-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شتيمة لأهل السُّنة!

حسين لقرع
  • 2084
  • 10
شتيمة لأهل السُّنة!
أسوشيتد برس
مبنى بلدية تل أبيب يضيء بألوان العلم الإماراتي احتفالاً بالإعلان عن إقامة علاقات كاملة بين أبو ظبي والاحتلال الإسرائيلي يوم 13 أوت 2020

تتحدّث أوساطٌ سياسية وأكاديمية وإعلامية صهيونية هذه الأيام عن قرب تشكيل تحالف سُنّي – صهيوني للتصدّي لـ”الخطر الإيراني في المنطقة”، وسيعرف هذا التحالف خطواتِه الأولى بعد التوقيع الرسمي على اتفاق التطبيع بين الإمارات والكيان الصهيوني في شهر سبتمبر الجاري.

والواقع أنّ فكرة هذا التحالف المشبوه والمضادّ للمنطق، ليست جديدة؛ إذ كثُر الحديثُ عنها في السنوات الأخيرة في كلّ مرة يُكشف فيها عن لقاءات سرّية بين قيادات صهيونية وأخرى خليجية، وكانت هذه اللقاءات مبعث فخر نتنياهو الذي طالما صرّح بأنّ هناك تحوّلا دراماتيكا كبيرا يحدث في المنطقة، وأنّ هناك دولا خليجية وعربية أخرى قد غيّرت نظرتها إلى الكيان الصهيوني ولم تعُد ترى فيه عدوا، بل “صديقا جديدا” و”حليفا” ضدّ العدوّ المشترَك: إيران.

اليوم، ومع خروج هذه العلاقات من طابعها السرّي إلى العلن، وإعلان الإمارات التطبيعَ مع الاحتلال، بات قيام هذا التحالف أمرا واقعا فيما يبدو. وقد يقتصر في البداية على البلدين في ضوء التحفّظ المفاجئ للبحرين والسودان ودول أخرى على التطبيع خارج اشتراطات مبادرة السلام العربية سنة 2002.

لسنا بحاجة إلى التدليل على أنّ هذا التحالف البغيض لن يكون في مصلحة الإمارات ولا أيّ دولة خليجية أو عربية أخرى تنضمّ إليه، بل سيكون في مصلحة الاحتلال وحده؛ فهو على الأقل سيفكّ نهائيا عزلته الدولية، ويحوّله من كيان احتلال إلى “دولة” عادية في المنطقة، ويعمّق جراح الفلسطينيين ويُضعف قضيّتهم أمام العالم، وفي الوقت نفسه، فإن الاحتلال الذي يرفض بيع طائراتٍ أمريكية متطوّرة لـ”حليفه” الجديد، لأنه لا يثق فيه، لن يُرسل جنديا واحدا ليموت دفاعا عن عرشه إذا ما اصطدم بإيران وسيتركه لمصيره، لكنّ ما يثير السخرية هو أن يدخل الاحتلال من نافذة الصراعات الطائفية والمذهبية بالمنطقة، ويتحدّث عن “تحالف سُنِّيٍّ – إسرائيلي ضدّ خطر إيران الشيعية”، وكأنّه أصبح بلدا مسلما سُنّيا يحمي حِمى أهل السُّنة والجماعة ويذود عنهم، أو أنَّ الفلسطينيين الذين يقتلهم باستمرار منذ 72 سنة هم بوذيون أو عبدة أصنام!

هي محاولة مكشوفة لاستغلال الانقسامات الطائفية العميقة في المنطقة وتكريسها، وإهانةٌ بليغة لأهل السُّنَّة وشتيمة جارحة لهم؛ فهل هان أمرُهم حتى تمثّلهم دولةٌ خانت فلسطين والأقصى، ويدافع عنهم كيانٌ عدوانيٌّ بغيض أمعن في ارتكاب المذابح بحقّ أشقائهم في فلسطين والتنكيل بهم؟

الإمارات مجرّد دولة من 54 دولة سُنِّية في العالم الإسلامي، أما بقية البلدان فأغلبها لا يسعى إلى التطبيع مع الاحتلال والتحالف معه، ولا يزال يعدّه العدوَّ الأول للفلسطينيين والعرب، وليس إيران، وإذا كانت النظرة إلى العدوّ الصهيوني وإيران قد تغيّرت لدى بعض الخليجيين، فلا نعتقد أنّها قد تغيّرت لدى الجزائر وتونس وليبيا وأفغانستان وباكستان ومالي والنيجر وأندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش والسنغال… ودول إسلامية كثيرة ترى أنه يمكن التحاورُ مع إيران وتحقيق قدرٍ من التعايش معها، عوض الاصطدام بها بالضرورة في حروبٍ طائفية مكلّفة للجميع ولا طائل من ورائها.

