-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

على الإمارات السلام..

محمد سليم قلالة
  • 2124
  • 13
على الإمارات السلام..
رويترز
مباني في مدينة أبو ظبي عاصمة الإمارات

بعد كل التقدم الذي عرفته الإمارات العربية المتحدة، بعد أن أصبحت مَضرب الأمثال في مجال القدرة على إدارة الثروة، واختراق الأسواق العالمية، وتقديم صورة عن قدرات بلد ناشئ في الصعود، ها نحن نرى بعض قادتها اليوم يقعون في المحظور، ويُساقون عبر الاعتراف بالكيان الصهيوني عَلَنا ورسميا إلى حيث سينتهي بهم المطاف إلى مصير، هو النقيض التام  للمسار الناصع والرؤية المستقبلية السَّديدة للشيخ زايد رحمه الله…

لماذا هذه الخطوة؟ مَن سمح بها؟ وإلى أي مصير؟ لماذا؟

إن هذه الخطوة هي نهاية مسار، بدأ منذ سنوات من قبل قيادات سياسية وأثرياء كبار، صدّقوا أن الاعتراف بالكيان الصهيوني هو الشهادة التي ستُمكِّنهم من أن يُصبِحوا رسميين ضمن مجموعة الأمم الغربية ودوائر المال العالمية، ولن يُعامَلوا، كشرق مسلم مازال يؤمن بالقدس وبفلسطين وبحق العودة للفلسطينيين، أو كشرق قد يُفكِّر في دعم المقاومة لتحقيق ذلك… إنها الثمن الذي ينبغي أن يُدفَع ليستمر القَبول الغربي بهؤلاء، ويزيل عنهم كل الشكوك… إنها أخيرا وثيقة ضمان عدم العودة إلى المواقف التاريخية السابقة، ووثيقة إعلان الولاء العلني للغرب، وتغيير دائرة الانتماء.

مَن سَمح بهذه الخطوة؟

بلا شك إنها لوبيهات المال والأعمال، التي احتكرت الثروة، وأصبحت لديها أرصدة ضخمة عبر العالم تقدّر بمئات الملايير من الدولارات السائلة، وآلاف الملايير المُستثمَرة، وأصبحت تشعر أنها أقرب إلى الدوائر الاحتكارية المعادية للقضايا العربية، وللإسلام، والشرق، منها إلى هموم الشعوب المضطَهَدة أو المظلومة أو الفقيرة في نموذج الفلسطينيين المقهورين وباقي الشعوب العربية والإسلامية التي لا يقل وضعها سوءاً.

إلى أي مصير؟

لا شك أن الغرب لن يقبل بهذا الاندماج سوى شكليا، وستدخل الإمارات اليوم في مرحلة من الابتزاز لم يسبق أن عرفتها، ولن يكون مصير قادتها أفضل من مصير قادة مصر، وبدل الاستقرار الذي عرفته في العقود السابقة ستبدأ تعرف مرحلة من الاضطرابات… وفق السيناريو المتعارف عليه…

وهكذا سيتم الرفع من نفقات التسلح، وزيادة فاتورة إجراءات الوقاية والأمن، من خلال مزيد من التخويف المنظم. وعندها سيضطر هذا البلد إلى جر آخرين معه إلى ذات المصير، وبدل أن يستمر سهم التقدم لديه في الارتفاع سيُراوح مكانه لسنوات قليلة قادمة، ثم يبدأ مرحلة السقوط.

وهي الغاية النهائية من كل العملية: ينبغي ألا يتقدم أي بلد عربي أو مسلم، وألا يخترق الأسواق المالية، ولا أن يصل إلى الفضاء، ولا أن يعيش حياة هانئة… ويوم يكتشف حقيقة ما ذُبِّر له، سيكون قد فات الأوان… وسيقرأ مندهشا، وبكل وضوح العنون التالي: “حقق الكيان الصهيوني السلام.. وعلى الإمارات السلام”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • kalmas

    الامارات دولة ذات سيادة لها رأي تمسكت به وطبقته وفق سيادتها فهل نحن اصحاب رأي واصحاب مبادئ اذا كنا كذلك فالنقاطع هذه الدويلة ونلتزم بمبادئنا اتجاه القضية الفلسطينية . ولايهمنا من امر الذين يطبعون او يطبلون . كلنا يااستاذ نخالف في كثير من الاحيان مانؤمن به .

  • علي الجزائري

    لو ربطت بين تقدم الامارات وتطبيعها كنتم ستفهموا ذلك قبل ان تعلنه
    فمن يملك ويدير اقتصاد العالم ويحكم التكنولوجيا خصوصا الجوسسة هم الصهاينة
    فلولم تبع الامارات نفسها منذ زمن لبني صهيون لن يسمح لها ببلوغ اي مراتب متقدمة
    النظام الاقتصادي العالمي يحكمه بني صهيون من يمشي بطريقهم يسمحوا له بالتقدم
    ومن يخالفهم يحاصروه اقتصاديا ويعطلوا كل مشاريعه ويجمدوا ارصدته المالية
    ويجبروا شركاتهم المتعددة الجنسيات على الانسحاب من تلك الدولة المعادية لهم
    وتفرض عليها عقوبات حتى ينهار اقتصادها ويكون نتيجة حتمية لانتفاض شعبها بقوة
    ثم تاتي قواتهم الغازية لتدعي حماية ذلك الشعب وجلب الدمقراطية والسلام له

  • kacem

    تحليل منطقي ..............وسوف يندمون ........... و الصهاينة ليس لهو عهد ولا ذمة...فعلا حكام عبيد
    لا يتعظون ولا يقبلون النصح......سيصبح اليهود سرطان ينخر شبه الجزىرة كما كانو قبل ان يطردو منها......

