-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

رهانات الصيرفة الإسلامية في الجزائر

بشير مصيطفى
  • 1452
  • 6
رهانات الصيرفة الإسلامية في الجزائر
ح.م

صدر بالجريدة الرسمية الأسبوع الماضي النص المنظم لعمل البنوك الجزائرية بالصيرفة الإسلامية تحت مسمى (الصيرفة التشاركية). خطوة أولى على طريق طويل مازالت المصارف الإسلامية في بدايته فيما له علاقة بتطبيقات المالية الإسلامية ضمن نماذج التنمية.

الغنم بالغرم

وينص التنظيم الجديد على السماح للبنوك الجزائرية بالتعامل بعقود الصيرفة الإسلامية عبر سبعة منتجات محددة ولكن بصفة مستقلة عن باقي المنتجات التقليدية كما أن الشبابيك الخاصة بهذا النوع من العقود تعمل بصفة مستقلة ضمن الإدارة العامة للبنك ويتعلق الأمر بالمشاركة والمضاربة والمرابحة والإجارة والاستصناع وبيع السلم وشهادات الاستثمار، وجميعها منتجات تخضع لقاعدة (الغنم بالغرم) أو (البيع بالضمان) أو (تقاسم الأرباح والخسائر) ما يعني توزيعا إحصائيا طبيعيا للمخاطر عكس المنتجات البنكية التقليدية التي تجعل التوزيع الإحصائي للمخاطر متحيزا للزبون وليس للبنك بفعل آلية الفائدة البنكية أي آلية (الربا).

أصول بـ 1700 مليار دولار

وهناك عبر العالم 400 مصرف تعمل بصيغ الصيرفة الإسلامية تتمتع بحجم من الأصول يقدر بـ 1.7 ترليون دولار (1700 مليار دولار) وتستثمر قريبا من 400 مليار دولار في شكل (صكوك اسلامية) وتنمو بمعل 15 إلى 25 من المائة سنويا وهو أعلى معدل نمو بين البنك في العالم على الإطلاق حيث لا يتجاوز نمو البنك التقليدي الـ 12 بالمائة سنويا .
وتعكس تجربة الصيرفة الإسلامية عبر العالم انتشارا مقبولا في الدول الإسلامية بشكل خاص مادامت تحقق أرباحا لكلا الطرفين الزبون والمصرف، ونفس الشيء خارج البلاد الإسلامية حيث أثبتت آلية (الصكوك الاسلامية) فعالية تمويلية في أشهر العواصم المالية عبر العالم أي لندن ونيويورك وطوكيو وباريس.
وعلى صعيد القيمة السوقية للمصارف الإسلامية التي تحوّلت إلى شركات مساهمة وأدرجت في عديد البورصات الكبرى يحتل بنك الراجحي السعودي الرتبة الأولى بقيمة قدرها 28.7 مليار دولار متبوعا ببنك التمويل الكويتي (12.5 مليار دولار) ثم بنك الريان القطري (10.6 مليار دولار) ثم مصرف الإنماء السعودي (9.5 مليار دولار)، وتأتي بعدها بنوك أخرى مثل بنك دبي الإسلامي والبركة والسلام وبنك أبوظبي الإسلامي وغيرها، ويتوقع أن تلتحق محفظة الشبابيك الإسلامية في البنوك الجزائرية بنفس الوتيرة بالنظر الى وعاء السيولة في سوق الصرف غير الرسمي الذي يلامس 27 مليار دولار حسب الأرقام الرسمية و40 مليار دولار حسب رأي الخبراء، وبالنظر أيضا إلى ادخار العائلات والشركات الخاصة وبعض شركات القطاع العام.

توجيه السياسة النقدية

وتلعب فكرة البنوك الإسلامية دورا رئيسا في توجيه السياسة النقدية للدولة حسب معادلة الطلب على النقود حيث لا يطلب النقد لذاته عبر آلية الفائدة ولكن يطلب لهدفين اثنين هما المتاجرة والعقود الاستثمارية ما يعني توازن العرض والطلب ومن ثمة استقرار التضخم وسعر الصرف والسماح لسوق رأسمال من تمديد توقعاتها للمديين المتوسط والبعيد عكس الوضع الراهن الذي يغلب عليه السوق النقدي المبني على العمليات العاجلة وهو ما تحتاجه فعلا الاقتصاديات الضعيفة ومنها الاقتصاد الجزائري.
وتتمتع البنوك الإسلامية بعائد على الأرباح أكبر من العوائد على الفائدة بفضل قاعدة تقاسم الخسائر والأرباح أي التوزيع الطبيعي للمخاطر بما يدفع البنك الى إدارة أفضل لتلك المخاطر بما يعود ايجابا على محافظ الاستثمار للمتعاملين. أما أصحاب المدخرات الصغيرة فيحصلون على عوائد أكبر من الفائدة من خلال شهادات الاستثمار التي لا تزال تلقى رواجا وسط العائلات متوسطة الدخل.
ولا يعني نجاح البنوك الإسلامية عبر العالم نجاحا كاملا بمعيارية التنمية ونمو الاقتصاد لأن تدخلاتها لازالت عبر المتاجرة وخاصة المرابحة بمتوسط يزيد عن 90 من المائة من حجم التوظيف العام، وتظل هناك عقود في حاجة إلى مزيد من التوسع مثل المزارعة والمساقاة والوضيعة وتمويل البنى القاعدية (الصكوك الاسلامية)، وربما ستتيح تجربة الجزائر الجديدة فرصة أخرى للصيرفة الإسلامية للدخول بالاقتصاد الوطني إلى فضاء المالية الإسلامية من خلال تمويل المشروعات الكبرى للدولة وعقود التأمين التكافلي وهو الرهان التي ينبغي على الحكومة أن تعول عليه في سياق البحث عن حلول عملية لأزمة الجزائر المالية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • hossini ameziane

