-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى لا نتحوّل إلى أمة كرة

الشروق أونلاين
  • 3399
  • 0
حتى لا نتحوّل إلى أمة كرة

اهتمام الجزائريين بمنافسة كأس أمم إفريقيا في كرة اليد من المفروض أن يكون بداية للاهتمام بكل الرياضات وبكل المجالات الحياتية التي تشارك فيها الجزائر في المناسبات الإقليمية والعالمية..

 والذين انتقدوا اهتمام الجزائريين بتأهل المنتخب الوطني لكرة القدم لكأس العالم، وأيضا الذين انتقدوا اهتمام “الشروق اليومي” بمنتخب الكرة وتخصيص عدة صفحات لنجومه سيثلج بالتأكيد صدورهم أن تولّى الوجوه إلى جهة غير كروية.. فالشروق اليومي التي منحت لمنتخبنا الكروي فسحة من الإعانة المادية والإشهارية والإعلامية نظير تشريفه للجزائر، هي ذاتها التي منحت ذات الاهتمام لمنتخب كرة اليد وتمنح مساحة من صفحاتها لطلبة البكالوريا ولكل المتفوقين في الجزائر على أمل أن نضع قدمنا لأجل تقاليد جديدة نتحدى فيها جميعا حول من يمكّن للجزائر الخروج من الركود الذي عرفته في السنوات الأخيرة في شتى المجالات. 

قد تكون مصر دون أن تعلم جمعتنا عندما أعلنت عبر مثقفيها ورياضييها وساستها وإعلامها حربا من دون مبرر على الجزائر، ولكننا في المقابل لا مفر لنا من أن نصنع من أزماتنا محطة انطلاق، لأن الجزائر التي أنجبت البشير الإبراهيمي ومالك بن نبي والشيخ بن باديس وأحمد حماني من العار أن تستورد الفتوى الآن جاهزة من شيوخ وشباب لا يعرفون عن الجزائر سوى الاسم، والجزائر التي أنجبت مفدي زكرياء ومالك حداد ومحمد ديب من العار أن لا تمتلك فضائية ثقافية وأن تغرق مبدعيها في فتات بل تفاهات الآخرين.. ولأن الجزائر أيضا هي ملكة الرياضة العربية بكل أنواعها وكثيرا ما حملت لوحدها مشعل التألق والتحدي في مختلف البطولات العالمية الكبرى ومنها بالخصوص الألعاب الاولمبية فكانت تنجح ويفشل الآخرون، ومن غير المنطقي الآن أن لا تعود تدريجيا إلى مكانها الأصلي.. وكما ابتهج الجزائريون بتألق منتخبهم الكروي هاهم الآن يتابعون باهتمام كبير منافسة كأس أمم إفريقيا لكرة اليد، وسيتابعون كل الرياضات في المستقبل القريب حتى تنسي الجزائر العالم في حقبة الدم ويصبح اسمها مقترنا بالتألق.

ولن نكشف سرا إذا قلنا أنه لأول مرة في تاريخ الجزائر ترسل صحف مستقلة مبعوثيها لتغطية حدث رياضي غير كروي، ولأول مرة أيضا تساهم جريدة مستقلة ومؤسسات خاصة لأجل إنجاح رياضيين غير كرويين، وهو تقليد نتمنى أن يكون “الديكليك” الذي يغير صورة الجزائر العائدة بقوة دون مساعدة من الذين فرحوا بعشريتها السوداء والأصدقاء المزيفين الذين من طيبتنا تصوروا أنهم هم الذين قالوا لنا “كونوا فكنا”..

مناظر لا تتفاجؤوا إن عشتموها في الأيام القادمة، وهو خروج الناس للاحتفال في حالة تحقيق إنجاز كبير في كرة اليد أو في رياضة أخرى.. فالجزائريون يرفضون أن يكونوا أمة كرة القدم فحسب، وإنما أمة إنجازات وأفراح، فقد عقدوا العزم أن تحيا الجزائر.. فاشهدوا! 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!