-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رئيسٌ يفتخر بحصار شعبه!

حسين لقرع
  • 2728
  • 0
رئيسٌ يفتخر بحصار شعبه!

كم كان بعض المتتبّعين مفرطين في التفاؤل وهم يعتقدون أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيفجّر فعلاً قنبلة من العيار الثقيل في خطابه المنتظر نهاية الشهر الجاري في الأمم المتحدة، ردا على الانتهاكات اليهودية المستمرة للأقصى، كما صرح بنفسه منذ أيام.. وذهب المتفائلون إلى حدّ القول إن عباساً قد غضب أخيراً للأقصى وقرّر الانتصار له، وسيعلن إلغاء اتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وحل السلطة وانجاز المصالحة مع حماس والعودة إلى صفوف المقاومة وإطلاق انتفاضة ثالثة، وقد يقودها بنفسه كما فعل عرفات مع الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000 .

 الآن اتضح أن الأمر يتعلق بتفاؤلٍ مفرط، فهاهم مسؤولو السلطة أنفسهم يؤكدون أن الأمر لا يتعلق بإلغاء اتفاق أوسلو أو وقف التنسيق الأمني مع الصهاينة، بل يتعلق فقط بالحديث عن انتهاكات الاحتلال وخروقه، ورفضه حل الدولتين وانجاز مسار السلام، وصولاً إلى إعلان فلسطين دولة تحت الاحتلال، حتى يتحمّل المجتمعُ الدولي مسؤوليته!

قديماً قيل: تمخّض الجمل فولد فأراً، فما سيذكره عباس في خطابه المنتظر معروفٌ وهو من قبيل تفسير الماء بالماء، وما دام عباس يفضّل الموت على فراشه ولا يريد نهاية مشرّفة كعرفات، وهو يدافع عن الأقصى الذي يُهوّد بشكل غير مسبوق، فله ما يشاء، ولكن الذي يحزّ في النفس أكثر هو أن يصرّح الرئيس الفلسطيني مفتخراً كمن اكتشف أمراً عظيماً، بأنه هو الذي “نصح” المصريين بإغراق أنفاق غزة بمياه البحر، فهذا الحلّ هو الكفيل بتدمير الأنفاق جميعاً، وكفى اللهُ الجيش المصري شرّ البحث عنها وتدميرها.

إغراقُ الأنفاق بمياه البحر، لا يعني فقط تهديد المياه الجوفية ومنظومة صرف مياه الأمطار وإتلاف التربة الصالحة للزراعة بالمياه المالحة وسقوط بيوت فلسطينيين في الشريط الحدودي مع مصر.. بل يعني إحكام الحصار الصهيوني على غزة تماماً لأول مرة منذ عام 2007، و”الفضل” في ذلك يعود لـ”عبقرية” الرئيس عباس الذي “نصح” المصريين بإغراق الأنفاق بمياه البحر، وبئس النصيحة.. هل رأيتم رئيس بلد “ينصح” بلداً مجاوراً بأن يساهم في حصار جزء من شعبه ويُبدي فخره بـ”نصيحته” ونتائجها؟!

سيكتب التاريخ أن السلطة الفلسطينية قد غضبت ذات يوم من الاحتلال في حربٍ سابقة على غزة، ليس لأن جيش العدوّ أمعن في قتل الأطفال والنساء وأحدث تخريبا هائلا في المباني والمنشآت، بل لأنه أوقف الحرب فجأة دون أن يُسقِط حماس ويعيد السلطة إلى غزة على ظهور دباباته؛ فالعودة إلى حكم غزة مجددا هو كل ما كان يهمّ هذه السلطة وليس أرواح الفلسطينيين فيها.. وسيكتب التاريخُ الآن أن رئيس هذه السلطة “نصح” مصر بإغلاق أنفاقها التي كان الفلسطينيون يهرّبون من خلالها ما تيسّر لهم من غذاء ودواء ووقود وسلاح يدافعون به عن أنفسهم ضد جبروت الاحتلال، مع أن تنفيذ المصريين لـ”نصيحته” لا تعني إلا إحكام الحصار على جزء من شعبه لا يقل عددُه عن 1 .6 مليون نسمة! 

وسيكتب التاريخ أيضاً أن أمثال عباس والسيسي والرؤساء العرب الذين على أشكالهما هم الذين أضاعوا فلسطين وتسبّبوا في تهويد القدس والمسجد الأقصى.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • جزائرية أصيلة

    مقال رائع يا استاذ حسين لقرع فعلا مقال يبرد القلب ....عباس سيفجر قنبلة... ضحكت كثيرا على هذا الخير هذا الرجل متواطئ مع اليهود وان فجر قنبلة كما يقول سيفجرها على الغزيين وليس على اليهود عباس هذا ليس مستبعدا ان يكون متآمر على قتل عرفات فيكيف ينتصر للاقصى والفلسطنيين مرة اخرى شكر ا للاستاذ حسين ساتابع مقالاتك دائما باذن الله

  • الصـــريـــح

    شــــكــرا لك يا أستــــــاذ .... بالفعل مــــقال شيق و في الصمـيــم. إن القضية الفلسطينية إختفت من أجندة حكام العرب و حتى الفلسطنيين أنفسهم طمعا في الدنيا و حياة الكرسي الذين سوف يسألون عليه في الآخرة. فبسببهم أصـبحت الأمة العربية و المسلمة تعيش هذا الذل و الهوان.

  • الطيب

    هل سنتحول من أغنية " الأرض مقابل السلام " إلى أغنية جديدة بعنوان " ايقاف هدم الأقصى مقابل اقتلاع غزة من الوجود " ! من إخراج و انتاج الخنازير و الرقص للسيسي و التبراح لعباس ......هذه هي القنبلة التي يتلعثم عباس للتعبير عنها رغم أنه فرح بها و برقصة حبيبه السيسي الأخيرة و هو يتلف الأرض في غزة بالمياه المالحة و قد تزامن هذا بدقة مع تكشير الخنازير عن أنيابهم في الضفة ! لم يبقى لهذه الحفنة المرابطة إلا الله . نعم المولى و نعم النصير .