-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
إعلاميون وأكاديميون وشخصيات وطنية في سنوية الرّاحل

علي فضيل.. أيقونة الإعلام ورمز التحدي

تغطية: وهيبة سليماني - منير ركاب - حورية بلوشراني / تصوير: جعفر سعادة
  • 1136
  • 0
علي فضيل.. أيقونة الإعلام ورمز التحدي

نظم مجمع “الشروق” يوما دراسيا تحت شعار “من أجل محتوى إعلامي جديد”، تزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لمؤسس مجمع “الشروق”، الأستاذ علي فضيل رحمه الله، بالتنسيق مع جامعة الجزائر 3، في بن عكنون، بحضور زملائه ورفقاء دربه من قامات إعلامية، ودكاترة وأكاديميين، علاوة عن مشاركة طلبة كلية العلوم السياسية والإعلام، وعائلة الفقيد، اختلطت فيها مشاعر الحزن بالأمل نظير الإرث الوطني المتروك من طرف فقيد الجزائر وصاحب المشروع الإعلامي الذي جعله وقفا لكل الجزائريين، كما اختير شعارا حول المحتوى الإعلامي الجديد، الذي سماه المختصون سلاح العصر، الذي ناضل من خلاله المرحوم، مؤسسا لبوابة “الشروق” الرقمية التي ارتقت في مضمونها وتصميمها ومحتواها لتمنح عديد الجوائز العربية آخرها في العاصمة العراقية بغداد.

عاش في خدمة الوطن ومات على حبه، عبارة استرسل فيها المشاركون في اليوم الدراسي، فكانت جامعة لكل المداخلات التي أبى المشاركون من خلالها إلا مشاركة عائلة المرحوم وكل عمال “الشروق” ألم فقد واحد من رموز الجزائر، وعراب الإعلام الجزائري، مدعوما بنظرة استشرافية للإعلام الجديد.

هذا، واغتنم القائمون على اليوم الدراسي فرصة الإعلان عن جائزة علي فضيل للتميز الإعلامي التي منحت في طبعتها الأولى للدكتور زهير إحدادين، والدكتور محي الدين عميمور، والإعلامي سعيد علمي، علاوة عن مختار مزراق، رئيس جامعة الجزائر 3 الذي فتح مدرجا سمي باسم رمز من رموز النضال التحرري في العالم، نيلسون منديلا، لاحتضان هذه المبادرة بالجامعة، بعد أن سبقها التطرق إلى دور المرحوم علي فضيل في الوحدة الوطنية، خلال الذكرى الثانية لوفاته.

رؤوف حرز الله: الراحل عرف كيف يواكب المنصات الرقمية الجديدة

قال الإعلامي رؤوف حرز الله، إن مؤسسة “الشروق”، استطاعت أن تحافظ على جمهور وسائل الإعلام التقليدية، رغم وجود المنصات الرقمية، وتطور وسائل الإعلام الحديثة، مشيرا إلى أن المرحوم علي فضيل، كان من بين الأوائل الذين واكبوا التقنيات الحديثة في الصحافة حيث خاض تجربة جديدة منذ 2012، وترك بصمته على جميع مستويات وسائل الإعلامي الحديثة والتقليدية.

ويرى أن علي فضيل، عرف كيف يصل من خلال “الشروق” إلى كل شرائح المجتمع، فلهذه الوسيلة الإعلامية، جمهورها التقليدي والعصري، موضحا أن الإعلام التقليدي يبقى له جمهوره لما يحمل من حلاوة وميزة، لكن على مجمع “الشروق”، بحسبه، كغيره من وسائل الإعلام في الجزائر، أن يعرف كيف يواجه حملات التضليل عبر الوسائط الجديدة، من خلال التكوين الجيد للصحفيين، والتحري والدقة في صحة الخبر.

العيد زغلامي: علي فضيل كان يملك نظرة استشرافية

أكد أستاذ علوم الإعلام والاتصال، العيد زغلامي، أن “الشروق”، لديها تجربة رائدة متواجدة على أكثر من صعيد، حيث اتخذت توجها جديدا، بالجمع بين الصحافة الورقية، والمنصات الرقمية الجديدة، والتلفزيون، والراديو، فهي تقوم بالتقرب إلى جميع الشرائح المجتمعية.

ويرى بأن مواكبة التطور تتم بإقحام التقنيات الجديدة، ولكن دون التخلي عن الوسائل التقليدية، حيث إن التطور الاقتصادي، والاجتماعي، والتكنولوجي، والتطور الرقمي، أدى إلى مقاربات جديدة، وصحافة جديدة، لا يمكن التحكم في الوضع الإعلامي خلالها إلا بإقحام تقنيات ووسائط جديدة، ومنطلقات حديثة.

