-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طاي طاي

عمار يزلي
  • 2766
  • 0
طاي طاي

كان علي اليوم أن أفكر في العيد وفي حوائج العيد. وعندما تكون تملك قطيعا من الأفراد.. والبقرات في بيتك، فهذا يعني أنه عليك أن تفكر في عيد.. الله لا يعيده على أحد. أخذت تسبيقا آخر من الجزار لمدة 15 يوما لعلي أتمكن من شراء حاجات ولو رمزية لبناتي وأبنائي وزوجتي ولي أيضا. الحمد لله أنه كانت عندي مؤونة شهر مع رطل لحم مجاني كل يوم، فلا أفكر في الأكل وإنما الآن عليَّ أن أفكر في اللباس.

ذهبت إلى سوق الشناوا للألبسة. الباعة المتجولون كانوا لا يزالون هنا يبيعون بنصف السعر لألبسة هي نفسها بربع سعرها الحقيقي لو كانت مصنوعة محليا. أغواني الرخس كما أغوى رخسها بقية من جاؤوا إلى هنا لرفع الإحراج أمام الناس يوم العيد. اشتريت حذاء لي، لأني كنت بلا حذاء. اشتريته بسعر لا يصدق رغم أنه جديد.. بـ100 دينار.. أي 50 دينار للفردة. أدخلت رجلي اليمنى في الفردة اليمنى، فكان نفس القياس.. وكان الحذاء الوحيد المتبقي لدى البائع الهارب من الشرطة. دفعت له الثمن وحمل طاولته المحمولة وطار مع الطائرين المطاردين. زوجتي اشتريت لها خفا ورديا بـ50 دينارا، ابنتي الكبرى، اشتريت لها تنورة بـ150 دينار والصغرى لباسا عصريا أبيض بنجمات حمراء وزرقاء جميلة بـ 200 دينار. كنت أعرف أنها ستطير من الفرح. الابن الأكبر، اشتريت له سروال دجين بـ300 دينار. والبقية بصراحة اشتريت لهم من الشيفون: قميصا بـ100 دينار، “سروال كلاسيك” وفانيلا بـ150 دينار.. وعدت لبيتي لأوزع الغنائم ولأسكت الأفواه وأفرح القلوب المعصورة التي كانت تعتقد أنني لن أعيد لأحد منهم. لم أخبر أحدا، أردت أن تكون هذه الأمور مفاجأة. دخلت البيت قبيل العصر لأجد كل الناس هنا. مناسبة جميلة، فقلما نلتقي جميعا في وقت واحد ومكان واحد (البيت لا يتسع وكل واحد وبرنامجه). أولا: حذائي، فوجئت بأني اشتريت فردتين لنفس الرجل.. اليمنى كارثة، معناه إلى المزبلة، لأني لا أستطيع تغييره مع تاجر متغير مجهول متنقل هارب. خف زوجتي، “جاها سوا سوا.. شوية مزير بصح قلت لها يوساع مع الوقت”. أدخلت رجليها فيها وسارت خطوتين ففتح فمه هههههكذا.. هااااااع ع ع . إلى الزبل! أرمي.. قيس! ابنتي الصغرى، لم يعجبها اللباس الجميل لأن لطخة كانت فيه، فراحت أختها الكبرى تغسله لها ليبدو غير متسخ.. فتحول اللباس الأبيض بالنجوم الحمراء والزرقاء إلى شكارة بلون العدس. أرمي! بدعية ابنتي الأخرى، عندما لبستها، بدت فيها ككرة ثلج أو حبة إسكيمو: سمينة بالبزاف “طاي فيل” في بدعية “طاي فين”. سروال ابني الأكبر، لم يدخل له حتى في خاصرته، بقي مفتوحا من الأمام على مستوى الحزام، وطالعا بربع الساق كما لو أنه كان يستعد للمشاركة في سباق البلديات مع أبناء الشهداء!

فقط الأشياء التي اشتريتها بنصف السعر من الشيفون كانت “سواسوا” وعلى المقاس وأعجبت الناس، أقسم علي الناس ألا أشتري لهم أنا الكسوة لا من عند الشناوا ولا من البالا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!