-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سنة 2024 تحدي

عمار يزلي
  • 419
  • 0
سنة 2024 تحدي

تحل سنة 2024، والجزائر والعالم والقارة، والكل، يشهد تغيرات في كل المجالات عنيفة وقاسية وغير عادلة بالمرة. سنة لن تكون بالتأكيد كسابقتها، لكنها ستجر معها تبعات السنة الماضية وسنوات مضت وحقبا وتاريخا بأكمله، لاسيما معاناة إخوتنا في غزة والضفة الصامدتين الباسلتين في وجه عتاة الدمار غير الإنساني المخالف لكل الأخلاق والأعراف الدولية والدينية وعلى مرأى ومسمع العالم “المتحضر” المحتفل بنهاية السنة “الميلادية المسيحية”، والمسيح عليه السلام منها براء براءة الذئب من دم يوسف، ومن أفعال الرأسمالية الفاشية، براءة النبّي إسرائيل (يعقوب عليه السلام) من أحفاده الظلمة المجرمين ممن اعتدوا حتى على أخيهم من قبل.
سنة، تجرّ معها سنوات، لكن التغيير قادم على نحو يعيد للعالم توازنه، إن ليس في القريب العاجل ففي القريب المنظور: فهذه السنة، قد تكون نهاية الحرب الروسية الأوكرانية، وقد نشهد انتصارا مدوِّيا لروسيا في هذه الحرب “العالمية” المفروضة في هذا الجزء المتقدم للرأسمالية الغربية والعالمية نحو الشرق باتجاه روسيا وتركيا وإيران ودول آسيا الوسطى، بما يجعل روسيا في هذه الحرب تستعيد مزيدا من الأراضي، واحتمال أن يتحول البحر الأسود إلى بحر روسي تركي، كما تحوّل بحر أزوف إلى بحر داخلي روسي. البحر الأسود قد يصبح بحيرة روسية تركية في حالة خروج أوديسا عن السيطرة الأوكرانية إن استمرّت الحرب طويلا قد يفضي إلى دفع تركيا إلى جنوح خارج الناتو في نهاية الأمر بسبب مضاعفات العقبات أمامها في طرق باب الاتحاد الأوروبي، إذ يفضل الأوربيون والأمريكان أن تبقى تركيا مجرد حارس أسوار كقوة عسكرية ثانية بعد الولايات في الحلف دون أن تُقبل في الجسم الأوربي الغربي بسبب ثقلها التاريخي الإسلامي والعقائدي. يأتي هذا لاسيما بعد تصدع العلاقات التركية الأوربية وحتى الأمريكية ثم مع الكيان الصهيوني مؤخرا.
سنة 2024، ستكون سنة انتصار للقضية الفلسطينية التي أعطاها “طوفان الأقصى” زخما إعلاميا أقوى بفعل الاعتداء الهمجي الوحشي وبلا ضمير للكيان الصهيوني ورعاته في أمريكا والغرب. سينتصر الدم على السيف، وستتقوى المقاومة بفعل الآثار العكسية التي أراد لها الصهاينة والأمريكان أن تكون. سنشهد حراكا سياسيا قويا نهاية هذا الشهر بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والوضع ما بعد الحرب، التي لن تكون إلا بوَّابة لتحسين وضع القضية عما قبل بعد أن كادت تُطمس وتخضع للمخطط الصهيوني الغربي والأمريكي في ضم القدس والجولان والتوسُّع شمالا وجنوبا وحتى على حساب دول الجوار.
في الجزائر، السنة الجديدة ستحمل أكثر من عنوان جديد، إذ ستتجسد فيها أغلب المشاريع الكبرى الصناعية والمنجزات الثقيلة في الجنوب لاسيما مشروع السكة الحديدية تندوف بشار ومنجم غار جبيلات وباقي المشاريع التي انطلقت ضمن هذا التوجه المنجمي ومشاريع النقل البري عبر السكة الحديدية شمال جنوب وغرب شرق. هذا إضافة إلى انتعاش السوق الوطنية والعمالة ضمن مشاريع إنتاج السيارات الذي سيكون أحد أكبر المنجزات التي أسس لها رئيس الجمهورية ضمن مشروعه التنموي الإصلاحي وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الشامل الذي يقترب من تحقيقه مائة بالمائة حتى قبل نهاية السنة الأخيرة. هذا ما قد يكون مشجعا له وللشعب الذي انتخبه، من أجل مواصلة العمل لتحقيق ما يصبو إليه الجزائريون وبسرعة أقوى. وهذا ما عُرف عن برنامج الرئيس وعمله ومنجزاته وطريقة تحقيق ذلك: الصرامة، الدقة، المتابعة الميدانية الأسبوعية والشهرية والدائمة، والحرص على التنسيق بين كل القطاعات وتغيير الأحصنة عند كل مفترق طرق ضمانا لمسيرة تنموية سريعة وفعالة وقوية وشفافة، عمادها أخلقة العمل السياسي والاقتصادي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!