-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خافوا ربّي!

جمال لعلامي
  • 1481
  • 5
خافوا ربّي!

خبران مثيران لفتا انتباهي أمس، وسيُلفتان انتباهكم اليوم: الخبر الأول يُفيد بأن تنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، اقترحت توزيع زكاة الفطر من طرف المواطنين.

أمّا الخبر الثاني: فيُفيد أن اللجنة الوطنية لوكلاء أسواق الخضر والفواكه، رسمت استفهاما عريضا أمام لغز وسرّ اختفاء وندرة منتج البطاطا من أسواق الجملة قبيل عيد الفطر!

المطالبة بإحالةصلاحيةووظيفة توزيع مداخيل زكاة الفطر على المواطنين، قد يفهمهناقصو العقولبأنه تشكيك في الصناديقالرسميةالمكلفة بجمع وتوزيع هذه الزكاة، والمقدّرة بالملايين والملايير!

كما أن الحديث عن اختفاء البطاطا من أسواق الجملة عشية العيد، قد يفهمه أيضاناقصو العقول، بأنه تهمة مباشرة للبارونات والبزناسية والسماسرة، بكبارهم وصغارهم، المحترفين منهم والمبتدئين، يعملون معا على تخزين هذه المادةالأساسيةلغالبية الجزائريين، قصد اختلاق أزمة أو ندرة، ليتمّ بعدها تبرير الاحتكار ورفع الأسعار!

الخبران، قد يكونان مجرّد خبرين لا يستحقان تهويلا أو تأويلا، لكن عدم الوقوف عند مثل هذه الأخبار، هو الذي أدخلنافي حيطفي كثير من الحالات، وحوّل قطاعات بعينها إلى مخبر تجارب يكرّس منطقتعلّم الحفافة في روس اليتامى“!

عندما يصبح المواطن وفاعلو الخير وعابرو السبيل والناس الملاحيتوجّسون خيفة وريبة منصناديق الزكاةعبر المساجد، ويتوجّس المستهلكون من التجارعديمو الذمةالذين يخفون البطاطا لرفع أسعارها، فمن الطبيعي أن يفرّ الجزائريون من هؤلاء وأولئك!

المشكل، أن وأد الحساب والعقاب، هو الذي فرّخ عملياتالنهب المقنـّن، وحين تصبح الشبهات تحوم حول صناديق الزكاة ببيوت الله، ويقتاتمصّاصو الدماءمن عرق ومال الغلابى، فلا غرابة أن يتحوّل رمضان، وهو شهر التوبة والغفران، إلى فرصة نادرة لممارسة الجشع!

لا يختلف تحويل أموال الزكاة عن إخفاء البطاطا لرفع أسعارها، والتطابق بين المتهمين في الأولى والمتهمين في الثانية، هو أن الأمر يتعلق بتجاوز أو جنحة أو جناية يُعاقب عليها القانون وتذمها الأخلاق، لكن في الحالتين، لا حياة لمن تنادي، فقد فعل الطمع بالعقول والقلوب ما فعلته النيران بالهشيم!

كم هو جميل، لو تمّ تمكين المواطنين من مرافقة صناديق الزكاة، وأسعار المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك، ومتابعة مداولات المجالسالمخليةونشاط النواب والوزراء، ورصد وعود الأحزاب، والطبقة السياسية، سلطة ومعارضة.. عندها قد تذهب أموال الزكاة لمستحقيها الحقيقيين، وينفضح سرّ بطاطا الخنازير!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • brahim

    المشكل هو حصاد العقيدة الكاذبة نتبع عقيدة اليهود التي حذرنا الله عنها
    أنه الإيمان والعمل الصالح، لا الشهادة وحدها تكفي لدخول الجنة، إنه العمل الصالح لا شفاعة الرسول للعصاة، إنه الخلود في النار لا الخروج منها كما قال اليهود وكذبوا على الله وقالوا لن تمسنا النار الى ايام معدودة ويقوله الكثير ممن يدعي انهم مسلمون اليوم تقديسا لبعض الائمة السلف نفس الاكذوبة اليهود. واصبح كل شيئ مباح

  • اسحاق

    غياب الدولة وتساهلها اليومى مع مافيا التجار ومافيا الاختلاسات جعلت منها فى سجن كبير يصعب عليها الدولة الخروج من هدا السجن و النفق العميق. ربى يستر بلدنا على كل حال.

  • خالد25

    أولا أن تعميم الشبهات حول صناديق الزكاة دون تقديم احصائيات تثبت ذلك حكم غير عادل ،توجد مساجد بها لجان نزيهة تقوم بعملية إحصاء دقيقة للمحتاجين وتوزع عليهم الزكاة وهذا يعود إلى وعي المواطن وسؤوليته ومشاركته الفعالة في الشأن العام ،أما اختفاء البطاطا فالسبب يعود إلى غياب تنظيم أسواق الجملة والتجزئة وعصرنتها لتقريب الإنتاج من السوق وإبعاد الوسطاء والسماسرة الذين يجنون أرباح طائلة على حساب الفلاح والمواطن دون مجهود يذكر ،فمن مسؤولية الدولة وضع استراتيجية وسياسة وطنية لتنظيم الأسواق والمساحات الكبري .

  • المشاكس

    الأستاذ جمال أود التواصل معك عبر البريد الالكتروني اذا أمكن.من أجل ابلاغ الجريدة بكثير من الأخبار العاجلة.التي تهم المواطن.
    فصراحة وقفت على مظاهر غريبة جدا أود أن اتواصل معكم من أجل كتابة تقارير عن هذه الظواهر الغريبة.وتسليط الضوء عليها.

  • المشاكس

    تعددت الجرائم والضحية واحد هذا الشعب المغلوب على أمره.بالأمس وقفت على حادثة خطيرة.امراة حامل وضعت حملها في باحة المنزل في وضعية خطيرة.بعدما عادت من عيادة قريبة رفضت استقبالها.وأسمعتها قابلة عاملة على مستوى مصلحة التوليد كل أنواع السب والشتم. لالشيئ سوى أن المريضة استفسرت من احدى القابلات التي تحججت بأنها متعبة وتريد أن تستريح.وعليها بالتوجه لمستشفى أخر.
    عادت المريضة أدراجها وهي تتقطع ألما الى البيت بمجرد وصولها وضعت حملها خارج المنزل وأمام الملاء .
    فهل من مستغيث يابوضياف؟رجاء انشر استاذ جمال.