وأشار زغلامي، إلى أن حملات التضليل أصبحت تستهدف الأوطان، والشعوب، وإن الجزائر ليست في منأى عن ذلك، قائلا إن الراحل علي فضيل كان لديه نظرة استشرافية، وقد استطاع أن يجعل من “الشروق” تتواجد على الصعيد الرقمي، وبحرفية يشهد لها، وإن اليوم على صحفيي “الشروق”، كغيرهم من الإعلاميين والصحافيين في الجزائر أن يدركوا خطورة حملات التضليل هذه التي تستغل المنصات الرقمية الجديدة في نشر الأخبار الكاذبة، وبعض المعلومات المغلوطة، حيث لا يمكن مواجهتها إلا بتكوين جيد ومسؤولية جادة، وتحر ذكي في صحة هذه المعلومات.

عبد العزيز تويقر: “الشروق” سباقة في التطور الرقمي

قال عبد العزيز تويقر، المدير العام المسير لشبكة أخبار الوطن، إن المرحوم علي فضيل، كان بصدد تطوير الكثير من المشاريع الإعلامية، حيث يملك من التحدي ما يمكنه أن يواجه حملات التضليل من خلال مؤسسة “الشروق”، مهما كان حجمها، وخاصة أن هذه الأخيرة سباقة في كل تطور جديد، كالتطور التكنولوجي الرقمي.

ويرى بأن فكرة مضامين جديدة وأدوات جديدة كالوسائط رقمية، لا يمكن أن تشكل تغيرا جوهريا في الممارسة الإعلامية، بل هي تفتح مساحات أوسع وفضاءات أخرى لإيصال الرسالة الإعلامية، والمهم أن يعرف الصحفي كيف يستغلها، وكيف يجعلها أداة للتحري من صحة الأخبار والمعلومات.

وأكد تويقر أن الإشكال المتعلق بالوسائط الجديدة في الإعلام، هو غياب مشروع مجتمع يمكن من خلاله الانخراط في معركة الحملات التضليلية، وغربلة الأخبار عبر وسائل تعمل خارج الإطار القانوني، ولا تخضع لضوابط.

ودعا خلال لقاء خاص بذكرى وفاة المرحوم علي فضيل، مدير مجمع “الشروق”، إلى إصدار قوانين تنظيمية، ونصوص تتحكم أكثر في “الميديا الجديدة”، ونشاط الإعلام الإلكتروني، وكذا المنصات الرقمية الخاصة.

ياسين فضيل: عندما كان شقيقي يتحدث عن الريادة يقول “الشروق”

يشهد ياسين فضيل، مدير مجلة “الشروق العربي”، لشقيقه المرحوم علي، على أنه كان رجل التحديات، يدخل المعارك الإعلامية ويخرج منها منتصرا، وقال: “عندما كان علي فضيل يتحدث عن الريادة يقول: “الشروق”، فقد كان لا يعترف بالمستحيلات”.

ويرى بأن حملات التضليل التي تتعرض لها الجزائر من خلال منصات الإعلام الرقمي، كان للمرحوم نظرة استشرافية حولها، فقد كان يملك الاستباقية في مسيرته الإعلامية، فإضافة إلى أنه كان يخوض المعارك الإعلامية ويخرج منها منتصرا، فإنه، بحسب شقيقه، يسبق عصره، فهو أول من أصدر جريدة بالألوان، وأول من طبع نسخة مغاربية، وأول من أطلق إذاعة عبر الإنترنت، وهذا دليل على مواكبته للمستجدات في العالم الإعلامي والصحافة.

وقال ياسين فضيل: “الحمد لله.. اليوم، تتواجد “الشروق” بين أياد أمينة، يمكن من خلالها أن تتجسد بعض مواقف المرحوم”.

مراد بوطاجين: على طلبة الإعلام أن يستفيدوا من تجربة علي فضيل

يرى الإعلامي المعلق الرياضي، مراد بوطاجين، في المرحوم علي فضيل، رمزا للتحدي الذي يمكن أن يستفيد منه طلبة علوم الإعلام والاتصال، قائلا: “لقد بقي اسم “الشروق” مرتبطا بالمرحوم رغم مرور 3 سنوات على وفاته”.

وأضاف من خلال كلمته حول الرجل، أن علي فضيل كان طالبا واستطاع في ما بعد أن يملك مجمعا إعلاميا ضخما ومتطورا، وعلى هذا يمكن أن يرى فيه الطلبة اليوم، نوافذ التحدي خاصة أنه استطاع أن يكسب الجمهور والقراء من خلال رمزية الوطنية، والحفاظ على اللغة العربية، والطابع الديني الإسلامي والعروبي.

