زوج يدعي “الجنون” ويحاول قتل زوجته بسبب السجائر!

وقعت محكمة الدار البيضاء بالعاصمة، مساء الأحد، عقوبة السجن النافذ لمدة خمس سنوات، في حق شاب يبلغ من العمر 38 سنة متهم بمحاولة قتل زوجته، ووضع حد لحياتها عن طريق طعنها بواسطة سكين المطبخ، مخلفا إصابة خطيرة ونزيفا حادا على مستوى البطن، لتنجو من موت محقق ثم ادعى الجنون للإفلات من العقوبة، فقط لأنها اعترضت على مصاريف إضافية أنفقها على السجائر وتعبئة الهاتف.
واستنادا لمجريات محاكمة المتهم الذي كان مهددا بعشر سنوات سجنا من قبل النيابة نتيجة اعتداء وحشي على زوجته وأم ابنيه، تعود تفاصيل الحادثة لشهر نوفمبر من السنة الفارطة بمنطقة الدار البيضاء إثر نقاش حاد دار بين الضحية والمتهم، كان سببه الرئيسي اعتراض الضحية على قيام زوجها بصرف مبالغ مالية إضافية لشراء التبغ والسجائر، وكذا تعبئة هاتفه النقال باستمرار دون مراعاة لميزانيتهما الضعيفة والتي بالكاد تسد الحاجيات الأساسية للعائلة، وبعد فترة قصيرة من المناوشات دخل الجاني في دوامة عصبية وتعذر عليه النوم ليلا ليعود إلى غرفته حاملا سكينا من المطبخ، ثم وجه طعنات لزوجته وأصابها بجروح خطيرة على مستوى الطحال إلى جانب نزيف حاد، استدعى نقلها نحو المستشفى من طرف والد زوجها بعد سماعه صراخها وخضوعها لعملية جراحية مستعجلة.
التحقيقات بالملف انطلقت إثر نداء تلقته مصالح الأمن من قاعة العمليات لمستشفى مصطفى باشا، بخصوص استقبال مصلحة الاستعجالات سيدة تعرضت لطعنات سكين، واستنادا للتحريات الميدانية توصلت الشرطة للفاعل في غضون ساعات قليلة وتبين أنه لم يكن سوى زوج الضحية، ولدى توقيفه اعترف مباشرة بما أقدم عليه وبرر فعلته بمعاناته من اضطراب نفسي وعقلي منذ فترة طويلة، مضيفا أنه فقد السيطرة على نفسه أثناء الشجار لتخلفه عن تناول دوائه في الموعد، وأشار للقاضي خلال استجوابه بأنه حاليا يخضع للعلاج بمستشفى رويبة.
من جهتها، تنازلت الضحية عن حقوقها المدنية في الملف والشكوى، بسبب حالة زوجها المرضية التي أكدتها هي الأخرى لدى سماعها من طرف القاضي ورفضت رفع قضية خلع لمصلحة ابنيها، ليكشف تقرير الخبرة العقلية الذي أمرت به المحكمة أن المتهم يتمتع بكامل قوته العقلية ولم يكن في حالة جنون يوم الحادث، ولأجل ذلك أصدرت في حقه العقوبة السالفة ذكرها.