-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ضمائر حية وأخرى ميتة !

الشروق أونلاين
  • 1087
  • 0
ضمائر حية وأخرى ميتة !

انتهت الحرب بكل مآسيها وخيباتها وجاءت مرحلة الحساب، أزمات سياسية في إسرائيل واتهامات متبادلة بسوء التقدير والفشل في إدارة المعركة، وفي لبنان اشتعلت حمى التصريحات والاتهامات المتبادلة، بين حزب الله والقوى اللبنانية الأخرى، وقد نتفق مع هذا الطرف أو الآخر، لكن‮ ‬مجرد‮ ‬المحاسبة‮ ‬وعدم‮ ‬السكوت‮ ‬عن‮ ‬الأخطاء‮ ‬والهفوات‮ ‬هو‮ ‬سلوك‮ ‬حضاري‮ ‬لدى‮ ‬أصحاب‮ ‬الضمائر‮ ‬الحية‮.‬
رشيد‮ ‬ولد‮ ‬بوسيافة
انتفض السياسيون في إسرائيل واتهموا أولمرت بكل التهم، بل إن البعض منهم شبّه ما قامت به إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت بما قامت به النازية الألمانية ببلدة جرنيكا سنة 1939، وتواجه الحكومة الإسرائيلية شبح السقوط بسبب فشلها في إدارة الحرب، وعدم تحقيق نتائج مرضية،‮ ‬رغم‮ ‬أنها‮ ‬دمرت‮ ‬كل‮ ‬لبنان،‮ ‬أما‮ ‬حزب‮ ‬الله،‮ ‬فيحاسب‮ ‬على‮ ‬نصره‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬قوى‮ ‬لبنانية‮ ‬لا‮ ‬تجرؤ‮ ‬على‮ ‬ذكر‮ ‬ارتباطاتها‮ ‬وتحالفاتها،‮ ‬كما‮ ‬يفعل‮ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬صراحة‮ ‬عندما‮ ‬يقول‮ ‬أنا‮ ‬متحالف‮ ‬مع‮ ‬سوريا‮ ‬وإيران‮.‬
لكن كل هذا لا أثر له في أي دولة عربية، رغم أن كل الدول العربية كانت معنية بشكل مباشر بالحرب التي دارت، فقد اتخذت مواقف وحدثت تواطؤات وخيانات ومع ذلك لم نسمع بوزير اعترض على رئيسه أو حزب دعا إلى المحاسبة، كل شيء هادئ وكل الأمور تمام، لا حكومة تسقط ولا حاكم ينتقد‮ ‬على‮ ‬خيانته‮ ‬أو‮ ‬موقفه‮ ‬المتخاذل‮.‬
لا وجود للمحاسبة حتى في تلك الدول التي تتخذ مواقف نقول عنها مشرفة من أمريكا وإسرائيل، بينما تفعل بشعبها ما لم تفعله إسرائيل به.. اللبنانيون وعلى اختلافاتهم وتناقضاتهم تمكنوا من وضع معالم دولة يحاسب فيها من يخطئ ومن لا يخطئ، وإذا استمروا على هذا المنوال، فسيسبقون‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬الأخرى‮ ‬بسنوات‮ ‬ضوئية،‮ ‬وقد‮ ‬فعلوا‮ ‬فعلا‮.‬
أما في باقي الدول العربية، فيكفي التمسح على جلابيب الحكام، وتزكية أفعالهم ومواقفهم مهما كانت مخالفة للمبدأ أو المصلحة أو المنطق، ولا عجب، فقد صاغ، من يسمون أنفسهم علماء، فتاويهم على مقاس الحكام ثم تراجعوا لما انتصر حزب الله، ولازالت المهازل مستمرة، ولازال العرب‮ ‬يبحثون‮ ‬عن‮ ‬الحل‮ ‬للمشكلة‮ ‬الموجودة‮ ‬برؤوسهم‮ ‬في‮ ‬أروقة‮ ‬مجلس‮ ‬الأمن‮!‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!