وأكد مراد بوطاجين، أن المرحوم أعطى فرصة التعرف على ما هو جزائري، حيث إن اللقاء الذي تم تنظيمه في ذكرى وفاته بحضور رئيس جامعة الجزائر 3 وعميدة كلية الإعلام والاتصال، واختيار موضوع الإعلام الجديد، فإن ذلك يعطي فرصة للطلبة عن أخذ رسالة تفيدهم مستقبلا خلال مشوارهم المهني من خلال مواجهتهم للتحديات الجديدة، ويملكون شيئا من الاطمئنان، على أنهم قادرون على خوض مشوار علي فضيل.

سعيد عولمي: الراحل ترك بصمته في الإعلام التقليدي والجديد

ثمن المخرج الكبير، سعيد عولمي، جهود “الشروق” في توظيف كل الوسائط والتقنيات الحديثة لصنع الرسالة الإعلامية، من أجل الوطن والمواطن، وقال إن أفكار المرحوم علي فضيل، أفكار الرجل الراقي والمخلص لوطنه، فقد ترك بصمته في الإعلام التقليدي والإعلام الجديد.

وأضاف قائلا: “لقد نجح علي فضيل في الصحافة المكتوبة، كما في التلفزيون، وكان الدافع المعتمد عليه في مسيرته الإعلامية، دافع وطني خالص”.

وتذكر تلك الرحلة التي جمعته مع علي فضيل سنة 1983، نحو تونس وإيطاليا واليونان، وكانت رحلة مهنية، عرف من خلالها أن المرحوم رجل تحديات، لا تثنيه المصاعب، ولا العراقيل، فقد كان باستطاعته أن يصل لو بقي على قيد الحياة، إلى أبعد مما عليه الآن “الشروق”.

الإعلامي كمال علواني: الراحل شخصية وطنية فذة

علي فضيل شخصية وطنية فذة، خاض معارك كثيرة، واشتغل في وسط عدائي في فترة الثمانينيات والتسعينيات، كان بمثابة لبنة كبيرة في بناء الإعلام الوطني، محب للدين واللغة والوطن، ناضل من أجل نشر ثقافة حب الخير، مشروعه سيظل شاهدا على نيته في خلق محتوى إعلامي جديد يتماشي وتطورات الإعلام في العالم، حيث تغيب الورقة وتظهر ثقافة النقرات الرقمية، ونقول من خلال هذا اليوم الدراسي الذي تم اختيار مكانه بدقة بجامعة الجزائر 3، إن رسالة الرجل مستمرة والمشعل سيظل مشتعلا. وبخصوص ما تم تداوله بخصوص زوال وسائل الإعلام التقليدية، أقول إن هذه الأخيرة قد تكيفت مع الواقع الجديد للإعلام، فالتلفزيون صار متفرغا لمهمته الأصلية، من خلق للفرجة ومداخلات عقلانية واستشرافية، فالمعلومة أقول موجودة على قارعة الطريق ولا يوجد وسيلة إعلامية محايدة.

مدير جامعة الجزائر3 الدكتور مختار مزراق:
الأستاذ علي كان من السباقين للبحث عن المعلومة

نجاح المرحوم علي فضيل طبعته الأيام، والدليل على نجاحه هو ما أنجزه من أعمال ظلت وستظل راسخة، وهو من الذين عرفوا برمز من رموز الجزائر، ومن الذين دافعوا عن الحرف العربي، وعروبة الجزائر، ومن الأوائل الذين عرفوا بتكريم الرموز الإسلامية من مشايخ وعلماء، فهذا الرجل يستحق أكثر من وقفة.

فلن أتردد لحظة لما طلب مني استقبال “الشروق” بالجامعة للترّحم على فقيد الجزائر والإعلام علي فضيل، في ذكرى وفاته الثالثة، وسعدت أكثر لما تزامنت هذه الذكرى مع تطرق الموضوع إلى سلاح العصر، فمن يمتلك المعلومة يمتلك القرار، فالأستاذ علي كان من السباقين للبحث عن المعلومة، وأنا أشهد حين كنت إلى جانب المرحوم عبد الحميد مهري الأمين العام لجبهة التحرير الوطني مدير ديوانه، كان وقتها المرحوم دائما يبحث عن الخبر، وختاما أنا مطمئن بأن المشعل الذي رفعه المرحوم سيستمر مضيئا، وأغتنم هذه الفرصة لأترحم على فقيد الإعلام الجزائري والعربي- رحمه الله- وجعل إرثه وقفا لكل الجزائريين والعرب.