    Bonne annee Monsieur Messaitfa bashir pour cette contribution.en ce qui concerne ce faux fou dit:Boudjellel Mohamed,je le connais depuis qu'il etait enseignant marginalisee a l'institut des sciences economiques-centre universitaire de Setif,1983.il parle trop de Banking et ne cesse de parler de tout,c'est un ignard et boukerriou,il peut faire tout pour avoir tout,il est hors jeux tout le temps malgre les soins periodiques au niveau du service psychiatrique de setif.Arretez messieurs de parler de ce fanfaron,ecoutez des gens comme Messaitfa et bien d'autres chercheurs en la matiere.Bref.

  • عزوني بوعلام-البيض-استاذ مساعد

    شكرا للباحث مصيطفى على هذا المقال القيم والنابع من مستوى التحليل الاكاديمي له. نحتاج مثل هذه الشروحات المختصرة والتي تمثل عصارة افكار ولا نريد الثرثارات التي تميز بها اشباه باحثين، والمعلق عكاش الصادق.انت مجرد طالب دكتورة في المالية وتبهرك الاضواء والاكاذيب فلماذا تتحامل على عبد الرحمن بن خالفة، هل لك الخبرة العملية التي له وقد قضى زمنا في ممارسة الصيرفة؟ هل بوجلال محمد هذا الذي ذكرته له نفس الخبرة؟ الشهادة الجامعية لا تعادل شيئا امام الخبرة في ظل تردي المستوى التعليمي.كمال رزيق يحاول حل حصار مضروب عليه من قبل فارس مصدور وجماعته، فيعمل على تنظيم هكذا ملتقيات ينتهي مفعولها بانتهاء الوجبات.

  • عبد الكريم تيدافي تيبازة-فجانة

    شكرا للاستاذ بشير مصيطفى على هذه الخلاصة المقتضبة فبارك الله فيكم ولكم. اما معلقي قنوات ومحطات الراديو فهمهم التنفيس عن ذواتهم المريضة ومنهم هذا المذكور في التعليقات: الاستاذ الدكتور محمد بوجلال، من جامعة ستراسبورغ الفرنسية.فلا ارى له اي تفكير سليم الا الثرثرة والثرثرة والعدوانية والغضب السريع ولما يكون امام اي شخص لا يعرفه، ترى انسانا اخر يلعق حتى الاحذية وما شدني لذلك اللقاء حول الصيرفة الاسلامية وافاق تبنيها في الجزائر مع عبد الرحمان بن خالفة ان بوجلال محمد اراد ازعاجه بكلام جارح فلم ينزعج منه بن خالفة بل جاراه وتركه يهذي هذيان المجانين وقام من يهللون لبوجلال بتمجيد معتوههم وكانه حقق نصرا.

  • حميدو لارباص بلكور

    العلامة مصيطفي البشير ابن باب الواد واستاذ الاقتصاد الرياضي بجامعة الخروبة رجل ذو همة عالية وله معارف كبيرة في شتى مجالات العلوم الاقتصادية عكس رزيق وفارس مسدور اصحاب المعارك التلفزيونية اما بوجلال محمد من جامعة ستراسبورغ تارة ومن سطيف تارة اخرى فهو انسان متهور لا يلبث على راي ويحب الظهور وعبادة الاشخاص وقد كرهت اليوم الذي درست فيه الاقتصاد الاسلامي لما التقيته بجامعة البليدة العام الماضي اما العلامة بدون جدل سي بشير مصيطفى فهو من رموز التفكير في الصيرفة الاسلامية لا يتشدق ولا يتعالى ويساعد كل الناس دون نفاق ولا مواربة.ارجو من سي بشير مواصلة حلقات الصيرفة الاسلامية بالجزائر والحلول المرتقبة0

  • يوتس صوالحي

    تحية خاصة للوزير السابق والخبير الاقتصادي والمالي بشير مصيطفى. رؤيتكم موفقة إلا أن هناك غموضا في فهم تقاسم المخاطر في المرابحة والاستصناع والسلم ( عقود المداينات).

  • ايت عكاش الصادق-القلب لكبير المدية

    يا سي بشير مصيطفى موضوع الصيرفة الاسلامية اكبر منك: هناك عمالقة ومنظرون في الجزائر مثل: محمد حيدر، كمال رزيق، فارس مصدور والعلامة صاحب الاربعين عاما في الصيرفة الاسلامية ونموذج بوجلال للفرضيات الذي درسنا اياه البروفيسور الكبير محمد بوجلال في جامعة سطيف وقد راينا كيف افحم ووبخ السيد الثرثار والهفاف: عبد الرحمان بن خالفة(رئيس منظمة البنوك ووزير سابق للمالية) وكاد هذا الاخير ان يغادر الاستوديو من هول ما سمع عن تخريفاته. اتركوا علم الصيرفة لاهلها وناقشوا اهل الاختصاص الذين ذكرناهم فهم كفاءات عالمية معروفين وليسوا كامثالكم وارجوكم صادقا الا تقرنوا مقالاتكم برتبة دكتور، من اين لك بها، فانت لادكتور.