-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سياسة الحظ الأخير.. تفرض مرشحها

سياسة الحظ الأخير.. تفرض مرشحها

التحفّظ الغربي بخصوص التدخل في الشأن الداخلي الجزائري، ينم عن مسألة في غاية الأهمية علينا إدراكها والبناء عليها..

يوحي هذا التحفّظ أنه ينبغي عدم المغامرة بمستقبل العلاقة مع الجزائر بغض النظر عن من سيكون على رأس الدولة بها، ذلك أن الأوروبيين والأمريكيين يدركون جيدا أن “الحجر” الذي مازال يَحكم استقرار الشمال الإفريقي برمّته هو الجزائر، لو تزحزح قليلا يُمنة أو يسرة يمكن لكل المنطقة أن تنهار، ولن يعرف لها مصير لعقود من الزمن، وسيؤثر ذلك على الاستقرار في الضفّة الأخرى من المتوسط إن لم يتسبب في فوضى تمتد إلى العمق الأوروبي والغربي والإفريقي. لذلك ينبغي التعامل بحذر مع الوضع في هذا البلد. ويبدو أنهم أصابوا في ذلك، فبالنظر إلى ما يحدث في كل جنوب المتوسط من سورية إلى فلسطين إلى مصر وتونس فالصحراء الغربية، وبالنظر إلى ما يحدث في دول الساحل من مالي والنيجر وإفريقيا الوسطى… كل المنطقة تتحرك اليوم بوقع يكاد يكون متشابها، عدا الجزائر التي تكاد تتميز بخصوصية في التحول ناتجة عن كونها أصبحت بحكم عدة عوامل تتحكم فيما يمكن أن نسميه بسياسة “الحظ الأخير” الذي يترقبه الجميع. إما أن تُلعب ورقتها ليتم ترتيب كل المنطقة بطريقة هادئة، مناسبة للتحولات الجديدة في العالم، أو تُلعب بطريقة أخرى لينهار كل شيء وتنفلت الأمور من الكل.

يبدو أن الأمر اليوم هو بهذه الصورة، لذلك علينا إدراكه جيدا، والتعامل معه وفق ما تتطلبه خصائص سياسة “الحظ الأخير” هذه.

وهنا تصبح مسألة السياسة في بلادنا أكبر من الأشخاص والأحزاب، وتتطلب مواقف أكثر عمقا من تلك التي تنطلق من تقييم الخصوصيات المحلية، وتجارب الأفراد. ويفرض علينا هذا الوضع الخاص أن نتجاوز تلك الطروحات التقليدية التي مازالت بعض الأحزاب تتمسك بها كأدوات للتعبئة والتجنيد، إلى طروحات مركبة بطريقة أخرى قد تصل إلى التقاء ما لم نكن نتوقع التقاءه، وتأييد من لم نكن نتوقع تأييده، ونجاح من كنا لا نرى له حظا في النجاح.

إن دور ومكانة بلادنا في الظرف الحالي سيحتم عليها خيارات قد تبدو للوهلة الأولى غير منطقية، ولكننا سنعرف في آخر المطاف بأنه لن يُخرجنا سواها من الحيرة التي نحن فيها، وسيتبين لنا بعد حين أن الغموض الذي حيّر الدبلوماسية الغربية ليس سوى تعبيرا عن حالة حقيقية عشناها، وكان لزاما علينا أن نمر بها وأن نجد المخرج المناسب منها..

 

ولذلك فإنني لن أستغرب أبدا ما إذا كان البديل المطروح ليس أن يترشح رئيس الجمهورية إلى عهدة رابعة، إنما أن يؤيد ترشيح من لا يتصور الناس اليوم أنه سيؤيده بحكم منطق سياسة “الحظ الأخير” هذه.  

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • بدون اسم

    إن أكثر ما يحز في نفسي أن أرى بعض وسائل الإعلام تنكر على من يساندون هذا مواقفهم و تشيد بمواقف من يساندون ذاك
    رجل يصفونه بالبديل و يطبلون له و هو لم يحز حتى على الثقة التي تأهله لأن يكون ممثلا للمواطن عن مقر إقامته في الهيئة التشريعية سابقا
    هنا لا يسعني إلا أن أترحم على الفقيد الذي أجرى تقييما حرا و شفافا أظهر من خلاله قيمة و شعبية كل رجل ومدى رضى الناس عن مواقفه و سياساته