الدكتور رضوان بوهيدل: الراحل علامة مسجلة في تاريخ الإعلام

الراحل علي فضيل يعتبر علامة مسجلة في تاريخ الإعلام الجزائري، فالنظرة المثالية للإعلام الجديد، تتجه نحو ملف المورد البشري ومن يصنع مضمونه، فللأسف لاحظنا منافسة وكما هائلا من التكوينات في ثلاثة أيام لما يعرف بالصحفي المحترف، فأنا لست ضد هذه التكوينات لما تكون تحت إشراف قامات إعلامية مكوّنة، فكلنا سنسعى لنكون تلاميذهم، لكن ضعف المحتوى ومستوى المكونين في اعتقادي، دمّر مضامين وسائل الإعلام، بالموازاة مع ما يعرف بصحافة المواطنة، فاليوم أصبح المواطن يستبق وسائل الإعلام في نشر الخبر والمعلومة، فنعتقد أن المورد البشري يجب الحديث عنه بكثرة مع ضرورة تكوينه مع إعادة رسكلته بالموازاة مع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم.

الإعلامي علي ذراع: الرفيق علي كان مدافعا شرسا عن ثوابت الأمة

الأخ الرفيق علي فضيل، كان مدافعا شرسا عن ثوابت الوطن بوقوفه إلى جانب اللغة العربية والإسلام والوحدة الوطنية، علاوة عن قضية فلسطين، أحببت بالمناسبة أن أذكر بموضوعين اثنين، كانا من اهتمامات الأخ والصديق المرحوم علي فضيل، ولا نستطيع الحديث عنه دون أن نلتفت إلى مسيرته الكبيرة في الإعلام، وهو من وصف بالمقاوم من الطراز الأول، وهو صاحب قضية رقم واحد بالنسبة إليه، وهو من المؤسسين لمؤسسة القدس، ولجنة المساعدات والإغاثة لغزة، ليطلق عليه اسم المقاوم من أجل القضية الفلسطينية التي تعتبر بالنسبة إليه أساسية، بمعية القضية الصحراوية، ليصبح مناضلا كبيرا من أجل القضايا العادلة، داخل الوطن وخارجه، ليرتقي في ما بعد إلى فعل الخير الذي جسده في برنامجه وافعلوا الخير، فكان من الرجال القلائل الذين احتكوا بكبار المسؤولين في الجزائر، لتكون له جرأة مخالفة بعض المسؤولين الكبار في بعض القضايا، ليصبح في ما بعد رجلا للمشورة بالنسبة لعديد السياسيين كونه كان رجل حوار متقبلا لكل الأفكار الدنية في إطار حوار الأديان.

المرحوم كان شغله الشاغل كيفية البحث عن تحقيق أهداف الوحدة الوطنية، كان متفتحا في حياته على كل الثقافات والعلوم، ونتمنى أن يستمر مشروعه من طرف الشروقيين، وألف شكر لمدير الجامعة مختار مزراق، لأنه منح المرحوم علي فضيل مكانة كبيرة جدا من خلال تنظيم اليوم الدراسي لـ”الشروق” بمدرج نيلسون مانديلا المعروف بنضاله للتاريخ التحرري.

السيناتور فؤاد سبوتة: إنشاء جائزة باسم الراحل سيسهم في إبقاء شعلته وهاجة

الفقيد علي فضيل، يحسب له الكثير من الأمور الذي أنا شاهد على بعضها، كان إنسانيا ومدافعا عن العروبة، مواكبا لمختلف المراحل السياسية، والفترات التي مرت بها الجزائر، وهو من الذين ساهموا في التحوّل الإيجابي للإعلام، وهذا الأمر يحسب له، وسيظل مكسبا تنتهل منه الأجيال.

هذه الالتفاتة بمناسبة ذكرى وفاته الثالثة، عرفان له في زمن غابت فيه ثقافة العرفان، وتأسيس جائزة للتميز الإعلامي التي سميت باسمه ستسهم في إبقاء شعلته مضيئة ووهاجة، وعلى من حمل المشعل أن يستمر في مسيرته التي أراد لها أن تكون ثمرة ينتفع من مذاقها كل الجزائريين.

المرحوم صنع طريقا نحو إعلام جديد لم يتفطن له إلا القلائل ممن مارسوا المهنة في فترته، فهم جيدا أن الإعلام في الجزائر، يجب أن يستمر بعنوان آخر بدخول العالم نحو مجال التكنولوجيات والمنصات الرقمية، وظهور إعلام المواطنة، كما فهم مبكرا أن عالم الموبيل، هو السبيل الوحيد للخروج من بوتقة إعلام تقليدي، ربما لا يستطيع مستقبلا مواكبة ما يريده الجمهور، ومؤسسة “الشروق” بموقعها الإلكتروني دليل قاطع عن ثمار الجهد المبذول من طرف المرحوم، ومن عمل معه، لتظل “الشروق” واقفة مع التطورات والتغيرات الحالية في تكنولوجيا الإعلام في العالم، ليؤسس لإعلام رقمي جاد حاول من خلاله المرحوم أن يكون وجها للمؤسسة في الخارج، فرحم الله علي فضيل الذي رحل عنا وترك إرثه مضيئا لدرب كل الشروقيين.