إنّ إلباس هذا التحالف الخاسر غطاءً طائفيا لتبرير استبدال العدوّ، وكذا تبرير التطبيع وخيانة القدس والأقصى، هو محاولةٌ يائسة لكيِّ وعي الشعوب التي تقف كلُّها مع فلسطين، من المحيط إلى المحيط، من جاكرتا إلى الرباط، وتؤمن بإمكانية استعادتها بدعم مقاومتها الشريفة، والوقوف وراءها، وعدم ترك هذه المسألة الحيوية لإيران وحدها. أمّا من وقف مع الاحتلال وتحالف معه، فذلك أمرٌ يعنيه وحده، وهو ليس وصيّا على 1.5 مليار سُنِّي في العالم، ولن يجني من خيانته هذه سوى الوبال والخسران.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • مواطن من باقي الوطن

    انكشفت عورة العرب(أستثني الشرفاء).. فهم قطيع يسيّره الغرب والصهاينة كيفما أرادوا.. منذ 1979 وهم يحاربون في إيران بإيعاز من أسيادهم.. والغريب أنّ إيران هي التي تساعد المقاومة الإسلامية في فلسطين(حماس والجهاد) و بشهادة قادتها.. أكثر من 40 سنة وحكام العرب يتّهمون إيران بأنّها تتعامل مع اليهود وإذا بالحقائق تكشف كذبهم ومنذ 1997 وحكام العرب يتعاملون مع الصهاينة تحت الطاولة والآن فوق الطاولة.. والحمد لله أنّ هناك مسلمون من غير العرب أعطوا الوجه المشرّف للإسلام مثل ماليزيا وأندونيسيا وتركيا وإيران.. وإن شاء الله سيتحقّق التحالف الإسلامي بقيادتهم من دون العرب..

  • عمر

    تحالف وهابي – صهيوني وليس سُنّي – صهيوني

  • عبدالرحيم

    الجاهل وغير الواعي يمكن أن تسيّره كالقطيع... هكذا هو حال العرب اليوم... منذ 1979 وهم يحاربون إيران نيابة عن الصهاينة والغرب وخصوصا أمريكا.. والغريب أنّ إيران قبل 1979 لمّا كانت فيها سفارة الكيان الصهيوني كان صديقة العرب وبمجرّد أن أغلقت السفارة الصهيونية في طهران هاج حكام العرب وثاروا ضدّ إيران... طبعا بإيعاز من أمريكا ...

  • حماده

    ألا تعلم أن الشيعة أيضا متحالفون مع اليهود ضد أهل السنة على مر التاريخ وإلى يومنا هذا ؟؟؟؟
    لست أدافع عن خيانة وتطبيع الامارات وغيرها مع المحتل الصهيوني ولكن حسب مقالك هذا فهمت أنك تجهل تاريخ وحقيقة وعقيدة وخطر الروافض وإنما تتكلم عن جهل وعاطفة فقط.

  • ناجي بن العيد الطريفي

    العرب اشرف الاجناس واشدهم حفاظا على الاصالة فقط اختلاطهم بالاجناس الاخرى جعل اوصافهم النبيلة تختفي بسبب بحر فجور غيرهم وتحسب عليهم كل ساقطة يقترها غيرهم ممن اختلطوا بهم - عاش العرب رغم انف الحاقدين - ومن اراد ان يتعلم الاخلاق من الغرب والشرق فعليه باشعار عنترة وامرا القيس و غيرهم من فطاحلة الشعر العربي هذا ايام الجاهلية فما بالك حين جاء الاسلام

  • ابا مصعب

    قال تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا يوما : اذا مات العرب ماتت الخيانة

  • محتار

    لا تتفاجأ فالأمر سبق و حدث من قبل عندما تحالف السنة بزعامة صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين للإطاحة بالدولة الفاطمية.

  • نمام

    هناك تحالفات جديدة في الشرق الاوسط في مواجهة تركيا والاخوان و ايران وخطاب بومبيو يؤكد ان الحبل السري بين تركيا و الولايات المتحدة طبعا و اسرائيل قد ينقطع و احياء فكرة صدام رحمة الله بدون اتمام الضلع سوريا مصر العراق الاردن كتلة نفطية و بشرية وتكتل قطر ايرن تركيا يعيق ما في نفس يعقوب كتلة سنية اسرائلية وقد يخطط ان تمتد الى اسيا و اروبا باعتبارها لا تقوم على استعمار و انما مصالح لغة العصر وكله عملا ضد ايران والتمدد التركي قطر و لكن اين نحن النائمين في العربة الاخيرة من القطار

  • جزاءري

    هدف اسراءيل واضح وهو تشتيت المسلمين والهاءهما ببعضهم البعض بدلا من تركيزهما على اسراءيل كعدو . اسراءيل نجحت وتفوقت بدهاءها السياسي والاستخباراتي في دق اسفين بين السنة والشيعة . سيستمر التباغض السياسي بينهما لتستفيد اسراءيل من ذلك ايما استفادة لان الشعوب الاسلامية في اغلبها سعوب بلهاء لا تعي ما يدور حولها ولا ما يخطط لها وتسير عمياء خاف من يقودها الى نحبها عن بعد . ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم . لكن اليهود استفادوا من استغلال هذه الاية والاستثمار فيها بالنفخ في النزاعات بين المسلمين اكثر من تمسك المسلمين بتطبيقها .

  • ناجي بن العيد الطريفي

    غريب امركم وما دخل اهل السنة في هذا التطبيع او التحالف ؟ قيادات سياسية تتعامل بما يمليه عليها الوضع السياسي تستمد ذلك من رؤى بشرية بحتة اجتهادات شخصية تخضع للقوانين الوضعية ، فوجدتم مدخلا كي تمنحوا الشيعة صكا على بياض و تبخصوا السنة حقهم ، وهل تعلمون ان الشيعة طبعوا مع اسرائيل منذ قرون حين ظهر ابن سبأ اليهودي الذي اسس الكيان الشيعي و اليهود يعلمون ان ايران الشيعية جزء لا يتجزأ من الفكر اليهودي الذي يسعى الى القضاء على اهل السنة هذا الفكر الذي نسجه ابن سبا اليهودي و اليوم يحضى بالحماية من طرف القوى العالمية و الدليل ان الخميني اسس للانقلاب على الشاه من فرنسا و بدعم فرنسي معنوي ومادي فكفانا ,,