-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتى لا ييأس الصبر في غرداية

محمد سليم قلالة
  • 3930
  • 11
حتى لا ييأس الصبر في غرداية

إيجاد حل سريع للوضع في غرداية ينبغي أن يحظى بالأولوية هذه الأيام، ليس من منظور سياسي أو منظور أمني كما قد يعتقد البعض، إنما من منظور مساحة الأمل. لقد أحسست بما لا يدع مجالا للشك أن اليأس بدأ يسجل نقاطا على حساب الأمل في نفوس الناس، بعد أن كان الأمل دائما متقدما نتيجة حكمة البعض وتعقل البعض الآخر وصبر طرف ثالث. أما وقد أصبح سكان غرداية يتكلمون عن يأس الصبر، ونفاذ الصبر، فذلك مؤشر خطير ينبغي التعامل معه بكل جدية ومن غير تأخير.. ذلك أن المعادلة إذا اختلت ـ لا قدر الله ـ باتجاه غلبة اليأس على الأمل، فإن إعادة تصحيحها يُصبح من أصعب الأمور، لأن ذلك سيعني أننا جميعا كجزائريين قد عجزنا أمام التعامل مع المستقبل في هذا الجانب بالذات، ولا يمكننا أن نستثني أي طرف على حساب الآخر رغم الاختلاف في درجة المسؤوليات.

والأكثر خطورة أن يتحول هذا العجز أمام المستقبل إلى قطاعات أخرى ومشكلات أخرى ومناطق أخرى، عندها سنكون أمام  تعميم أسلوب التعامل مع الأحداث في غرداية كأنموذج إلى كل الوطن، وذلك خط أحمر ينبغي ألا نعبره. ممن يتهاونون في إيجاد الحلول، لأنه سيكون سابقة سيئة للتعامل مع مشكلات شبيهة قد تحدث هنا وهناك، خاصة فيما تعلق بالمراهنة على عامل الزمن بطريقة خاطئة لحل المشكلات.

لقد أقرّ كل المتعاطين في مجال إدارة الأزمات بالطرق العلمية والموضوعية  أن درجة عودة الاستقرار لمنطقة ما أو لبلد إنما هي مرتبطة بمدى قدرة قيادة هذه المنطقة أو هذا البلد على التكيف مع المعطيات في الزمن الملائم فيما يعرف بميكانزم التكيف. فإذا كان ميكانزم التكيف ضعيفا، ويتم خارج الزمن المحدد تتفاقم الأزمة ويتفاقم عدم الاستقرار الذي قد يصل إلى الانهيار والعكس صحيح. وعليه فإنه ليس أمامنا سوى أن نشير إلى أن ميكانزم التكيف لدى السلطات العمومية فيما يخص غرداية هو في أضعف حاله، كما أن متغير الزمن يبدو أنه غير مأخوذ بعين الاعتبار بالجدية الكافية أو يتم التعامل معه على أساس أنه يعمل لصالح الأمل وليس اليأس، وهو ما يخالف الواقع تماما.

لقد كانت لي قراءة أولية في الخطاب الصادر في المدة الأخيرة من أعيان وإطارات وجامعيين وشباب من أبناء المنطقة، ولاحظت بما لا يدع مجالا للشك أن الصبر قد بدأ ييأس من الصبر.. على حد قول أحد الأعيان.. فلا تدعو ذلك يحدث وغلبوا كفة الأمل قبل فوات الأوان…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • حمورابي بوسعادة

    قرب المنطقة من بؤرة التوتر في ليبيا قد يخلق للجزائر مشكلة إن لم نقل مشاكل ...المشكل في غار الداية صار يتطلب الحل باي طريقة متوفرة والله المستعان.

  • عبير

    وعلاش في نظرك أن الميزابي المضرور الوحيد ،لا الازمة هاذي كل غرداية تضررت منها.

  • ياسين

    صدقت أستاذ حقا لم يعد الأمل معروف لدى سكان غرداية وخاصة المتضررين وكان فيه بصيص أمل في الأونة الأخيرة لكن اختفى بعد مقتل الشاب عوف في أول يوم من رمضان وما زاد من حدة الألم حين يتدخل المسؤول الأول للبلاد صاحب الفخامة ويطلب من مدرب المنتخب الوطني لمواصلة تدريب الخضر مع استقباله في مقر الرئاسة ،ويا آسفى على من كان مسؤول على شعب مسته فتنة ولم نرى بصمته ولم نسمع صوته منددا ولا مخاطبا ولم يستقبل عقلاء الطائفتين لايجاد الحلول وايقاف النزيف وأي أمل ترى سنجده بعد الآن ولكن يقيننا وأملنا كبير في ربنا

  • بدون اسم

    غرداية تحولت الى مناطق نفوذ لا تمر بجهتي ولا امر من طريقك والأمن اكتفى بتسيير دوريات في الطريق لا تتدخل في شبر خارج المسار المسطر لها بدعوى عدم صدور الأوامر و الوالي المنصب حديثا يبدوا انه لم يتعود العمل في رمضان حيث اكتفى بزيارة اسرة الشاب الذي توفي مأخرا ولا ندري الرواية الرسمية لسبب وفاته رحمه الله على كل حال اما الأسر التي احرقت منازلها واصحاب المحلات التي خربت لم يبث في امرهم بعد ....يتبع