زهية بن عروس: “الشروق” استرجعت الثقة المفقودة مع المواطن

أتوجه بالشكر الجزيل للقائمين على مجمع “الشروق” من خلال هذه الوقفة في ذكرى رحيل فقيد الإعلام المرحوم علي فضيل، كما أثني على جامعة الجزائر 3 التي احتضنت المبادرة التي قربت مفهوم الإعلام الجديد إلى الطلبة من خلال مشاركة قامات إعلامية في اليوم الدراسي الذي اختير له شعار من أجل محتوى إعلامي جديد، حيث حمل مجمع “الشروق” معه للطلبة إشراقته، التي استمدها من ابتسامة الفقيد التي ستبقى رمزا، هذه الصفة التي أورثها لخليفته رشيد فضيل، وكل عمال “الشروق”، التي فتحت لها الطريق نحو إعلام جديد مقارنة بالإعلام الذي عايشناه سابقا.

“الشروق” استرجعت الثقة االمفقودة مع المواطن، لأنها اهتمت بالمضمون والمحتوى، الذي لابد من أن نراجعه اليوم دون ترك التكوين الذي يعتبر أساس العمل الإعلامي في الخارج، وهو ما دعا إليه المرحوم علي فضيل في عديد خرجاته من خلال قنوات “الشروق” وجريدة “الشروق اليومي” والموقع الإلكتروني للمجمع.

حاليا، يجب على كل عمال “الشروق” خاصة والإعلاميين في المؤسسات الأخرى، وحتى طلبة الإعلام، أن يتشبعوا من معارف الأستاذ علي فضيل، الإعلامية والوطنية، وأن تستمر مثل هذه الوقفات التي تذكرنا بمسيرة الفقيد، وشعلته التي لن تنطفئ بحول الله مادام المشروع موجودا حاليا بأيد أمينة.. فرحم الله علي فضيل ورزق أهله الصبر الجميل.

العربي زواق: علي فضيل كانت له قدرة في إدارة الأزمات

التحقت بـ”الشروق”، حيث كلفت من طرف المرحوم علي فضيل برئاسة القسم الثقافي، فالعمل معه كان مريحا ويستحيل أن تجده في شخص آخر، فبعد مدة حين قررت مغادرة “الشروق اليومي” وجدت صعوبة في تركه، ولم تكن لدي الشجاعة لإبلاغه بالقرار فاستنجدت بالأخ والزميل المجاهد علي ذراع لإبلاغه بالقرار، وبعد فترة وخلال ظهور الفضائيات وإنشاء قناة “الشروق”، طلب مني المرحوم الالتحاق به لألبي النداء مباشرة، كان علي فضيل صاحب نكتة، كما كان له قدرة رهيبة على إدارة المشاكل ومواجهة الضغوطات وإيجاد الحلول بسرعة، وبالرغم من الظروف السياسية التي عاشتها البلاد والضغوطات التي لم تفارقه، إلا أن الابتسامة لم تفارقه أبدا.

الدكتور أحمد عظيمي:
المستقبل للإعلام الرقمي

شكر أحمد عظيمي، مؤسسة “الشروق” على تنظيمها هذا اللقاء، مشيرا إلى أن ذكرى رحيل “الأخ العزيز علينا جميعا، علي فضيل”، الذي عرفه عندما كان المتحدث، في السنة الرابعة وعلي فضيل في السنة الأولى طالبين في الجامعة، وقال: “كان علي معروفا بأخلاقه العالية واطلاعه الواسع على الفكر العربي الإسلامي، وكان رمزا من رموز الجزائر”، وأضاف بأننا بحاجة إلى إحياء رموزنا وإبرازها، لأن الشعوب تعيش وتسير وتختار طريقها من خلال رموزها. ولما تغيب الرموز الإيجابية تحل محلها الرموز السلبية.

وحول اليوم الدراسي، الذي يحمل عنوان “من أجل محتوى إعلامي جديد”، تحدث عظيمي حول مضمون الإعلام الجديد، وعن راهن وسائل الإعلام التقليدية. وبحسبه، أي بلد تحتاج لهذه الوسائل، مهما كانت وسائل الرقمنة ووسائل الإعلام الحديثة. والأمر لا يتعلق بالإعلام الجديد.

وأوضح، بوجود خطأ في الترجمة  “les nouveaux medias”، بالإعلام الجديد بينما الترجمة الصحيحة “الوسائط الجديدة”، وأكد أنه لا يوجد إعلام جديد والإعلام الجديد باللغة الفرنسية “les formations nouvelles”، ولو افترضنا وجود إعلام جديد، فهناك إعلام قديم. فتعريف الإعلام، بحسبه، هو “إعطاء معلومة خالية من أي هدم تأثيري، هذا هو الإعلام فلا وجود لإعلام جديد، بل وسائط جديدة “.