  • محمد

    يوم اعترف السادات بإسرائيل تجند العرب كلهم صد مصر وهي أقوى دولة من حيث عدد سكانها ومن حيث قوتها العسكرية وإن لم تفز في أي حرب شنتها على غيرها.واتهم ملك الأردن بالخيانة.لكن ما فتئت تمر الأيام حتى استرجعت مصر جامعة الدول العربية من تونس وتزعمت سياسة العرب بفكر الخانع لأمريكا وإسرئيل.وكعادتهم في التآمر على بعضهم البعض من الخليج إلى المحيط ارتبط الخليج اقتصاديا بالعدو المعلن كما يفعل أشقاؤنا في منطقتنا منذ فجر التاريخ ليطيح كل نظام بجاره مشجعين المعارضين السياسيين ولو كانوا من المتدينين لتفتيت كل بلد إلى قبائل متشاجرة لا تسمح بأي استقرار من شأنه بناء الأوطان فأصبحنا كلنا قابلين للعبودية والاستعمار

  • سامي

    سقط القناع عن القناع.فأولئك الذين تقنعوا وتزيوا بزي القضاة قد ظهروا على حقيقتهم والشعر غير الطبيعي الذي كان يكسو رؤوسهم ليمنحهم بياضه وقار الشيوخ قد طار وكشف عن وجوه ذات ملامح مريبة. على حد تعبير بن نبي رحمه الله.

  • حوار مع إماراتي 4

    -فعلا كلامك واقعي ، لكن ماذا تقول لمن يتهم الإمارات بالتدخّل بشؤون بلاده ، و بناء تطورها على أنقاض هذه الدول ؟!!
    - : هم مهووسون بنظرية المؤامرة لتعليق فشلهم على أي شماعة وهمية ، و حتى و إن كان كلامهم صحيح فهذا يدل على قوة الإمارات و ضعفهم ، و لو كانوا أقوياء و أذكياء لما تآمر عليهم أحد ، فلماذا لا نتآمر على ألمانيا أو السويد أو اليابان مثلا ؟!..
    - : كلامك منطقي جدا ، لكن الحقيقية جارحة و موجعة ، و شعوبنا سترفض النقد الذاتي و الاعتراف بالداء ، لأنّها لا تقوى على الدواء ، و تعوّدت على العيش في الوهم كطريقة أسهل من تقبّل الواقع الذي يحتاج لبذل الجهد لتغييره ..!!

  • حوار مع إماراتي 3

    أصبحنا متسامحين مع الجميع ، رغم أنّ هذه الديانات ليس لها تاريخ في أرضنا ، بينما المشرق و شمال أفريقيا يرفضون المختلف رغم أنّ تاريخهم مليء بوجود أصحاب الديانات الأخرى ، و حتى الإرهابين في التنظيمات الدولية تجدينهم من تلك الدول و ليس من الإمارات أبدا ، إضافة أن جواز سفرنا هو أقوى جواز سفر في المنطقة و نسافر لكل العالم و متى ما أردنا ذلك ، بينما تقف دول المشرق و شمال أفريقيا بالطوابير على السفارات الأجنبية كي تأخذ أقلية منهم التأشيرة ، فكافكم العيش في الوهم !!!.!
    -: فعلا كلامك واقعي ، لكن ماذا تقول لمن يتهم الإمارات بالتدخّل بشؤون بلاده ، و بناء تطورها على أنقاض هذه الدول ؟!!
    يتبع

  • حوار مع اماراتي 2

    - : لا توجد دولة في المشرق أو المغرب تصل لمستوى الإمارات في النظام و التطور التكنولوجي و السياحة و الاقتصاد المزدهر ، و التعايش الثقافي و الديني بين مئات الجنسيات و الأعراق المختلفة ، و يلزم هذه الدول مئات السنين لبناء مدينة مثل دبي و أبو ظبي ، و كل كلامهم عن التاريخ و الحضارة هو هراء ، فالآن العالم مختلف و لا يمكنك العيش في ذكريات الماضي ، ثم أنّه نحن أحسن من كل هؤلاء ، و بنينا من الصحراء القاحلة مدنا عالمية ، بينما هم يتغنّون بالتاريخ و الحضارة و لازالوا يسرقون الأحذية من المساجد ، أيضا سمحنا للبوذيين و الهندوس و المسيحيين ببناء معابد لهم ، و أصبحنا متسامحين مع الجميع..
    يتبع

  • محمد قذيفه

    موضوع تحليلي واقعي جيد فهل يقرؤه العملاء

  • نحن هنا

    ليست الامارات وحدها من يدخل زريبة الخنازير فستتوالى الانظمة العربية كلها في الاعتراف بالتطبيع قل ماشئت لكن الحقيقة أن العرب لم يخسروا المعركة وحسب ولكنهم انهزوا شر هزيمة والمنهزم لايبحث عن شرف ولكنه يبحث عن حياة

  • براهيم

    لقد حصلت اسرائيل على قطعة لحم كبيرة و شهية و سوف لن تترك منها الا العظم

  • محمد

    السعودية والإمارات ماهم الا امتداد اليد اليمنى لدولة الصهيون ، السؤال الذي يطرح نفسه ماذا يفعلون المسؤولين الجزاءرين في الإمارات ، انهم في المحاضرات مع أعداء الاسلام .

  • لمبارك

    العرب اصحاب القضية -فلسطين عربية -والارض يطبعون ويتحالفون مع عدوهم الذي يحتل ارضهم من الصهاينة اما الفرس والاتراك ولامازيغ البربر فيرفضون التطبيع والاستسلام والعبودية لغير الله عز وجل -العرب عندهم القابلية للاستعباد والاستسلام-
    العرب بهذا العمل المشين ينتحرون
    موت العرب اللاكلينيكي