-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صهاينة سوريا يستنجدون بالاحتلال!

حسين لقرع
  • 1124
  • 0
صهاينة سوريا يستنجدون بالاحتلال!
ح.م

بعد أن يئسوا تماما من إمكانية كسب الحرب في سوريا والوصول إلى حكمها، لم يجد بعض رموز المعارضة السورية سوى الاستنجاد مجددا بالاحتلال الصهيوني لعله يدخل حربا مباشِرة مع سوريا لإسقاط نظامها وتنصيبهم حكاما جددا لها؛ فبعد أن زار الدكتور كمال اللبواني الكيانَ الصهيوني في سنة 2014 وعرض عليه التدخل العسكري لإسقاط الأسد مقابل التنازل له عن الجولان، وكأنها ملكُ أبيه، ها هو معارضٌ سوري آخر وهو عصام زيتون يزور الاحتلال مجددا على رأس وفد معارِض ويقدّم له طلبا غريبا بعنوان “المبادرة السورية الإسرائيلية” يقضي بتدخّل جيش الاحتلال لإسقاط نظام الأسد ووضع سوريا تحت الوصاية الدولية وتقسيمها إلى محافظات!…

بين اللبواني وعصام زيتون زار معارضون عديدون الكيان الصهيوني مرارا منذ اندلاع الأزمة السورية في 2011 وطلبوا منه مساعدتهم على إسقاط النظام السوري مقابل التطبيع معه. وخلال 8 سنوات من الحرب الأهلية، دعم الاحتلالُ فصائل المعارضة السورية في الجولان بالسلاح، كما اعترف رئيسُ أركان الجيش الصهيوني السابق غادي إيزنكوت بنفسه، وفتح مشافي ميدانية في الجزء المحتلّ من الجولان استقبل فيها آلاف المقاتلين السوريين الجرحى، وقد أظهرت التلفزيونات العبرية السفَّاح نتنياهو وهو يزور بعضهم ويتحدّث عما أسماه “إنسانية إسرائيل”… كما استضافت معارضين سوريين تشفّوا في بلادهم بعد أن تلقت ضرباتٍ عسكرية أمريكية وصهيونية في السنوات الماضية، ودعوا إلى الاستمرار في ضربها، قبل أن تصل الخيانة ببعضهم أخيراً إلى طلب المساعدة من الاحتلال لتقسيم بلدهم ووضعه تحت الوصاية الدولية!

الآن سقطت آخرُ أوراق التوت عن هؤلاء المعارضين الذين طالما اتّهموا بشار الأسد بالعمالة للاحتلال الصهيوني، لأنه لم يُطلق على جنوده بالجولان المحتلّ رصاصة واحدة في عهده، ولم يحاول أبدا العمل على تحريره، ولكن ها هم يُثبتون للعالم أجمع أنهم هم العملاء الحقيقيون؛ فبشار لم يسعَ إلى تحرير الجولان، لأنّه يعرف أن ميزان القوى العسكري مختلٌّ كليا لصالح الاحتلال ومن غير الممكن تحريرُه بالقوة الآن، ولا بد من ترك المسألة للزمن، لعل الظروف تتغير مستقبلا، ورفض “تحريره” على طريقة السادات حتى لا يعترف بـ”دولة” الاحتلال ويطبع العلاقات معها، أما هؤلاء الخونة فقد أصبحوا يعرضون بلا أدنى حياء التنازلَ عن الجولان رسميا للاحتلال والتطبيع معه على حساب القضية الفلسطينية، بل حتى تحقيق حلمه بتقسيم سوريا طائفيا وعرقيا، وكذا وضعها تحت الوصاية الدولية، وهذا كله مقابل خدمةٍ واحدة فقط يقدّمها لهم وهي إيصالهم إلى الحكم على ظهور دباباته!

أرأيتم إلى أين وصلت الخسّة والنذالة والحقارة ببعض العرب؟! هل يعتقد هؤلاء الأنذال أن جيش الاحتلال سيخوض حربا لصالحهم ويعرض حياة جنوده للخطر لإيصالهم إلى السلطة والحال أنه لم يعد يستطيع حتى خوض حربٍ طويلة مع المقاومة الفلسطينية كما كان الأمر قبل سنوات؟

لا نعمم طبعا، فلا ريب أن هناك معارضين شرفاء لا يقبلون بيع سوريا بأموالِ الدنيا كلها، ويفرقون جيّدا بين معارضة الأنظمة وخيانة الأوطان، ومن حقهم أن يعارضوا نظاما شموليا ينكر على السوريين أبسط حقوقهم في الديمقراطية والحرية، ولكننا نتحدث تحديدا عن معارضين متصهينين بلغ بهم الحقد والدناءة والوضاعة إلى درجة الاستنجاد بقتلة أطفال غزة للتدخل ضد أوطانهم وتقسيمها.. هنا تتحول المعارضة إلى خيانةٍ عظمى وعمالة حقيرة وجريمة دنيئة لن ينساها لهم التاريخ كما لم ينس خيانات ابن العلقمي وسعد حدّاد وأنطوان لحد… والقائمة طويلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!