وقال المتحدث: “لما نتكلم عن وسائل الإعلام التقليدية فهي الصحافة المكتوبة، الإذاعة، التلفزيون هي مؤسسات قائمة وموجودة”، وبأن ما نقرأه حول هذه الوسائل كان هناك خلال 10 سنوات الأخيرة الكثير من البحوث، التي تتنبأ باندثار هذه الوسائل، على أساس أنه عندما ظهرت الإذاعة، ظن الناس أن الصحافة المكتوبة سوف تزول، لأن الخبر يمر بسرعة “ولكن الإذاعة انتشرت دون أن تنتهي الجريدة، ونفس الكلام قيل عند ظهور التلفزيون”.

وقال الدكتور إن لتكنولوجيات الإعلام تأثيرا كبيرا على وسائل الإعلام التقليدية “فالمكتوب والسمعي والمرئي، كلها اجتمعت في وسيلة واحدة، وبالتالي، وقع التأثير الكبير على وسائل الإعلام التقليدية.. والملاحظ اليوم وجود انهيار حقيقي في مبيعات الصحافة الورقية، حتى إنه قيل إن مآل الصحافة المكتوبة إلى الاندثار. وفعلا حدث ذلك في أوروبا وأمريكا وحتى في دول عربية، أصبحت لا تطبع الجرائد الورقية، لكنها أبقت على النسخة الإلكترونية.”

وأضاف، أن هذه الأخيرة ما زالت تُقرأ. وما لاحظه المتحدث، هو وجود جرائد عالمية يزداد عدد قرائها في نسختها الإلكترونية، أما في الجزائر، فحينما تنهار مبيعات النسخة الورقية، يتناقص في نفس الوقت عدد قراء النسخة الإلكترونية. وهذا ما ينذر، بحسبه، بخطر “لأننا نرى اليوم معظمنا يكتفي بالأخبار التي نجدها في بعض المواقع الاجتماعية والإخبارية، ما يعني أن صناعة الخبر وصناعة الإعلام أو الاتصال، انتقلت من مؤسسات إعلامية موجودة بهياكلها وقاعات تحريرها وتحكمها في المادة الإعلامية وفي التحرير، انتقلت إلى مواقع نجهل محرريها، والأغلب أنهم أشخاص لا علاقة لهم بالدراسات الإعلامية والإعلام والاتصال، ورغم ذلك يروجون للأخبار والصور”، ليؤكد أن الواقع الذي نمر به “أن وسائل الإعلام التقليدية تتعرض لخطر الاندثار”.

وقدم عظيمي أرقاما عن نسبة المقروئية، فالنسخة الإلكترونية في أمريكا وفرنسا يزيد قراؤها عكس ما نشاهده في نسبة قراء النسخ الإلكترونية في الجزائر في انخفاض، ما يؤكد أن هناك مشكلة في المقروئية بالجزائر “التي تتطلب الاهتمام والعناية، لأننا نعيش في بيئة رقمية، تحتاج أن ندرسها ونتعرف على آثارها السلبية، قبل أن نفتح أعيننا يوما ما وفجأة على اندثار وسائل الإعلام التقليدية، وهو ما وصفه بـ “الخطير جدا “.

ليرى بأن هذه الوضعية جعلت الناس “سطحية في وسائل الإعلام، وما نقرأه سطحي جدا.. وحتى نحن كأساتذة إعلام، استقطبنا وأصبحنا نكتفي بالأمر الواقع”. واستشهد عظيمي بمقولة عالم كبير في تكنولوجيات الإعلام، قال: “إنه رغم هذه التكنولوجيات كلها، فإن المرحلة عرفت ضحايا في المجال الفكري وخلال 20 سنة الأخيرة، لا نسمع بفيلم أو كتاب أو دراسة أو برنامج تلفزيوني، أثار اهتمام العالم”، موضحا أنه في الماضي كان هنالك برامج تلفزيونية ناجحة ترجمت إلى عدة لغات.. وعليه، نحن في وضع فقير جدا من حيث المحتوى، بعدما أصبح الرأي العام سطحيا، لا يمكن التفكير في ما سيأتي أو يفكر بعمق في الأحداث التي يعيشها”.

وبالتالي، قد يقع الرأي العام في التضليل، فما يصل من إعلام واتصال، وأخبار فيه الكثير من التضليل. وهذا الأخير أصبح ممارسة تقوم بها مؤسسات وهيئات خارج الوطن وحتى في الداخل، “لأن التضليل مغلف”، ما يستدعي ضرورة الحفاظ على الوسائل الإعلامية التقليدية وتطويرها، مثلما نحافظ على المدرسة وتطويرها والجامعة وتطويرها.

