-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
طياب وحناشي يتزعمان رؤساء الأندية، ياحي يعود إلى الواجهة ومسيرون أرغموا على الرحيل بالقوة

حقائب المدربين جاهزة للرحيل وكراسي الرؤساء مثبتة بتمديد العهدات

صالح سعودي
  • 1741
  • 0
حقائب المدربين جاهزة للرحيل وكراسي الرؤساء مثبتة بتمديد العهدات
ح.م
حناشي وطياب أكثر الرؤساء تواجدا في الساحة الكروية

إذا كان الشارع الجزائري قد عاش على وقع الانتخابات الرئاسية التي صنعت الحدث وتوجت في النهاية بانتخاب عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة رغم الجدل الذي خلفته هذه الخطوة بين داع إلى التغيير السلمي والسلس، وبين راغب في تجديد الثقة في الرئيس الحالي تحت مبرر الاستقرار والاستمرارية، فإن الشارع الكروي الجزائري تعود على تمديد العهدات على مستوى الهيئات المسيرة للأندية الناشطة في الرابطة المحترفة الأولى والثانية.

بدليل أن حقائب المدربين تبقى جاهزة في أي لحظة للرحيل تحت شبح الإقالة أو الاستقالة بحجة تذبذب النتائج أو سوء الانطلاقة أو الإخفاق في تحقيق الأهداف المرجوة، في الوقت الذي تبقى كراسي المسيرين ورؤساء الفرق مثبتة تحت لواء تمديد العهدات والحفاظ على استقرار ومصالح الأندية وفق أساليب مختلفة تعرفها الأطراف القريبة من كواليس الجمعيات العامة التي تحسن صناعة الرئيس مثلما تعرف كيف تنزع الثقة في أي لحظة في حال حدوث خلل في موازين القوى.

حناشي وطياب أكثر الرؤساء تواجدا في الساحة الكروية

وبالعودة إلى مسيرة الرؤساء الذين عمروا طويلا في الساحة الكروية الجزائرية نجد أن رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي هو زعيمهم على الإطلاق، حيث تولى مقاليد الشبيبة عام 1993 خلفا لزميله الأسبق في الفريق عيبود الذي لم تدم فترة مكوثه في الرئاسة سوى عام فقط بعد ما خلف هو الآخر بن قاسي الذي تخلى عن مهامه مع بداية التسعينيات، في الوقت الذي عرف حناشي كيف يبسط نفوذه على رأس أكبر الأندية الجزائرية من ناحية التتويج والحضور الإقليمي والإفريقي خلال العشريات الثلاث المنصرمة، في الوقت الذي سجل رئيس شبيبة بجاية بوعلام طياب تواجدا منتظما على رأس فريقه منذ عام 1993 حين كان الفريق ينشط في القسم الجهوي قبل أن يتمكن من ترقيته إلى القسم الثاني فالقسم الأول، وكوّن حينها فريقا مشكّلا من عدة نجوم كروية بارزة دون أن يتسنى له التتويج في البطولة أو لقب الكأس الذي تأهل فيه إلى النهائي في مناسبة واحدة، ورغم المتاعب الصحية لبوعلام طياب وتواجده في فرنسا للعلاج، إلا انه لازال متمسكا بكرسي الرئاسة من خلال توليه مهمة قيادة مجلس إدارة الشركة مقابل تكليف شقيقه الأصغر عبد الحفيظ طياب بأمور النادي الهاوي، في حين فضل شقيقه زهير طياب الانسحاب بعد تجربة معتبرة في مجال تسيير شؤون النادي.

ويسير رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي على خطاه بعد عودته مجددا لتولي رئاسة أبناء سيدي أرغيس الذين قادهم مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات إلى الصعود 3 مرات متتالية من القسم الجهوي إلى القسم الثاني ثم الدرجة الأولى والتتويج بلقب البطولة عام 94 إضافة إلى تسجيل مشاركة افريقية مهمة هي الأولى في تاريخ النادي، ورغم أن ياحي أرغم على الانسحاب عام 2007 بعد سقوط فريقه إلى بطولة ما بين الرابطات، إلا أن ذلك لم يمنعه من العودة مجددا في المواسم الثلاثة الأخيرة رغم المتاعب الصحية التي يعاني منها، حيث تمكن من إعادة اتحاد الشاوية إلى أجواء الصعود مجددا بعد ارتقائه إلى بطولة الرابطة الثانية الصائفة الماضية، ويوجد أبناء المدرب حاج منصور في رواق جيد لتحقيق صعود آخر إلى بطولة الرابطة المحترفة الأولى. وفي السياق نفسه، يواصل عبد الكريم مدوار تولي مهام رئاسة فريق أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار منذ منتصف التسعينيات، ورغم الإمكانات المادية القليلة، إلا أن هذا الأخير عرف كيف يعيد “الشلفاوة” إلى حظيرة الكبار عام 2001 وحقق مسيرة مهمة وفق إستراتيجية مرحلية مكنته من الظفر بلقب أول بطولة محترفة في الجزائر تحت قيادة المدرب العائد إيغيل مزيان وتسجيل عدة مشاركات افريقية.