  • slim

    صحيت بردتلى قلبى فى هدا الصحافة المرتزقة التى تتغاضى عن جرائم القتل ضد الميزابيين

  • رأي يحتمل الصواب

    في بدايات الازمة اتذكر قولا لاحد المواطنين من غرداية حيث قال ان الحل هو المصارحة لتأتي بعد ذلك المصالحة و المقصود هنا بالمصارحة هو ان يعترف كل طرف بخطأه وان يكشف كل فريق عن لاعبيه المتخفين وراء الستار وأن يعتقد كل جانب بأنه لا ولن يتمكن من اقصاء الأخر وان لا نحمل الدولة كل اخطائنا صحيح ان الدولة ارتكبت خطا كبيرا في بدايات الأزمة حيث انها لم تتدخل بجدية وتركت المجال لأشخاص اعتقدوا حينها انهم قد يأوون الى جبل يعصمهم ولكن مالم يكونوا يعرفونه انه لا عاصم اليوم من أمر الله .....يتبع

  • Ahmed

    كتب هذا الذي يدعي أنه صحفي في صفحته على الفايسبوك ما يلي :
    Nadir Masmoudi
    ماذا يحدث هذه الأيام ؟ الإباضيون في غرداية يسمون أنفسهم "الشعب المزابي".. بعض الشباب من تيزي وزو يفطر جهرا ويستفزّ مشاعر الناس باسم الحرية.. ماهذه المقدمات الخطيرة ؟ إنتهى كلامه.

    ظننت أنه ستقول : ما هذا التجاوز الخطير، شاب مسلم صائم يقتل في أول يوم من رمضان في غرداية.
    إذا كان جرم القتل أقل جرما من أكل شهر رمضان فإنني منذ اليوم سأفطر هذا الشهر كله تضامنا مع إخوتي الميزابيين،

  • عبد الحميد

    بارك الله فيك أستاذنا على هذه الالتفاتة الصادقة والمعبرة عن حسك، لقد أصبحت أزمة غرداية واضحة للعيان، والظالم قد انكشف، والمتستر عليه قد اتضح، غير أنّ ما يحز في نفوسنا نحن الجزائريين هو ذاك السكوت الذي خيم على مثقفينا ومشائخنا ودعاتنا وسياسيينا وكأن غرداية موجودة في أمريكا أو اي بلد آخر غير مسلم، ماذا تنتظر من السلطة؟ في ظل ضعف مؤسساتها الأمنية والتعليمية والسياسية والقضائية...، إنها قضية إجرام منظم ومخترق لبعض ممثلي الأمن المحلي (غرداية)خاصة، وإلا فبماذا نفسر بقاء هؤلاء المجرمين طلقاء إلى يومنا

  • بدون اسم

    بعد الإفراغ من قراءة الموضوع، تذكرت إحدى لافتات الشاعر العراقي أحمد مطر التي يقول فيها: "لمن نشكوا مآسينا ؟
    ومن يُصغي لشكوانا ويُجدينا ؟
    أنشكو موتنا ذلاً لوالينا ؟
    وهل موتٌ سيحيينا ؟!
    قطيعٌ نحنُ .. والجزار راعينا
    ومنفيون ...... نمشي في أراضينا
    ونحملُ نعشنا قسرًا ... بأيدينا
    ونُعربُ عن تعازينا ...... لنا .. فينا !!!
    فوالينا ..
    ــ أدام الله والينا ــ
    رآنا أمةً وسطًا
    فما أبقى لنا دنيا ..... ولا أبقى لنا دينا !! "

  • العمري بوطابع

    مهما أصبنا بالاحباط ومهما بلغ اليأس فينا مبلغه نتيجة التأجيل الفاضح لفخامته في حل مشاكل البلاد الكبيرة منها والصغيرة إلى إشعار آخر إلى درجة الاستعصاء، لكن ومهما بلغ الشؤم فإن الله رؤوف رحيم بنا من الأمور الصغيرة إلى الكبيرة منها ، فعندما تسأل المواطن البسيط عن دور الدولة في الحياة العامة يجيبك بأن الشعب رافد بعضه ولا وجود للدولة , أما المشاكل الكبرى فإن الله هو حامي الأمة منها، ومن نعمه بخصوص غرداية أنها بعيدة عن الحدود كما أن أهلها أناس مؤمنون وطنيون مخلصون، الحل فيما أرى حاليا هو رحيل النظام

  • بدون اسم

    لا أظن أن الأمل سيعود والحقد لازال موجود. فمن فقد عزيزا أو سكنه أو أملاكه يحتاج وقتا لينسى .. رغم أنني أحاول في كل مرة مسح الحقد (ليس من نفسي لأنه ليس لدي أي غل والحمد لله) بإظهار الجوانب الإجابية والمحبة المتبادلة ليقيني بأنه " لا تزر وازرة وزر أخرى" ولا يمكن أن يفسد المجتمع بإفساد سفهائه.