وانتقل عظيمي في مداخلته إلى مضمون الإعلامي الجديد، مشيرا إلى دور الصحافة، متسائلا إن كان المطلوب منها أن تعبر عن رأي السلطة أو تمنح معلومات للرأي العام أو صناعة الرأي العام؟ متسائلا أيضا، عن المطلوب من الوسائل التقليدية سواء كانت عمومية أم خاصة، أن تنزل إلى مستوى تقديم ما يريده الجمهور ولو كان تافها، أو الرفع من مستوى الجمهور وتوعيتهم..” فهناك حرب معلومات، مع وجود أطراف عديدة تعمل على التضليل، فدور الوسائل رفع مستوى المواطن حتى يدرك ما يقرأ ويفهم ما يتابع.” على حد قوله.

أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد شوتري:
وسائل الإعلام الحديثة دون مشروع

قال الدكتور أحمد شوتري: إنه “يتألم في ذكرى رحيل الأخ العزيز علي فضيل. وخلال مداخلته حول اليوم الدراسي “من أجل محتوى إعلامي جديد” ركز الدكتور على الجانب الأكاديمي فلا يمكن التفريق بين الوسيلة والرسالة، فالوسيلة هي الرسالة والرسالة هي الوسيلة، فمهما تطورت وسائل الإعلام تبقى الرسالة هي الحقيقة في الإعلام.

وأوضح شوتري أنه يجب إضافة إلى الاتصال إلى عناصر الحياة الثلاثة الأكل، الماء والهواء، مؤكدا أنه لا يمكن للإنسان أن يعيش دون اتصال، مستشهدا بتطور قرية مربوطة بطريق بفضل الاتصال عكس القرية المعزولة، وبحسبه دون الاتصال حياة الإنسان تبقى مجمدة، فالحركات البشرية عبر الأزمان تطورت بسبب الحروب أو الجفاف أو مشاكل أخرى، التي ساهمت في تطور الدول وتقدمها خاصة مع ظهور الصحف والإذاعة والمسرح والتلفزيون ثم الإنترنت فتطور الاتصال مربوط بتطور وسائله.

وأضاف الدكتور أن السر في الإنسان الذي يختار رسالته، وبذلك يتحكم ويصنع الجريدة والإذاعة والتلفزيون والإنترنت وما نعيشه اليوم بحسبه، “إعلام جديد ورسائل جديدة عبر وسائل جديدة وعندما نقول الجديد معناه تطور الحياة”.

وأردف أن “الإنسان هو الذي يتحرك فهو الذي يبدع وينتج”، مؤكدا أن التعامل مع ثورة المعلومات التي يعيشها العالم اليوم يتطلب شروط اجتماعية وثقافية والاستعداد الكامل للتعامل معها أكثر من استيراد أجهزتها، لأنها ليست مجرد اقتناء جهاز بل هي تكوين مهارات وكفاءات وطنية”.

وأوضح أيضا أن اقتناء وسائل الإعلام الحديثة دون مشروع، يبقى مجردا من أي مضمون، “ونحن في الجزائر يجب أن يكون لدينا مشروع اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي للنهوض”.

وقال الأستاذ إن الإعلام الجديد هو الإنترنت الذي جمع بين الجريدة والمسرح والإذاعة والتلفزيون واختصرت قراءة مقال أو الاستماع إلى الأخبار أو مشاهدة فيلم أو مسرحية في جهاز صغير، مشيرا إلى أن العوامل المساعدة على التطور التكنولوجي خاصة في المجال الإلكتروني، هي الأقمار الصناعية وانخفاض ثمن الأجهزة الوسيطة كجهاز الكمبيوتر والهاتف النقال والاشتراك في الشبكات.

وبالنسبة للسلبيات، اعتبر شوتري، أن الثورة الجديدة في وسائل الاتصال، هي الوجه التطبيقي للعولمة، للسياسة، للمضمون وللفكر، فلا تهتم بالحدود ولا بخصوصيات البلدان الثقافية، فشبكة المعلومات أصبحت سلاحا للذين يحسنون استعمال خدماتها بذكاء، حيث إن الشعوب القوية تتضاعف ثقافتها على عكس الشعوب الضعيفة التي تزداد ضعفا بفعل الثقافة الخارجية المفروضة عليهم.

