شقة فلة عبابسة!

أكثر ما يثير الانتباه في قضية “سطو” الفنانة “فلة عبابسة” على شقة (زميلتها) حسنة البشارية، أنّ “فلة” التي بكت واشتكت وصدّعت رؤوسنا بالكلام عن ظلم المسؤولين وعن التهميش الذي تتعرض له باستمرار، وعن “الإهمال” الذي أدّى بها لاعتزال الفن “ساعات قصيرة” قبل العودة (!!) ليست مظلومة دوما مثلما تزعم وتدّعي، بل تبين أنها مستفيدة و”متعودة” على الاستفادة من كثير من المزايا، ليس أقلها “شقة” وما أدراك ما “شقة” في ولاية مثل بشار!

البعض انتبه للقضية التي فجّرتها حسنة البشارية ولردة فعل فلة الغاضبة عليها، لكن لم ينتبهوا إلى أصل الصراع والقصة برمتها، والمتمثل في شقة بولاية حدودية مثل بشار، تعاني (وللصدفة) من احتجاجات شعبية هذا الأسبوع نتيجة توزيع غير عادل للسكنات والأراضي، وبسبب انقطاعات متكررة للكهرباء والماء، فماذا لو طالع البشاريون تفاصيل هذه الفضيحة الجديدة، خصوصا بعدما تبين أن فلة باعت الشقة واستفادت من أموالها؟!

القضية (إن صحّت) تأتي أيضا بعد أيام قليلة من رحيل الممثل القدير عمار معروف الذي اضطرته الظروف الصعبة لذرف الدموع أمام الكاميرات “ساعات قبل وفاته” مطالبا بسكن لائق، وعقب أيام من وفاة الفنان ومهرج الأطفال “عمو رفيق” (رفيق بلعابد) الذي رحل وفي قلبه غصّة بسبب افتقاده للسكن أيضا!

ثمّ ما فائدة الأموال الطائلة التي يعلن عنها مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف، وما جدوى الحديث عن توزيع الملايين على الفنانين إذا كان هؤلاء يموتون بشكل مستمر، ومن دون سكن أو راتب؟ ولا حتى تقاعد محترم، أو كرامة أيضا؟!

الغريب أن حسنة البشارية التي تغني داخل وخارج الوطن، وتحيي الحفلات والمهرجانات أمام العرب والعجم، قالت إنها تريد الاستفادة من سكن اجتماعي، وعدها به الكثير من الولاة ولم يلتزموا، فعلى أي أساس تتم هذه الاستفادة.. لحسنة وفلة معا؟ وهل هنالك معايير؟ والسؤال الأهم: ما الذي أتى بفنانة عاصمية مثل فلة “بل ومقيمة بالخارج دوما.. وببيروت على وجه التحديد” إلى بشار لتستفيد من سكن أصلا؟؟