  • قادة

    4/ونفس الشيء احسه في نظراغلب اصحاب القرارالفرنسيين وهوما تثبته اقوالهم بحيث يشبهون العلاقة بين الجزائر وفرنسا(وهذاما قاله كريستيان مالار وبعض من كانوا يرون في انفسهم فرنسيون قبل الاستقلال من بعض المسؤولين والاعلاميين المتملقين)بالزوجين الذين يتدللان على بعضهماالبعض.حتى لااطيل وانا المصدوم والكثير من ابناء الشعب هم كذلك وغيرراضون عن هذه العلاقة الغيرطبيعية اطلاقا.فأقول لكل من له عقل مستنير ان يحددعلاقةالزوجين بعضهما ببعض ومن هو الزوج و من هي الزوجة؟ونحن نبقى نتظر متى يكون التغييرالابتعادعن فرنسا؟

  • قادة

    3/أي كلناجزائريين وهذاممكن ان نتفهمه.اما ان تفعل ذلك مع دولةالاستعمارلإرضاء من يتملق لهم من بعض المسؤولين في النظام المعروف عليهم التبعيةللفرنكوفيليةوخدم فرنساالاستعمارية وباسم الشعب فهذا هوالكذب والبهتان بعينه والذي لايقبله جزائري حريمقت الاستعمار وتبعه اينماكانوا حكام اومحكومين.فكمايسمونه هم الخبير الاعلامي الكبيركرسيتيان مالار والمحلل السياسي الشهير و المهدي المنتظرالقادم الى قناتهم لإخراجها من الظلمات الى النور بتقديمه برنامج خاص بهافعرفت بان الجزائرليست مستقلةبالنسبة لمايفعله بعض الجزائريين

  • قادة

    2/ولا اقول المستقلة.نظرا لدور الاعلام النزيه والحر والمستقل في الاصلاح و التغيير بالطرق السلمية و السلسة ومدى قوته في التاثير فاني قلت على بعضها الخاصة لأنها لم ولن تستقل من التبعية والشيتةللغيرليل نهار.. و هي التي جعلت من نقطةنظامها اوخطها الافتتاحي مدح ودفاعا وتنميقاوتلميعا لنظام فاسدوفاشل وهذا باعتراف كبار مسؤوليه الذين شهدوا على ذلك بألسنتهم ويتكلمون على الاصلاح والتغيير.الاهي للأسف الشديدبدل من قول الحق فهي تشيت بالعيارالكبير.ياليتها فعلت ذلك للنظام ومسؤوليه فقط لانهفقط لانه منا ونحن منه...

  • بدون اسم

    1/تصبح مسألةالسياسةفي بلادنا أكبر من الأشخاص والأحزاب،وتتطلب مواقف أكثر عمقا من تلك التي تنطلق من تقييم الخصوصيات المحلية،وتجارب الأفراد،لما نكون احرار في قرارتنا والامور في بلدنا تسير من قبل مؤسسات تشريعية وتنفيذيةومراقبة قضائيةمستقلة عن الطرفين تمثل حكم الشعب حقيقةكما ينص الدستور والاحكام التي يقال عندالنطق بها اسم الشعب وفق ارادةالشعب ليس وفق هوى الاشخاص والعصب وخاصة التبع منهم للمستعمرين وخاصةمنهم الفرنسيين.وانا اتابع لقاء خاص مع الاعلامي الفرنسي كرستيان مالار جرته معه احدى القنوات الخاصة...

  • الجزائرية

    تابع: فإن قضية الرئيس القادم لها لا يجب أن تشكل مأزقا مثلما يحاول الكثيرون تمريره إعلاميا ليس وفق أسباب مقنعة بقدر ماهو ولاءات شخصية للأفراد و ليس للوطن .إن الجزائر هي من فرضت على الدول الكبرى احترام شؤونها الشخصية ..بعد أن فرضت احترامها من خلال مجموعة من الإلتزامات كتسديد الديون ،التعاون لمحاربة اللإرهاب ،السير نحو تحقيق و لو بشكل نسبي بعض الإتفاقيات الدولية فيما يخص حقوق الإنسان.تحسين وضعية المساجين و ترقية دور المرأة

  • الجزائرية

    قد يتصور الكثيرون ـ وهما ـ أن الجزائر دولة هشة .لا و الله فلو كانت كذلك لانهارت و دخلت في حرب أهلية أتت على الأخضر و اليابس في منتصف التسعينات من القرن الماضي. قد يلومني البعض أو يتهمونني بالقصور في الرؤية للأشياء !لايهم لكل واحد منا الحق في التعبير الحر.لدينا جيش قوي تصدى باستراتيجية لما كان يحاك للجزائر كأول دولة من دول "الصمود"كان يجب عليها أن تدفع ثمن مواقفها ..بعدتدمير العراق مباشرة.. لقد تآمرت في ذلك الوقت قوى التدمير الداخلية مع قوى خارجية بدأنا نؤكد يدها الطولى في كل ما جرى..و بالتالي