وأبرز الدكتور أن التكنولوجيات الحديثة في مجتمعنا لا تزال تحمل معها جينات ثقافة وبيئة أجنبية، فهي حتما تؤثر على الثقافة الوطنية بشكل مباشر أو غير مباشر، فشبكة المعلومات تشجع على الانحراف والتمرد على الأديان والقيم وتنمي نزع الاستهلاكية والثقافة الاستعمارية، مشيرا إلى أن العرب لا يمكنهم التصدي لذلك منفردين أما “كأمة فبإمكانهم التصدي لها” واستشهد المتحدث بدولة الصين التي كانت عام 1949 مجرد بلد متخلف جدا، تحارب الجوع والملاريا لتعانق اليوم الكبار والسبب أن لهذه الدولة مشروعا.

مدير القطاع الرقمي بمجمع “الشروق” سمير فارس:
علي فضيل.. كان يسعى لتحول رقمي هائل

اعتبر سمير فارس أن الإعلام والتحول الرقمي مصطلح مهم وأصبح شعار لبرامج ومشاريع واستراتيجيات المؤسسات،  فمن الناحية التقنية، التحول الرقمي يعتمد على البرامج وعلى التقنيات الرقمية الجديدة من أجل إنجاز أعمالها بطرق إبداعية جديدة، وهو أساليب عمل وثقافة إدارة جديدة تمكن المؤسسات من إنجاز الأعمال بطرق حديثة وبسيطة، وتمكنها من تقديم قيم معرفية وإبداعية لكل من المستخدم، الزبون والمتابع والمواطن في أي دولة.

وفي ما يخص تحديات التحول الرقمي، أوضح فارس أنه لا يمكن لدولة تحقيق تحول رقمي دون أن تكون لديها سرعة أنترنيت محترمة وشبكة أنترنيت واسعة من الجيل الخامس وانتشار للأنترنيت في القرى والبلديات والولايات وامتلاكها بنية تحتية قوية من الألياف البصرية المناسبة للكثافة السكانية وكذا الأمن السبراني.

وبالنسبة للمؤسسات لديها تحديات وكلها معنية بالتحول الرقمي مشيرا إلى كلمة الرئيس بخصوص أن السنة الحالة سنة الاقتصاد والسنة المقبلة سنة الرقمنة وهذا أمر مبشر إذا كان على أسس سليمة حسبه.

وقال إن التحول الرقمي ليس اختيارا بل ضرورة لأنه بات مسألة بقاء.

وكان الراحل علي فضيل انتبه لهذه المسألة، وعاش لعصره، بحيث أطلق في 2005 مشروع “الشروق أون لاين”، الذي كان من أوائل المواقع الإلكترونية للمؤسسات الإعلامية في الجزائر. وحقق إنجازات كبيرة ومتميزة ومنها ظفره بالعديد من الجوائز المحلية والدولية.

ودخل في أكتوبر 2020 في مشروع التحول الرقمي على مستوى “الشروق”. وشرعوا مع فريق عمل متكامل في إطلاقه تجديد الموقع على المستوى التقني والتحريري والفني، وأنجزنا موقعا جديدا في 31 مارس 2021 يتضمن نسختين نسخة للهاتف النقال ونسخة للموقع فتقريبا 80 بالمئة من المتابعين يطالعون عبر الموبايل. وعلى المستوى الفني ركز فريق العمل على البساطة والبعد من التعقيد كما حقق الموقع نجاحات قيمة ومعتبرة.

وأكد المتحدث على وجود 18 منصة أساسية، يمكن من خلالها متابعة الجريدة وبرامج القناتين. وهذه المنظومة الرقمية المتكاملة مكنت “الشروق” من مكانة قوية في المجال الرقمي.

أستاذ العلوم السياسية سليم قلالة:
 علي فضيل.. مبدع ومساهم كبير في معركة الوعي

قال الدكتور سليم قلالة إن الإبداع عند علي فضيل أنه أدرك جوهر المعركة الحقيقية المستقبلية، وهي معركة الوعي وأنه ساهم فيها. وأضاف: “وأتصور أن الدولة الجزائرية اليوم بحاجة لوجود مؤسسة مثل “الشروق”، تساهم في تصور الوعي الوطني وإعداد المجتمع لمواجهة مختلف الأزمات القادمة، خاصة العالمية“.

 وبحسبه، فالمعارك المقبلة ليست فقط اقتصادية وعسكرية، سياسية وإعلامية، بل هي معركة حول من يسيطر على وعي الناس.

 وتحدث عن محتوى كتاب عنوانه 2100 يقول إن “السيطرة الحقيقية هي من يسيطر على نفسية الجماهير وعندما تسيطر على هذا الجانب تسيطر على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية“.

 وعن مسألة وسائل الإعلام التقليدية والمعاصرة، أوضح المتحدث، أنه ليس المشكل فيها بل في “عجزنا عن الإنتاج الفكري أو عن إنتاج المحتوى الذي يصنع الوعي“.

وهنأ في ختام مداخلته فريق مجمع “الشروق” الذي واصل، بحسب قوله، في مسيرة الأستاذ علي فضيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!