-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رمضان هذا العام.. هل تتمنّاه شاهدًا لك؟

سلطان بركاني
  • 473
  • 0
رمضان هذا العام.. هل تتمنّاه شاهدًا لك؟

في مغرب هذا اليوم، ستزدان الدنيا ويضيء وجه العالم بإهلال رمضان، أكرم قادم –من خلق الله- يُنتظر، لا يرجو إحسانا من مضيفيه، كيف وهو من يحمل إليهم من المكارم والعطايا والفرص ما لا يحمله غيره من الشّهور والأزمان.. فرص من تعرّض لها واقتنصها فاز ونجح، ومن غفل وذهل عنها خاب وخسر.. عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صعد المنبر، فلمّا رقي الدرجة الأولى قال: “آمين”، ثم رقِي الثانية فقال: “آمين”، ثم رقِي الثالثة فقال: “آمين”، فقالوا: يا رسول الله، سمعناك تقول: آمين ثلاث مرات؟ قال: “لَمَّا رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل –عليه السّلام- فقال: شَقِي عبدٌ أدرك رمضان فانسَلَخ منه ولم يُغفَر له، فقلت: آمين…”.

أخي المؤمن.. يا من تعدّ السّاعات لحلول شهر الخيرات، تأمّل معي بقلبك- هذه الفرص والهدايا التي سيحملها إليك رمضان: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه”. “من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه”. “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه”، للّه في كلّ ليلة من رمضان عتقاء من النّار. الملائكة تستغفر للصّائم حتّى يفطر، للصّائم عند فطره دعوة لا تردّ. إذا قام العبد المؤمن في ليلة من ليالي رمضان في الثلث الأخير قبل الفجر وتوضّأ وأحسن الوضوء ثمّ صلّى لله خاشعا وأسبل دمعاته ودعا الله في سجوده فأيّ مخلوق وأيّ قوة ماديّة على وجه الأرض ستمنع وصول هذا الدّعاء إلى الله. أخي المؤمن.. عدّ معي هذه الفرص وقف مع هذا الخير العظيم الذي تحمله، ثمّ اسأل نفسك هل ستفوتك هذه الفرص كلّها كما فاتتك في العام الماضي والذي قبله؟ كم رمضانًا صمت منذ بلوغك، وكم رمضانا ضاع منك؟ كم رمضانا تنتظر أن يشهد لك أمام الله؟ وكم رمضانا رحل وهو يشكوك إلى الله؟ فهل سيرحل رمضان هذا العام أيضا وهو يشكو إلى الله حالك معه؟

نعم أخي المؤمن.. رمضان أيام معدودات، تتوالى بسرعة عجيبة.. وإن أمدّ الله في أعمارنا ستقرأ في هذا المقام كلاما عن وداع رمضان كما قرأت كلاما عن الاستعداد لاستقبال واقتناص فرصه.. تذكّر لحظات الفراق من الآن حتى لا تخسر رمضان.. تذكّر لحظات الوداع حينما تحسّ في نفسك بأنّك فرّطت في حقّ رمضان، وتجد في نفسك ضيقا تخشى معه أن يشهد عليك رمضان عند الله.

تذكّر أخي المؤمن أنّ رمضان سيشهد عند الله خيرا لمن صام عن النّظرات والغدرات والغيبة والهمسات. سيشهد لمن ترك المحرّمات. سيشهد لمن هجر المنكرات وأمضى نهار رمضان بالذّكر وقراءة القرآن والصّلوات، وأحيى ليله بالتّهجّد والقيام والدّعوات. ومن كانت هذه حاله سيفوز –بإذن الله- ويفرح بصومه بل ربّما يبكي على فراق رمضان، لتبقى آثار الصّيام والقيام في حياته شهورا.

في المقابل: سيشهد رمضان على من جعل لياليه ليالي سمر وسهر إلى الفجر على ما تبثّه القنوات من شواغل وملهيات وما تحمله الصّفحات من فتات، وجعل أيّامه أيّام نوم وغفلات، وإن صلّى التّراويح صلاّها حياء من النّاس وصلاّها وهو يفكّر فيما بعدها… إنّها خسارة ما بعدها خسارة أن يصوم العبد وليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش، ويقوم وليس له من قيامه إلاّ السّهر.

فيا أخي المؤمن. ها أنت تستعدّ لاستقبال رمضان ففكّر وقدّر واختر لنفسك من أيّ الفريقين تتمنّى أن تكون: من الذين سيشهد لهم رمضان ويثني عليهم خيرا عند الله، أم من الذين يشهد عليهم ويشكوهم إلى مولاه؟ اختر لنفسك واحزم أمرك، واستعدّ للّقاء، فما بقي من السّاعات إلا القليل، والله الموفّق والهادي إلى سواء السّبيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!