عليق، بوعبد الله، جباري، نماذج لرؤساء تمسكوا طويلا بكرسي الرئاسة

وتحتفظ البطولة الوطنية بعدة رؤساء تمسكوا طويلا بمنصبهم على رأس الأندية التي أشرفوا عليها خلال فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، على غرار الرجل القوي في شباب باتنة رشيد بوعبد الله الذي دامت فترة تواجده على رأس الكاب مدة 13 سنة، حيث تولى المهمة عام 1991 ولم ينسحب إلا في مطلع عام 2004 بعد المعارضة التي حركتها بعض الأطراف الراغبة في التغيير موازاة مع الصعوبات الكبيرة التي واجهها أبناء الأوراس أنذاك، وتمكن بوعبد الله خلال فترة رئاسته من تحقيق الصعود إلى القسم الأول عام 93، وارتقى بالشباب إلى القسم المحترف الممتاز عام 99 فيما تأهل إلى نهائي كأس الجمهورية عام 97 ونهائي كأس أول نوفمبر في العام نفسه، كما عرف فريق اتحاد العاصمة تواجد السعيد عليق لسنوات طويلة منذ بداية التسعينيات، ولم يغادر الفريق إلا في المدة الأخيرة بعد تولي حداد مقاليد الحكم بقوة المال وتجسيد دفتر الشروط ما أرغم عليق على التخلي عن مهمة مواصلة قيادة أبناء سوسطارة، في الوقت الذي تحتفظ الكرة الجزائرية أيضا بعدة رؤساء عمروا لمدة معتبرة مثل جراري والفقيد ليمام اللذان تداولا على رئاسة مولودية وهران إضافة إلى علي حوحو في اتحاد بسكرة وعبد الحكيم سرار في وفاق سطيف الذي حول الوجهة إلى اتحاد بلعباس، إضافة إلى رئيس شباب باتنة فريد نزار الذي أراد السير على خطى من سبقوه في هذه التجربة.

تمديد العهدات بين تعزيز الاستقرار وتكريس الاحتكار

وإذا كانت الساحة السياسية قد خلفت موجة من ردود الفعل بين الرغبة في التغيير والدفاع عن شعار العهدة الرابعة فإن الشارع الرياضي ينظر هو الآخر برؤى متباينة اتجاه بقاء عديد الرؤساء لسنوات كطويلة على رأس الفرق الجزائرية، ففي الوقت الذي يبرر البعض هذا الموقف تحت لواء تكريس الاستقرار، مستدلين بالإنجازات التي حققها العديد من الرؤساء على غرار محند شريف حناشي الذي ساهم حسب قولهم في تتويج شبيبة القبائل بألقاب وطنية وافريقية عديدة طيلة فترة إشرافه على النادي إضافة إلى خبرته المهمة كلاعب ومسير ما يجعله محل تأييد عديد الأطراف الفاعلة في مواصلة المسيرة على رأس الهيئة المسيرة، والكلام نفسه يقال على ياحي الذي يعد الرجل الوحيد الذي أعاد بريق فريق اتحاد الشاوية إضافة إلى عليق الذي ورغم انسحابه إلا أن اسمه لازال يردده البعض في محيط اتحاد العاصمة، وكذا مدوار الذي عرف كيف يكشف عن الوجه الحقيقي لأولمبي الشلف متجاوزا الأزمة المالية ونقص الإعانات وغياب البدائل التمويلية بنتائج فاقت التوقعات، في حين بدا البعض الآخر معارضا لفكرة بقاء رؤساء على رأس أندية دون منح الإضافة اللازمة، حتى أن البعض منهم تسبب في سقوط الفرق التي أشرفوا عليها ورفضوا خيار الانسحاب ما جعلهم يرغمون على خيار التخلي عن مهامهم بقوة الجمعيات العامة والتكتلات التي تنسج في الخفاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!