في انتشار جريمة القتل في الوسط العائلي، ولكن حسبه ورغم محاولة أفرادها طمس الجريمة فإن الوسائل الرقمية ونوع الغذاء واللباس والجروح المتعلقة بالجثة تكشف أوقات وجود الضحية في المنزل العائلي قبل قتله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • نجمة قطبية

    أي شرف بقي لمن يقتل امرأة بحجة غسل العار ؟هل هناك عار أكبر من ازهاق الروح و سفك الدماء ؟
    المجرمين القتلة عديمي الشرف يقتلون شقيقاتهم و بناتهم بحجة غسل العار و هم بلا أخلاق و لا شرف و لا رجولة و لا شهامة و لا ظمير و لا وازع و لا رادع و العجيب أنهم يحسبون أنفسهم رجالا رغم أنه لا علاقة لهم بالرجولة و النخوة و الشرف...محقورتي يا جاراتي..اخس عليكم يا عديمي الظمير..
    لماذا لا ترتكبون جرائم الشرف لتغسلوا عار أشباه الرجال الذين يغررون بالفتيات و ينتهكون أعراض النساء ؟

  • قانون الغاب

    ( أن أغرب جرائم القتل ارتكبت مؤخرا في حق البنات والأطفال وكبار السن، ومرتكبها أحد أفراد العائلة، موضحا أنه في الكثير من الأحيان تتواطأ العائلة كلها لقتل أحد أفرادها ) !!!
    تعقيب :
    هذه ليست عائلة بل غابة تسير على مبدأ قانون الغاب : البقاء للأقوى !!!
    انها حاسة الافتراس و قانون الغاب و الاستقواء على الضعفاء المرأة و الطفل و المسنين..
    يا عيب الشوم عليكم يا تماسيح و ديناصورات الجزائر

  • LOGIQUE

    شكرا يا بروفسور رشيد بلحاج على هذه الايضاحات التي زادتني المزيد من المعلومات التي كنت صراحة لا اعرفها -

  • +++++++

    بخصوص جرائم القتل المتعلق بالميراث .. من تسول له نفسه شرّا يكفي أن يتذكر قصة السيدة حمزة العالية رحمها الله التي ماتت مسمومة حيث قتلها بعض قرابتها بوضع السم لها في الطعام بعدما دعوها إلى وليمة من أجل وراثة أموالها الطائلة (ما أقبحهم من مخلوقات) .. لقد تم تسميمها و موتها سنة 1932 .. يعني أن الذين أجرموا في حقها بقتلها لا أحد منهم اليوم هو حي .. و ما كسبوه من مال آنذاك سواءا أكلوه أو استثمروا فيه و طوّروه أكيد أنهم لم يأخذوا منه شيئا إلى قبورهم بل تركوه لمن خلفهم .. لمّا تعمى الأبصار فإنه لا حد لقبائح الأفعال، و بئس المصير.

  • وسيم

    انزعوا كلمة شرف من الجرائم الهمجية البشعة التي ترتكب في حق فتيات ونساء لا لشيئ سوى لانها أحبت شخص، في مجتمع مريض معظم افراده يعتبرون الحب بشع والكره عادي، لهذا أصبحت الكراهية تنتشر والقبح ينتشر والأوساخ تنتشر، وهذا انعكاس للأوساخ الداخلية لمعظم الأشخاص، كنت أضن ان الجرائم الهمجية هذه ضد المرأة تكثر في دول المشرق فقط لكنها موجودة عندنا للأسف، يجب الاقتداء بجيراننا في تونس لتحقيق المساوات الكاملة بين الجنسين وحماية حرية المرأة وحمايتها من كل اشكال الاستغلال والاضطهاد العائلي قبل الاجتماعي، يجب معاقبة هؤلاء الهمج بيد من حديد حتى يكونون عبرة لأمثالهم ممن يشبهون رجل الكهوف

  • MANSOUR

    HADHA ELKALEM KOULOUHOU SAHIH WA MA KHAFIYA A3DHAM
    ET LA QUESTION QU'ON DOIT SE POSER est la suivante :
    Est-ce que nous sommes toujours Musulmans
    HEL NAHNOU DA'IMEN MOUSLIMOUN AW HAL LANAZAAL DA'IMEN MOUSLIMIN....???Je souhaite que Le Bon Dieu nous considère toujours comme étant Musulmans
    A BON ENTENDEUR SALUT